مال وأعمال

الأسواق المالية في دبي وأبوظبي تقترب من مستويات قياسية رغم التوترات التجارية

دبي – الوحدة:
أظهرت الأسواق العالمية مرونة لافتة في عام 2025 على الرغم من تصاعد التوترات التجارية وتغيّر مواعيد فرض الرسوم الجمركية. فقد قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية المتبادلة حتى الأول من أغسطس، ما منح الأسواق فرصة لالتقاط الأنفاس وفتح الباب أمام احتمالات التفاوض.

وعلى الرغم من استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي، ارتفع مؤشر S&P 500 بأكثر من 25% منذ أدنى مستوياته في أبريل، مسجلاً أعلى مستوى له في عام 2025. ويُعزى هذا الارتفاع، الذي يُعد من أقوى موجات الصعود في التاريخ الحديث، جزئياً إلى ظاهرة بات يُطلق عليها اسم “TACO” – وهي اختصار لعبارة Trump Always Chickens Out – أي “ترامب يتراجع دائماً”، في إشارة إلى اعتقاد المستثمرين بأن البيت الأبيض قد يخفف من حدة موقفه في نهاية المطاف.

وقال جوش جيلبرت، محلل أسواق لدى إيتورو: “غالباً ما يشعر المستثمرون بالقلق عند بلوغ الأسواق مستويات قياسية، لكن التاريخ يُظهر أن تلك المستويات غالباً ما تتبعها مكاسب إضافية. فقد أظهرت دراسة حديثة لبنك BNY أنه منذ عام 1950، حقق مؤشر S&P 500 عوائد قوية على مدى 1 و3 و5 سنوات بعد كل قمة جديدة. لذا فإن البقاء خارج السوق قد يُفوّت على المستثمرين فرصاً كبيرة لتحقيق مكاسب طويلة الأجل.”

ورغم ذلك، لا بد من الحذر. فقد يؤدي اقتراب الموعد النهائي للرسوم الجمركية إلى عودة التقلبات، خاصة إذا تعثرت المفاوضات أو ساهمت الرسوم في زيادة الضغوط التضخمية في الولايات المتحدة.

الأسواق الإماراتية تتفوق مدعومة بأساسيات اقتصادية قوية محلياً، واصلت الأسواق الإماراتية أداءها القوي، متجاهلةً إلى حد كبير المخاوف العالمية بشأن التجارة. فقد بلغ سوق دبي المالي أعلى مستوى له منذ 17 عاماً بعد ثلاثة أسابيع متتالية من المكاسب، وكان كل من “الاتحاد العقارية” و”بنك الإمارات دبي الوطني” من أبرز الرابحين. وفي الوقت نفسه، يقترب سوق أبوظبي للأوراق المالية من تسجيل مستويات قياسية جديدة.

وتعود هذه القوة إلى عوامل داعمة، مثل الأساسيات الاقتصادية القوية محلياً وارتفاع أسعار النفط، ما يعزز من جاذبية المنطقة باعتبارها ملاذاً آمناً نسبياً للمستثمرين العالميين.

وأضاف جوش جيلبرت: “الزخم الذي يشهده السوق المحلي يعكس ثقة المستثمرين في التوقعات الاقتصادية لدولة الإمارات. ومع ذلك، يجب على المستثمرين أن يبقوا متيقظين، إذ إن أي تصعيد في الإجراءات التجارية الأمريكية قد يؤدي إلى تداعيات حتى في الأسواق التي أظهرت حتى الآن قدراً من الحصانة.”

ومع اقتراب موعد 1 أغسطس، من المتوقع أن تتفاعل الأسواق سريعاً مع أي تطورات تتعلق بالمفاوضات التجارية، ورغم استمرار التفاؤل العام، إلا أن المتغيرات العالمية قد تختبر صمود الأسواق الإماراتية خلال الأسابيع المقبلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى