الجيش الإسرائيلي يطالب سكان مدينة غزة بالانتقال إلى خان يونس
تل أبيب – ( د ب أ):
طالب الجيش الإسرائيلي يوم السبت السكان في مدينة غزة بالانتقال إلى المنطقة الانسانية في منطقة المواصي بخان يونس جنوب القطاع .
وقال افيخاي ادرعي المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي للاعلام العربي ، في منشور على صفحته بمنصة إكس اليوم :”ينفذ الجيش الإسرائيلي عملية حاسمة ضد حماس داخل مدينة غزة .. ابتداء من هذه اللحظة وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة نعلن منطقة المواصي منطقةً إنسانية حيث ستجرى فيها أعمال لتوفير خدمات إنسانية أفضل”.
وأشار إلى” تخصيص شارع الرشيد كطريق إنساني حيث وفي هذه المرحلة يمكنكم المغادرة عبره بسرعة وبالمركبات دون تفتيش بالإضافة إلى ذلك، تُجرى أعمال ترميم في المستشفى الأوروبي، وذلك لتمكين تقديم خدمات طبية أفضل للسكان.
وأضاف المتحدث :”اغتنموا الفرصة للانتقال إلى المنطقة الإنسانية في وقت مبكر، وانضموا إلى الآلاف الذين انتقلوا إليها بالفعل”.
وتأتي هذه الدعوة في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني.
وتحذر منظمات الإغاثة من أن الإخلاء واسع النطاق سيفاقم الأزمة الإنسانية في مدينة غزة، التي أعلنت هيئة مراقبة الجوع الرائدة في العالم الشهر الماضي أنها تعاني رسمياً من المجاعة نتيجة للقيود الإسرائيلية على المساعدات الغذائية، بحسب وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب).
وتم تهجير معظم العائلات الفلسطينية بشكل متكرر في الحرب التي استمرت ما يقرب من عامين ويقولون إنه لم يعد لديهم مكان يذهبون إليه. وقد قصف الجيش الإسرائيلي في السابق مخيمات الخيام التي تم تحديدها كمناطق إنسانية.
وأثارت منظمات الإغاثة قلقاً بشأن نقص المأوى والصرف الصحي والمياه والغذاء بشكل مؤسف في المواصي. وقد دمر القصف الإسرائيلي الذي استمر أشهراً البنية التحتية المدنية في خان يونس.
وحثت حركة حماس الفلسطينيين على البقاء في أماكنهم في تحد لأوامر الإخلاء الأخيرة. ويملك العديد من الفلسطينيين، الذين أنهكهم اليأس، أسبابهم الخاصة لرفض التعبئة والاقتلاع مرة أخرى.
وأصدرت إسرائيل يوم السبت تحذيرات بالإخلاء لمبنيين شاهقين في مدينة غزة، حيث اتهم أدرعي، المتحدث باسم الجيش، حماس بالعمل داخل الأبراج أو بالقرب منها.
بعد فترة وجيزة، قال أدرعي إن الجيش قد ضرب أحدهما.
ورفضت حماس المزاعم، مؤكدة أن الأبراج كانت أبراجاً سكنية.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان هناك أشخاص قد قتلوا أو جرحوا جراء الضربة.
ونشر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، مقطع فيديو يظهر انهيار برج سوسي في سحابة دخان هائلة مصحوبة بكلمات: “نحن مستمرون”.
كان هذا هو ثاني برج يتم تدميره في مدينة غزة في نفس عدد الأيام. يوم الجمعة، قصفت إسرائيل برج مشتهى، وهو معلم محلي كان يضم عشرات العائلات، قائلة إن مسلحي حماس استخدموه للمراقبة. ونفت حماس تلك المزاعم.
ويأتي تسوية الأبراج الشاهقة بالأرض في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل هجومها ضد حماس بعد الإعلان عن خطط للسيطرة على أكبر مدينة في غزة، حيث نصبت العائلات الفلسطينية النازحة خياما على أنقاض المباني التي تعرضت للقصف.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيطر على 40% من المدينة.
