الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي يشارك في مؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب
الاتحاد يعرض رؤية استراتيجية للتعاون الرقمي بين الصين والدول العربية
هاينان – الصين – الوحدة:
في خطوة تعكس التوجهات المتزايدة لتعميق الشراكة الاقتصادية الرقمية بين العالم العربي والصين، شارك الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في أعمال الدورة الحادية عشرة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب، إلى جانب الدورة التاسعة لندوة الاستثمار الصينية-العربية، التي انعقدت في مدينة هاينان الصينية والتي اختمت مساء أمس.
وشاركت في الفعاليات التي نظمتها مجموعة من الهيئات الاقتصادية الدولية مثل المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مشاركة رفيعة المستوى من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال من الجانبين العربي والصيني.
جاءت مشاركة الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في هذا المؤتمر في إطار تعزيز الشراكات الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد الرقمي، وتوسيع فرص التعاون بين الصين والدول العربية في القطاعات التقنية الحديثة ذات الأولوية. كما تزامنت الفعالية مع التوجهات التي أقرها القادة العرب في قمة الجزائر 2022 حول أهمية تكامل الاقتصادات العربية في المجال الرقمي.
تجسد هذه الاجتماعات مجتمعة الحرص المشترك بين الجانب العربي والصيني على تعزيز التكامل الرقمي والصناعي عبر التعاون في الابتكار التكنولوجي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة.
كما تشكل هذه المبادرات خطوة كبيرة نحو بناء شراكة استراتيجية عربية-صينية في الاقتصاد الرقمي، تسهم في تعزيز التجارة العالمية وتحقيق النمو الاقتصادي المتكامل
وخلال الجلسات النقاشية، أكد سعادة الدكتور عبدالله إبراهيم الدرمكي، نائب الأمين العام للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي ممثل دولة الإمارات في الاتحاد، على فرص التعاون الواسعة بين الصين والعالم العربي في مجالات الذكاء الاصطناعي، وسلاسل الإمداد الذكية، والمنصات الحكومية الرقمية، مشيرًا إلى أن هذه القطاعات تشكل العمود الفقري للاقتصادات الحديثة التي تعتمد على المعرفة والتكنولوجيا.
وأضاف الدرمكي أن التعاون المشترك في هذه المجالات سيؤدي إلى بناء بنية تحتية رقمية مترابطة بين البلدان العربية والصين، ويعزز تقديم الخدمات الذكية عبر الحدود.
وشدد الدكتور الدرمكي في كلمته على ضرورة تكامل الجهود الرقمية بين العالم العربي والصين، مؤكدًا أن التحول إلى اقتصاد مبني على البيانات يتطلب التنسيق بين التقنيات والسياسات المختلفة. وأشار إلى أن العالم العربي يشهد توسعًا في استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، مما يفتح آفاقًا واسعة للتعاون مع الصين التي تعتبر من الدول الرائدة عالميًا في هذه المجالات. كما أوضح أن التعاون في تطوير حلول رقمية مخصصة للمنطقة العربية سيعزز من فعالية اتخاذ القرارات التنموية ويحقق أهداف الاستدامة والنمو الاقتصادي.
وفي سياق تعزيز التعاون بين العالم العربي والصين في الاقتصاد الرقمي، اجتمع وفد الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي مع عدد من القيادات الصينية، من بينها حاكم حكومة مقاطعة هاينان السيد ليو شياومينغ، حيث طرح الدكتور الدرمكي فكرة إنشاء “منتدى الاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي – الصين”، إضافة إلى اقتراح تأسيس صندوق استثمار صناعي مشترك في مدينة هايكو أو سانيا الصينية. وقد لاقى هذا المقترح استجابة إيجابية من الجانب الصيني، وتم بحث أوجه التكامل بين هذه المبادرة والرؤية الاستراتيجية لميناء هاينان للتجارة الحرة، التي تسعى لتطوير الابتكار المالي البحري وإنشاء مركز دولي للبيانات.
كما شهدت الفعالية عقد لقاءات مع مجلس الصين لترويج التجارة الدولية (CCPIT)، حيث أعرب رئيس المجلس، السيد رين هونغبين، عن تقديره للأهداف الاستراتيجية للاتحاد العربي للاقتصاد الرقمي في مجال التحول الرقمي. وأكدت نائبة الوزير، السيدة وانغ لي، على دعم المجلس لأنشطة الاتحاد في الصين، مع اقتراح تقديم دعم لوجستي مباشر لتوسيع وجود الاتحاد داخل السوق الصيني.
وفي جانب آخر من الفعالية، التقى الوفد مع إدارة شركة “ChenAn Technology” التابعة لمجموعة China Telecom Global، التي استعرضت قدراتها في مجالات المدن الذكية وإنترنت الأشياء وإدارة أنظمة الطوارئ. وناقش الطرفان إمكانية التعاون في تطوير أسواق للطرف الثالث وتصدير معايير البنية التحتية الرقمية باستخدام شبكة علاقات الاتحاد مع الحكومات الخليجية والقطاع الخاص في المنطقة.