اختتام فعاليات معرض الصحة العالمي للتكنولوجيا الصحية بتتويج الفائز بجائزة مخصصة للشركات الناشئة والرائدة في الصحية الرقمية
ثلاثة أيام شهدت زخماً في النقاشات واللقاءات المثمرة التي تناولت أهم المواضيع والاتجاهات البارزة في القطاع
الفعالية قدمت منصة مثالية لرواد مستقبل تقنيات الصحة الرقمية والخبراء والشركات الناشئة
دبي – الوحدة:
اختَتمت في الأمس النسخة الأولى من معرض الصحة العالمي للتكنولوجيا الصحية WHX Tech 2025، المنصة الجديدة المتخصصة بابتكارات الصحة الرقمية، أعمالها بسلسلة من الجلسات النقاشية المُلهمة عبر منصاتها الثلاث التي تناولت مستقبل الصحة الرقمية، إلى جانب الإعلان عن اسم الشركة الفائزة بأول مسابقة للشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية على مستوى المنطقة، والتي حازت على جائزة بقيمة 50,000 دولار أمريكي لدعم المرحلة المقبلة لنمو أعمالها.
ونجحت الفعالية الرائدة على مدى أيامها الثلاثة في ترك بصمة واضحة في أوساط الجهات العارضة والأطراف المعنية ككل. وتعليقاً على هذا الموضوع، أكّد عاطف البريكي، المدير التنفيذي للشؤون الرقمية والذكاء الاصطناعي لدى دبي الصحية، الشريك الرئيسي للفعالية، على دور المعرض في الارتقاء بسوية التعاون بين مختلف مفاصل القطاع من أجل تعزيز الابتكار، وقال: “منحتنا المشاركة في النسخة الأولى لمعرض الصحة العالمي للتكنولوجيا الصحية WHX Tech 2025 فرصة مثالية لتسليط الضوء على جهود دبي الصحية للاستفادة من الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي لإعادة رسم ملامح عملية تقديم الرعاية بالكامل. ومن خلال محفظتنا من المبادرات المبتكرة، مثل غرف المستشفيات الذكية وإدارة الألم بمساعدة الذكاء الاصطناعي والسجلات الطبية الذكية، نعمل على الاستفادة من التطورات التكنولوجية لتوفير تجارب أكثر ذكاء وتخصيصاً للمرضى.
كما وفرت الفعالية لنا الفرصة لتعزيز وتوسيع آفاق التعاون مع شركائنا البارزين في المجالات الأكاديمية والتكنولوجية والحكومية، حيث تنسجم هذه الشراكات مع رسالة منظومتنا الأكاديمية الصحية المتكاملة الرامية إلى تحفيز الابتكار في مجال تقديم الرعاية الصحية بالتوازي مع دفع عجلة التعليم والأبحاث. كما تتيح لنا تسريع التقدم وتطوير حلول كفيلة برسم الملامح المستقبلية لقطاع الصحة في دبي وخارجها”.
وشهد المعرض مشاركة أكثر من 300 جهة عارضة و200 متحدث عالمي وأكثر من 5,000 من رواد قطاع الرعاية الصحية حول العالم على مدار ثلاثة أيام متواصلة، حيث احتضن جلسة حوارية ضمن منصة إكسليريت حول التحديات والفرص في قطاع الصحة الرقمية لدعم مجتمعات النازحين. وبدوره، شارك الدكتور وحيد أريان، الطبيب البريطاني المولود في أفغانستان، تجربته الشخصية في النزوح وأهمية الرعاية الصحية المخصصة التي تراعي الاعتبارات الثقافية.
وقد عاش أريان في طفولته في أحد مخيمات اللاجئين في باكستان، حيث أصيب بالسل والملاريا وعانى من سوء التغذية، وتلقى العلاج على يد طبيب متطوع. أدرك أريان من تجربته الشخصية أهمية الطب، فكانت مصدر إلهام له ليُكرّس حياته لعلاج الآخرين. فدرس الطب، بعد الانتقال إلى المملكة المتحدة في سن الـ 15، في كُلّ من جامعة كامبريدج وهارفرد، قبل أن يؤسس أريان ويل بيينغ، المنصة المخصصة لتقديم الدعم السريري للأشخاص الذين يُعانون من الصدمات والمصاعب المعقدة وغيرها من أوجه عدم المساواة الصحية.
وتطرق أريان إلى الحاجة الملحة لوجود “أدوات محايدة” وأجهزة “محمية من الحكومات المعادية”، كما تناول ضرورة توفير الاحتياجات الأساسية والاستفادة من التكنولوجيا لتعزيز خدمات الرعاية الصحية المتاحة للنازحين. وقال أريان: “نقدم خدمات الصحة النفسية على شكل حلّ صحة رقمية مبتكر يُراعي الاعتبارات الثقافية واللغوية، بينما يدرس حالة كل فرد على حدة للوقوف على المشكلة التي يُعاني منها بالتحديد. وفي حالة النازحين، فهم يعانون من الكثير من الصدمات النفسية قبل رحلة نزوحهم أو خلالها أو بعدها؛ لذلك، نقوم بتسجيل هذه الصدمات، ونوفر لهم إمكانية التواصل مع المختص عن طريق مكالمات الفيديو أو الصوت أو عبر الرسائل النصية، لكي يحصلوا على الدعم الذي يحتاجون إليه”.
كما احتضنت المنصة جلسة ركّزت على المساواة وتناولت دور المرأة في إرساء قواعد جديدة للابتكار والاستثمار في القطاع الصحي. و في هذا السياق، قدّمت سالي آن فرانك، المديرة العالمية للصحة وعلوم الحياة في برنامج مايكروسوفت للشركات الناشئة، عدداً من الأمثلة حول دور الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في مجال صحة المرأة، سواءً من خلال كاميرا الكشف عن سرطان الثدي المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي، أو الفحص البيومتري المباشر من الهاتف الذكي، أو جراحة العيون عن بُعد. وقالت آن فرانك: “سيلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في حلّ مشكلة الوصول إلى الرعاية الصحية”.
ومن جانبها، تحدثت البروفيسورة سلوى بنت عبدالله الهزاع، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سدم الناشئة في مجال التكنولوجيا الصحية، حول رحلتها للارتقاء بقدراتها في مجال الفحص من خلال تقديم الخدمة مجاناً في البداية. وبادرت بالتواصل مع وزارة الصحة السعودية خلال أزمة كوفيد-19، مؤكدة أن عدد الوفيات الناجمة عن مرض السكري يفوق تلك الناجمة عن كوفيد بثلاثة أضعاف، ما أتاح لها الفرصة لتركيب كاميرات خاصة للكشف عن مرض السكري في المناطق النائية في جميع أنحاء المملكة. وقالت الهزاع: “يحصل المريض على تقريرين في غضون دقيقتين فقط من دخوله إلى المركز والتقاط الصور الخاصة به”. وأضافت بأنّ شركة سدم جمعت لغاية الآن 500 ألف صورة وأنجزت 35 ألف فحص طبي بقدرة عالية على الكشف عن الحالات الإيجابية تصل إلى 97%.
وأضافت: “قدمنا الخدمة مجاناً لضرورة الحصول على الصور من أجل تحسين الحل، فلا يمكننا الحصول على الصور في حال بيع الخدمة مقابل المال. ولهذا اخترنا التوجه نحو المراكز الخيرية وحصلنا على الصور بالمقابل. لقد انتهينا للتو من موضوع اعتلال الشبكية السكري، وسننتقل الآن إلى موضوع الجلوكوما. كما سيُتيح لنا فحص العين إمكانية الكشف عن حالات الرجفان الأذيني والسكتات الدماغية ومرض الزهايمر. وبالتالي، ستكون هذه الصور بوابتنا نحو تطوير الحل. ورغم أننا نعتمد على الخبرات والمواهب العالمية لتوفير التوجيه خلال هذه المرحلة، إلا أننا حريصون على الاعتماد على الخبرات المحلية، إذ يشكل ذلك عاملاً مهما لازدهار الدول”.