مقتل المزيد من الفلسطينيين بنيران إسرائيلية في مواقع المساعدات
وأفاد مسؤولون طبيون في مستشفى الشفاء بمدينة غزة بتلقي جثامين 11 فلسطينيا قالوا إنهم قتلوا بالرصاص على يد جنود إسرائيليين يوم السبت بينما كانوا يتجمعون للحصول على الطعام عند معبر زيكيم بين غزة وإسرائيل، بحسب (أ ب).
ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب للتعليق على حوادث القتل بالرصاص. لكنه اعترف في السابق بأن قواته تطلق النار لتفريق الحشود الكبيرة في مواقع توزيع الطعام أو كطلقات تحذيرية عندما يقترب الفلسطينيون بطريقة يقول إنها تهديدية.
وغالبا ما تحدث مثل هذه الحوادث المميتة عند معبر زيكيم، حيث يهرع الفلسطينيون اليائسون نحو شاحنات المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة التي تدخل القطاع مع انتشار الجوع في جميع أنحاء المنطقة. وقد رفض نتنياهو التقارير التي تتحدث عن المجاعة في غزة ووصفها بأنها “حملة أكاذيب عالمية”.
وقال مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، إنه يوم الجمعة، قتل 23 فلسطينياً آخرين في جميع أنحاء قطاع غزة أثناء سعيهم للحصول على المساعدات، ستة منهم في زيكيم.
وتفيد وزارة الصحة في غزة بأن أكثر من 2000 فلسطيني قد قُتلوا في مواقع التوزيع في الأشهر الأخيرة، العديد منهم بنيران إسرائيلية.
الآلاف يحتجون للمطالبة بعودة الرهائن
وتجمع الآلاف من الإسرائيليين في القدس وتل أبيب مساء السبت لزيادة الضغط على نتنياهو للتوصل إلى صفقة مع حماس من شأنها أن تحرر الرهائن الـ 48 المتبقين المحتجزين في غزة.
وعبر المتظاهرون عن غضبهم من الهجوم العسكري المتجدد على مدينة غزة، خوفا من أن يؤدي التصعيد إلى تعريض أحبائهم الأسرى لمزيد من الخطر. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن 20 رهينة في غزة ما زالوا على قيد الحياة.
وفي القدس، سارت حشود ضخمة عبر المدينة وهم يهتفون “جميعهم الآن!” وتدفقوا في الشوارع خارج مقر إقامة نتنياهو، وهم يهتفون “خائن، خائن!”
وتسبب فيديو دعائي لحماس تم إصداره يوم الجمعة، وهو اليوم الـ 700 من الحرب، في زيادة القلق بشأن مصير الرهائن. أظهرت اللقطات التي يبدو أنها حديثة رهينتين – جاي جيلبوا- دلال وألون أوهيل – يبدوان نحيلين ومرهقين أثناء نقلهما في سيارة حول مدينة غزة.
وفي تل أبيب، تدفق المتظاهرون إلى ميدان الرهائن للاحتجاج الأسبوعي مساء السبت، ورفعوا لافتة ضخمة تناشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أنقذ الرهائن الآن!”
لقد أثبت التوصل إلى هدنة دائمة أنه أمر صعب المنال. وقالت حماس إنها قبلت اقتراحا لوقف إطلاق النار من وسطاء عرب الشهر الماضي. ولم ترد إسرائيل بعد على العرض، وتعهدت بمواصلة الحرب حتى تنزع حماس سلاحها وتطلق سراح جميع الرهائن.
وأصرت إسرائيل أيضاً على الاحتفاظ بسيطرة أمنية مفتوحة على أراضي ما يقرب من 2 مليون فلسطيني – وهو شرط غير مقبول لحماس.
واندلعت الحرب بعد الهجوم الذي شنته حماس وغيرها من الجماعات المسلحة من قطاع غزة على مستوطنات غلاف غزة الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلف 1200 قتيل ونحو 250 رهينة. ومن بين الرهائن الـ 48 المتبقين في غزة، يعتقد أن حوالي 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة.
ومنذ ذلك الحين، قتل أكثر من 64 ألفا و200 فلسطيني في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقاً للسلطة الصحية المحلية التي تديرها حماس، وهي أرقام تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.