بقلم : الشاعر العراقي غسان الدليمي
مَهْمَا تَكُونِي مَاكِرَةً
إِيَّاكِ تَعْشَقِي شَاعِرَا
يُهديك أشياءَ تهُزُّ كيانَكِ
فَتظُنّك فُزْتِ، وأنتِ الخاسِرَةُ
يَأتي مع الصُّبحِ الجميلِ بوردةٍ
كي يَقطِفَ التُّفّاحَ عندَكِ ساهِرًا
مَن أنتِ؟ مَن يَصُدُّ ضياءَهُ؟
نَبَراتُهُ وَطَنٌ، وعِطرُهُ ماطِرَةُ
أُمِّيَّةً بِالشِّعْرِ كُنتُ قَبْلَهُ
وَلِكَثْرِ مَا أَحْبَبْتُهُ
مَعَهُ غَدَوْتِ شَاعِرَةً
لَا خِبْرَةَ الْمَاضِي تُفِيدُكِ عِندَهُ
فَلَدَيْهِ سِحْرٌ لَمْ تَفُكَّهُ سَاحِرَةْ
وَلَدَيْهِ أُسْلُوبٌ يُحَاصِرُكِ بِهِ
حَتَّى تَقُولِي الشِّعْرَ: ذُلُّ الطَّاهِرَةْ
لَا صَبْرَكِ الْمَعْهُودُ يُنْقِذُ شَوْقَكِ
اِنْسِي بِأَنَّكِ كُنْتِ يَوْمًا صَابِرَةْ
سَتَكُونِي كَالْأَطْفَالِ تَلْهَثِي خَلْفَهُ
وَفُؤَادُكِ الْمُرْتَاحُ يُصْبِحُ ثَائِرَا
وَعُيُونُكِ الْحُلْوَاتُ تَنْبُشُ سَطْرَهُ
لِتَفْتِشِي عَنْ مُعْجَبَاتٍ دَفَاتِرَهْ
تَحْتَارُ حِكْمَتُكِ بِهِ
مَاذَا بِهِ؟ أَوْ مَا بِهِ؟
وَاللَّهُ فِي عَوْنِ النُّفُوسِ الْحَائِرَةْ
اِنْسِي بِأَنَّكِ ذَاتَ يَوْمٍ
كُنْتِ الْقَوِيَّةَ الْقَاهِرَةْ
فَأَنْتِ لَدَيْهِ قَصِيدَةٌ
وَهُوَ الضَّعِيفُ الذَّاكِرَةْ
أَنْتِ لَدَيْهِ صَبِيَّةٌ
مَا هَمَّهُ مِنْ عُمْرِكِ
فِي أَوَّلِهِ أَوْ آخِرَهْ
وَإِذَا كَسَرْتِ قَلْبَهُ
تَجِدِيهِ صَمْتًا صَابِرَا
هُوَ يَخْلُقُ الْكَلِمَاتِ
لَوْ أَنْتِ احْتَرَقْتِ دَفَاتِرَا
هُوَ عَاصِفَاتٌ لَوْ تَجِيءْ
سَيُحِيلُ صَفْوَكِ غَابِرَا
وَعَيْنَاكِ تَشْهَدُ جَلْدَهُ
وَيُعِيدُ جِلْدَكِ كُلَّ يَوْمٍ
لَوْ يُدَوِّنُ خَاطِرَةْ
يَبْكِي إِذَا قُلْتِ لَهُ:
قَدْ كَانَ حُبُّكَ عَابِرَا
وَتَبْكِينَ أَنْتِ
يُبْكِيكِ دَمْعُهُ … سَاحِرَا
وَتَذَكَّرِي … لِلتَّذْكِرَةْ
لَنْ تَأْلَفِيهَا الْمَيْسَرَةْ
وَسَتَحْلُمِي بِالزَّهْوِ دُونَهُ … إِنَّمَا… بِقَصِيدَةٍ
سَيُحِيلُ زَهْوَكِ مَقْبَرَةْ
زر الذهاب إلى الأعلى