الوحدة الرياضي

ريال مدريد يسعى لتجاوز كبوة الموسم الماضي والتتويج بمونديال الأندية

برلين – (د ب أ):

يدخل فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم منافسات بطولة كأس العالم الأندية، التي تقام في الفترة من 14 يونيو/حزيران الحالي إلى 13 يوليو/تموز المقبل في الولايات المتحدة الأمريكية، بصفته واحدا من أبرز المرشحين لنيل اللقب.

وفشل الريال، أكثر الأندية تتويجا بالألقاب الأوروبية، في الموسم المنقضي في التتويج بلقبي الدوري والكأس في إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، لذلك سيسعى بكل قوته لحصد هذا اللقب من أجل مصالحة جماهيره.

وتعاقد الريال مؤخرا مع تشابي ألونسو، مدرب ليفركوزن الذي قاده للفوز بلقبي الدوري الألماني والكأس بدون هزيمة في موسم 2023 / 2024، ليخلف كارلو أنشيلوتي الذي رحل لتدريب المنتخب البرازيلي، على أمل أن يتمكن لاعب الفريق السابق من قيادة الفريق نحو التتويج بالبطولة العالمية.

ويتواجد الريال في المجموعة الثامنة مع فرق الهلال السعودي وباتشوكا المكسيكي وريد بول سالزبورج النمساوي.

ويستهل الريال مبارياته بمواجهة الهلال يوم 18 يونيو/حزيران، ثم باتشوكا يوم 22، ويختتم مواجهاته في دور المجموعات بمواجهة ريد بول سالزبورج يوم 27 من ذات الشهر.

وحجز العملاق الإسباني تذكرته إلى النسخة الافتتاحية من بطولة كأس العالم للأندية بحصوله على لقب دوري أبطال أوروبا موسم 2021 / 2022، بعد الفوز على ليفربول في النهائي يوم 28 مايو/أيار 2022.

وعزز ريال مدريد رقمه القياسي بهذا الانتصار، ليرفع رصيده إلى 14 لقبا في أهم بطولة أوروبية على مستوى الأندية. وشهد هذا اللقب تحديدا انتصارات لا تنسى في المراحل الإقصائية أمام باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي.

كانت المواجهة الأبرز والأكثر إثارة ضد مانشستر سيتي في قبل النهائي، حيث خسر ريال مدريد لقاء الذهاب في ملعب الاتحاد بنتيجة 3 / 4 ، وتأخر صفر / 1 في لقاء العودة حتى الدقيقة 89، لكن رودريجو البديل سجل ثنائية تاريخية أخذ فيها المباراة إلى شوطين إضافيين، قبل أن يحرز كريم بنزيما هدف الفوز من ركلة جزاء.

وفي المباراة النهائية ضد ليفربول، وقع فينيسيوس جونيور على هدف اللقاء الوحيد على ملعب فرنسا في باريس، لتستمر علاقة الحب بين الريال وهذه البطولة.

وتم إدخال كرة القدم إلى إسبانيا من قبل العمال الإنجليز في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

وتأسس ريال مدريد رسميا عام 1902 على يد خوان بادروس، ولم يضيع النادي الكثير من الوقت حتى يبدأ بتحقيق الألقاب. في البداية كانت الألقاب مقتصرة على كأس إسبانيا، ثم تلاها الدوري الإسباني الذي حصل عليه الريال لأول مرة عام 1932، بعد ثلاث سنوات من انطلاقه في 1929.

وأثبت الريال نفسه كأحد الأندية القارية ذات الوزن الثقيل من خلال الفوز بالنسخ الخمس الأولى من بطولة كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا حاليا) في منتصف وأواخر خمسينيات القرن الماضي مع ألفريدو دي ستيفانو وباكو خينتو اللذان قادا الفريق المرصع بالنجوم إلى هذا المجد.

بينما استمرت ألقاب الدوري المحلي وكأس الملك في الوصول، عاش النادي ثلاثة عقود قاحلة على المستوى الأوروبي، قبل أن تبدأ حقبة هيمنة أوروبية ثانية بالفوز على يوفنتوس في نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1998. وبعدها حقق اللقب مرة أخرى في عامي 2000 و2002 تحت قيادة فيسنتي ديل بوسكي، وتألق إيكر كاسياس وربرتو كارلوس وراؤول وزين الدين زيدان في النهائيين ضد فالنسيا 3 / صفر وباير ليفركوزن 2 / 1 على الترتيب.

وفاز النادي بخمسة ألقاب أوروبية أخرى بين عامي 2014 و2022، وكان لقبي 2017 و2022 جديران بالملاحظة بشكل خاص، لأن الفريق حقق ثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا. وكانت الثلاثية المتتالية من 2016 إلى 2018 بقيادة المدرب زيدان من أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها في القرن الحالي، وشهدت هذه الحقبة نجوم رائعين مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيمة، توني كروس، سيرجيو راموس، لوكا مودريتش، حيث كانوا يمارسون سحرهم على أرض الملعب باستمرار.

ويملك الريال العديد من الأساطير في مقدمتهم ألفريدو دي ستيفانو، الذي ولد في بوينس آيرس، وأصبح أول نجم عالمي لريال مدريد بفضل سجله التهديفي المذهل، فقد سجل ما لا يقل عن 308 أهداف في 396 مباراة رسمية مع الفريق.