ومن جهةٍ أخرى، اختتمت النسخة الافتتاحية من إكسليريت، أكبر مسابقة للشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية على مستوى المنطقة، بتتويج الفائز الأول في اليوم الأخير من معرض WHX Tech. وقدمت أربعون شركة ناشئة واعدة حلولها خلال الأسبوع، على أمل أن تكون من بين الـ 12 شركة في النهائيات لتقديم حلولها أمام لجنة تحكيم تضم نخبة من المستثمرين الدوليين وقادة القطاع، من بينهم رجل الأعمال والمستثمر البريطاني بيتر جونز من برنامج Dragons’ Den UK.
وحصلت شركة Strolll على “جائزة بطل الابتكار من إكسليريت، مع شيك بقيمة 50 ألف دولار أمريكي، وذلك بفضل حلها الثوري المتمثل في برنامج علاجي رقمي شامل مخصص لنظارات الواقع المعزز التجارية. وعقب فوز الشركة، صرّح يورغن إليس، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لـ Strolll قائلاً: “يعني هذا الفوز يعني الكثير لفريقنا، إذ لدينا أشخاص من مختلف أنحاء العالم يعملون بجد يومياً لإيصال حلولنا إلى المزيد من المحتاجين إلى إعادة التأهيل العصبي، وأعلم أن الفريق بأكمله سيكون ممتناً للغاية. وكانت مشاركتنا في WHX Tech تجربة مذهلة، فقد توسعنا إلى المنطقة منذ أسبوع فقط، ويشكّل هذا الفوز، إلى جانب علاقات الأعمال التي عقدناها خلال الأيام الثلاثة الماضية، بداية رائعة لدخول سوق جديد بالنسبة لنا”.
أما أولى جائزتي التقدير فذهبت إلى شركة éclateral البريطانية التي فازت بجائزة “الابتكار الاستثنائي المرتكز على المريض” عن حلها المحمول o~pal الذي يتيح إجراء الفحوصات الصحية السريعة، والكشف عن الأمراض، والفحوصات الوقائية. في حين مُنحت جائزة “أفضل شركة ناشئة واعدة في مراحلها الأولى” لشركة You(th) Healthtech الأمريكية، تقديراً لتقنيتها القائمة على خوارزمية ذكاء اصطناعي تتيح استخراج الإشارات الضوئية الدموية من مقطع فيديو لوجه المستخدم يتم التقاطه عبر كاميرا الهاتف الذكي، لقياس مؤشرات حيوية مثل معدل ضربات القلب، ونسبة الأكسجين في الدم، ومعدل التنفس، وضغط الدم، ومستويات التوتر.
وفي تعليقه على نجاح معرض WHX Tech 2025، قالت سالي تومسون، مديرة إدارة الفعاليات لدى شركة إنفورما ماركتس المنظمة للمعرض: “جاء تتويج الفائز في أكبر مسابقة للشركات الناشئة في مجال الصحة الرقمية بالمنطقة، بالتزامن مع اختتام النسخة الأولى من WHX Tech، بمثابة خاتمة رائعة لثلاثة أيام مميزة. وبعد أن أمضيت وقتاً طويلاً في الحوار ليس فقط مع الشركات الناشئة، بل مع المبتكرين، ورواد مستقبل تقنيات الصحة الرقمية، والشركات التي تدفع بحدود تكامل التكنولوجيا الصحية، أصبح من الواضح أن WHX Tech يوفّر منصة ضرورية للتواصل ومناقشة ما سيأتي لاحقاً في هذا القطاع الحيوي والرائد”.
وأُقيمَ معرض WHX Tech بالشراكة الاستراتيجية مع جمعية نظم معلومات وإدارة الرعاية الصحية، مما أضفى بُعداً عالمياً على الفعالية وعزز مكانتها، فضلاً عن ضمان انسجام محتواها مع أولويات القطاع المهمة.