أبوظبي – الوحدة:
اُختتم اليوم الثاني من فعاليات النسخة الثانية والعشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية بحضور جماهيري واسع، وسط أجواء نابضة بالتراث والمغامرة، حيث شهد المعرض سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تعكس مكانته كأكبر حدث من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمخصص للصقارة والفروسية والثقافة والتراث والرياضات الخارجية.
ويُقام المعرض تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة ورئيس نادي صقاري الإمارات، بتنظيم مجموعة أدنيك وبالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، بمشاركة نخبة من العارضين المحليين والدوليين.
وشهد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية إقامة المزاد السادس للصقور، بمشاركة نخبة من أبرز مزارع الصقور التي قدمت طيورًا متميزة في فئتي السباق والجمال، وسط اهتمام واسع من عشاق الصقارة. وتستمر مزادات الصقور الإلكترونية طوال فترة المعرض عبر منصة رقمية متطورة، إلى جانب تنظيم مزادين مباشرين للصقور الحيَّة يومي 6 و7 سبتمبر، ضمن فعاليات المعرض التي تجمع بين التراث والابتكار.
كما أقيمت بطولة الكلاب الدولية ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية لمجموعة واسعة من السلالات، موزعة على خمس فئات رئيسية: كلاب الرعي، وكلاب العمل، وكلاب الترير، وكلاب الصيد، وكلاب الرفقة. وتنافست الكلاب المشاركة على مجموعة من الجوائز القيمة لمربي الكلاب، وسط أجواء حماسية وتفاعل كبير من الجمهور وعشاق تربية الكلاب.
وشكّل إطلاق النسخة الثانية من مبادرة “التبادل” أبرز أحداث اليوم الثاني من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، حيث أعلن مكتب الأسلحة والمواد الخطرة عن فتح باب استبدال الأسلحة الأوتوماتيكية بأسلحة صيد حديثة مجانًا للمواطنين الإماراتيين، وذلك من 30 أغسطس وحتى 30 نوفمبر 2025. وتأتي هذه المبادرة بالتعاون مع نخبة من الشركات الوطنية الرائدة في قطاع الأسلحة، من بينها كاراكال لصناعة الأسلحة، وبينونة لتجارة المعدات العسكرية والصيد، وراكنا لتجارة الأسلحة النارية، وبالتنسيق الكامل مع وزارة الداخلية.
وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز ثقافة الرماية الآمنة والمسؤولة، وتوسيع خيارات المواطنين عبر توفير مجموعة متنوعة من الأسلحة الحديثة، إلى جانب تشجيعهم على المشاركة في بطولة الإمارات للرماية بالأسلحة النارية المرخصة. ويتم تقديم الطلبات إلكترونيًا عبر منصة مخصصة، بما يضمن سهولة الوصول وسرعة الإجراءات.
بينما قدّمت فعالية “المقناص” تجربة إماراتية مبتكرة تنقل الزوار إلى قلب الصحراء، ضمن مبادرة برنامج شؤون الصيد والمحميات. وتتكون التجربة من مرحلتين: عرض حي يحاكي رحلة صيد واقعية في صحراء الإمارات، وتجربة الواقع الافتراضي بعنوان “مغامرة رقمية بهوية إماراتية”، تتيح للزوار من مختلف الأعمار خوض مغامرة صحراوية تفاعلية عبر لعبة ثلاثية الأبعاد، تعكس أخلاقيات الصيد المستدام بأسلوب ممتع يجمع بين التراث والتكنولوجيا.
كما شهدت منصة المعرفة سلسلة من الجلسات التعليمية، أبرزها محاضرة قدمها الدكتور منير فيراني، الرئيس التنفيذي لصندوق محمد بن زايد لحماية الطيور الجارحة، تناول فيها جهود الصندوق لحماية هذه الطيور المهددة بالانقراض، من خلال مشاريع دولية تشمل تتبع الصقور المهاجرة، ونقل النسور الفلبينية، ودراسة تأثير تغير المناخ على النسور الذهبية في القطب الشمالي.
فيما نظّم معهد جين غودال مسابقة تفاعلية للأطفال بقيادة رهام زيا، تضمنت أسئلة حول الحياة البرية والبحث العلمي، بهدف تعزيز الوعي البيئي لدى الجيل الجديد. وقدّمت الرائد فاطمة الدرمكي من الهيئة العامة للطيران المدني محاضرة توعوية حول تنظيم تشغيل الطائرات بدون طيار الترفيهية في الإمارات، ضمن مبادرة “أجواء آمنة”، شملت قوانين التسجيل والتشغيل، والفئات العمرية المسموح بها، والخريطة المحدثة للمناطق المسموح فيها بالطيران.
أما عفراء خليفة المدربة المختصة بالصقارة، فقد أقامت ورشة تراثية جمعت بين فن الصقارة وسنع المجالس الإماراتية، حيث تعلّم المشاركون أساسيات تدريب الصقور، إلى جانب خطوات إعداد وتقديم القهوة العربية وفق تقاليد المجالس، في أجواء تعليمية تفاعلية تعزز الهوية الوطنية.
وقدّم محمد إسماعيل، رئيس قسم الفلك البصري في مركز السديم للفلك، عرضًا بعنوان “أضواء إرشادية”، تناول فيه دور الملاحة الفلكية في المنطقة، واستعرض تلسكوبات ذكية مثل “فيسبيرا” التي تتيح تتبع الأجرام السماوية والتقاط صور عالية الجودة، إلى جانب قصص تاريخية تربط بين النجوم والاستكشاف البشري.
يستمر معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية حتى 7 سبتمبر 2025 في مركز أدنيك أبوظبي، ويواصل تقديم جلسات تعليمية في مركز المعرفة، إلى جانب عروض ثقافية حية في الساحة الرئيسية، بمشاركة واسعة من العارضين المحليين والدوليين عبر 15 قطاعًا متخصصًا.