وأطلقت الجماهير على دي ستيفانو “السهم الأشقر”، حيث لم يكن حاسما أمام المرمى وحسب، بل كان أيضا يدافع بشكل جيد وكان قائدا لجيل ريال مدريد الذهبي الذي فاز بخمسة كؤوس أوروبية متتالية.

وبعد أن برز على الساحة عندما كان مراهقا في نادي ريفر بليت، وصل دي ستيفانو إلى ريال مدريد بعمر 27 عاما وتحول إلى رمز حقيقي. حافظ الأسطورة الأرجنتينية على علاقته القوية بالنادي، حيث درب الفريق على مدى فترتين، وتم تعيينه لاحقا رئيسا فخريا للنادي واحتفظ بهذا اللقب حتى وفاته في7 يوليو/تموز 2014.

كما يبرز أيضا باكو خينتو، اللاعب الوحيد الذي فاز بستة ألقاب في كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا)، خاض مع ريال مدريد 600 مباراة رسمية في الفترة من 1953 إلى 1971، وحصل على مكانة أسطورية بفضل انطلاقاته المميزة على الجانب الأيسر. بالإضافة إلى تسجيله الأهداف بشكل متكرر وتحويل العرضيات المتقنة إلى داخل منطقة الجزاء وتقديم التمريرات الحاسمة.

وبعد فوزه بالنسخ الخمس الأول من كأس أوروبا (1956-1960)، أضاف لقبه القاري السادس عام 1966. أما مع المنتخب الإسباني، فقد شارك في كأس العالم 1962 ، وفي نسخة 1966 في إنجلترا. وتم تعيين خينتو رئيسا فخريا لريال مدريد في أكتوبر/تشرين الأول 2016، واستمر بهذا المنصب حتى وفاته في 18 يناير/كانون الثاني 2022.

وبعد أن ارتدى القميص الأبيض الشهير 741 مرة، يحمل راؤول جونزاليس الرقم القياسي كأكثر لاعب خوضا للمباريات في ريال مدريد. وخلال مسيرته في النادي، سجل 323 هدفا وفاز بـ15 لقبا (بما في ذلك كأس الإنتركونتيننتال) في عامي 1998 و2002. وفي مباراة اللقب عام 1998، ساهم بشكلٍ كبير بالهدف الذي سجله في شباك فاسكو دا جاما بحلول الدقيقة 83 ليجعل النتيجة 2 / 1.

وفاز راؤول بثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا، وست ألقاب للدوري الإسباني، وشارك في 102 مباراة مع منتخب إسبانيا. شارك أسطورة ريال مدريد في 11 مباراة في نهائيات كأس العالم فرنسا 1998، ونسخة 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية، وأخيرا 2006 في ألمانيا، وسجل مرة واحدة في نسختي 1998 و2006 وثلاث مرات في نسخة 2002.

كما حقق زين الدين زيدان، سلسلة من النجاحات في ريال مدريد، سواء كلاعب أو مدرب، ليصبح الرجل السابع فقط الذي يفوز بكأس أوروبا/دوري أبطال أوروبا كلاعب ومدرب.

ومن بين أشهر إنجازاته الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2002، عندما أحرز واحد من أجمل الأهداف في تاريخ البطولة في المباراة النهائية ضد باير ليفركوزن.

وكمدرب لريال مدريد، فاز زيدان بثلاث نسخ متتالية من دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى نسختين من كأس العالم للأندية، خلال عامي 2016 و2017.
ويبقى كريستيانو رونالدو واحدا من أساطير النادي حيث سجل 451 هدفا في 438 مباراة رسمية مع الفريق.

تم تقديم كريستيانو رونالدو إلى جماهير ريال مدريد في السادس من يوليو/تموز 2009 في حفل حضره أوزيبيو ودي ستيفانو، وساهم خلال فترة تواجده في النادي بتقديم كرة قدم رائعة وأهداف غزيرة. استطاع الظفر بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، وثلاثة ألقاب في كأس العالم للأندية، وثلاثة ألقاب في كأس السوبر الأوروبي، ولقبان في الدوري الإسباني، ولقبان في كأس الملك، ولقبان في كأس السوبر الإسباني.

كما حصل على العديد من الجوائز الفردية، أهمها جائزة “ذا بيست” لأفضل لاعب في العالم.

ويتمتع رونالدو بمكانة أسطورية مع منتخب بلاده، حيث سجل معه 128 هدفا في 207 مباراة. لقد سجل ثمانية أهداف خلال 22 مباراة خاضها في كأس العالم ، ويحتل حاليا المركز الخامس كأكثر لاعب مشاركة في البطولة، وجاءت مشاركاته في نسخ 2006، 2010، 2014، 2018 و2022. ووقع على رقم قياسي بتسجيله في خمس نسخ مختلفة.

ويملك الفريق حاليا نجوم بارزين يأتي في مقدمتهم البرازيلي فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي، أغلى لاعب من حيث القيمة التسويقية بمبلغ 170 مليون يورو، وترينت ألكسندر أرنولد، المنضم حديثا من ليفربول، ورودريجو وجود بيلينجهام.

ويعد الريال واحدا من أعلى الأندية من حيث القيمة التسويقية حيث تبلغ قيمة الفريق 40ر1 مليار يورو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى