اعلام وسير

الشاعر المرهف والصادق التعبير خلفان بن يدعوه

للصدق والاحساس المرهف في الشعر  اثر قوي في نفس المتلقي  والواقعية الصادقة تثير المشاعر والاشجان  وتحفز

الروح  لتذوق الشعر والاعجاب به.

ان الشاعر «خلفان بن عبدالله بن يدعوه المهيري»من  دبي  ولد وترعرع في منطقة جميرا الجميلة

في  القرن التاسع عشر، وتوفي العام 1956م، وكان لحسّه المرهف وقراءته الدقيقة لتفاصيل الحياة من حوله أثر قوي في ميله للشعر الغزلي وبقاء هذا الشعر حارّاً ومتوهجاً في ذاكرة الأجيال المتلاحقة،.

*قال عنه الباحث  سلطان العميمي  رئيس اتحاد كتاب وادباء الإمارات في كتابه عن الشاعر بن يدعوه في مقدمة الكتاب: “ظل اسم الشاعر خلفان بن يدعوه رمزا للحب العذري في الشعر النبطي الإماراتي، ولا تزال القصة التي جمعت بينه وبين من أحبها حالة لقصة من القصص الرومانسية القليلة التي دونتها الذاكرة الشعرية والشعبية في الإمارات، إلاّ أن أشعاره لم تنل بعد وفاته حظا كبيرا من الاهتمام والتدوين أسوة بغيره من شعراء عصره”.

ويضيف سلطان العميمي قوله: “لولا الديوان الذي صدر عنه في مطلع العقد الثامن من القرن العشرين، وما دونته بعض المخطوطات، وما أورده الأديب الراحل حمد خليفة أبوشهاب من قصائد له في عمله المهم “تراثنا من الشعر الشعبي” لما وصلنا عنه سوى قصائد تعدّ على أصابع اليد الواحدة”

*التغني بقصائد الشاعر  بن يدعوه

تغنى الفنان علي بن روغة  بقصائد الشاعر بن يدعوه وشدى بها  بعد سكب عليها اعذب الالحان البدوية والتراثية النابعة من الفضاء والبر والبحر الاماراتي

* ان الشاعر الرقيق والمتيم.. .نشأ في دبي و الحب ملأ قلبه ..و الشوق يجري في حناياه ان اشتكى آلمك بشكواه… و ان صدح أطربك بغناه له الأبيات الرقيقة..والألفاظ الجزلة الأنيقة ..خلد الحب ذكرياته ففاضت قريحته بأجمل الأشعار و أحلى العبارات ..و قد جاءت قصائده متنوعة من حيث الوصف الدقيق للمرأة ..و.البحر و الغوص واللؤلؤ..و الهجر و البعاد..و عدم الوفاء.

ولد الشاعر  خلفان بن عبد الله بن يدعوه ، من قبيلة المهيري أحب فتاة فجرت قريحته الشعرية بعد خمود وأثار عاصفة قصائده من بعد هدوء ، حتى وفقه الله وجمع شمله بمحبوبة قلبه ، فعاش معها في سعادة وهناء حتى أنجبت له عبد الله الابن البار،

الذي توفي في شبابه

لشاعرنا نهاية عاطفية كبدايتها.. ذلك حينما قست الأيام عليه فأخذت منه أغلى من عنده ابنه عبد الله ولم يكد يعاصر حزنه على ابنه حتى توفت زوجته أيضاً، فحزن الشاعر عليهما حزناً شديدا فكُف بصره ولسانه لا يزال يلهج بذكرهما ،حتى توفاه الله في العام 1956 رحمه الله  تعالى

هو شاعر الإحساس الذي خلد لنا من القصائد ما يتميز بالبساطة ورهافة الحس وقرب الكلمة من قلوب الناس في آن واحد .

*وهذا نموذج من اشعاره

لي هـب نسنـاس لمغيبـي

ورا ابجاش اسعيـد ليهـوب

م الويج وادعانـي صويبـي

جن ابحشايـه قرحـة ايـوب

لـو يعالجـهـا الطبيـبـي

ما فاد فيها طـب واطبـوب

هيهـات ذا يـرح يطيـبـي

الن حصل م الريج مشـروب

يالعـم مالـي مـن ايثيبـي

لي عن وصوله غلجت ادروب

الطـف بحالـي يـا حبيبـي

يا سيدي يـا تـرف لينـوب

فرقـاك مدعنـي سليـبـي

والبست ثوب الغـي مجلـوب

يا زين لو وصلك اصعيبـي

اظنون عنك آيـوز واتـوب

يا عشب قلبـي يـا للبيبـي

ما في هواك أوثوم وذنـوب

مليت مـن عـذل الجريبـي

والعذل منهم هـوب محبـوب

حيث اننـي طالـب طليبـي

بالود لو ماصـرت مطلـوب

اترى التذلـل هـوب عيبـي

المـن عليـه القلـب لبلـوب

لي هـب نسنـاس لمغيبـي

فوق المضامر يخفق الثـوب

بقلم: انور بن حمدان الزعابي