البرلمان الفرنسي يطيح بحكومة بايرو خلال تصويت بالثقة
باريس – (أ ب):
أسقط البرلمان الفرنسي الحكومة خلال تصويت بالثقة، وأطاح بفرانسوا بايرو، وهو ما يمثل أزمة جديدة لثاني أكبر اقتصاد في أوروبا ويلزم الرئيس إيمانويل ماكرون بالبحث عن رئيس وزراء رابع في غضون 12 شهرًا.
وتم إقصاء بايرو بأغلبية ساحقة في تصويت جاءت نتيجته بواقع 364 صوتا مقابل 194.
ودفع بايرو ثمن ما بدا أنه خطأ سياسي مذهل، حين راهن على أن النواب سيدعمون رأيه القائل بأن فرنسا يجب أن تخفض الإنفاق العام لإصلاح ديونها.
وبدلاً من ذلك، انتهزوا فرصة التصويت الذي دعا إليه ليتحدوا ضد بايرو، السياسي الوسطي البالغ من العمر 74 عامًا والذي عينه ماكرون في ديسمبر /كانون الأول الماضي.
وينبئ زوال حكومة الأقلية قصيرة العمر لبايرو – التي أصبحت الآن ملزمة دستوريًا بتقديم استقالتها إلى ماكرون بعد أقل قليلاً من تسعة أشهر في السلطة – بتجدد عدم اليقين وخطر استمرار الجمود التشريعي لفرنسا وهي تواجه تحديات ملحة، من بينها الصعوبات المالية، وعلى الصعيد الدولي، الحرب في أوكرانيا وغزة والأولويات المتغيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم أن ماكرون كان لديه أسبوعان للاستعداد للانهيار الحكومي بعد أن أعلن بايرو في أغسطس/آب أنه سيسعى لتصويت بالثقة على خططه غير الشعبية المتعلقة بالميزانية ، إلا أنه لم يظهر حتى الآن أي مرشح واضح كخليفة محتمل.
وسيستمر ماكرون كرئيس، في الاحتفاظ بصلاحيات كبيرة في السياسة الخارجية والشؤون الأوروبية وسيبقى القائد الأعلى للجيش المسلح نوويًا.
ولكن على الصعيد الداخلي ، تواجه طموحات الرئيس البالغ من العمر 47 عامًا دماراً متزايدًا.
ويشار إلى أن السبب الرئيسي في الانهيار الحكومي الأخير كان قرار ماكرون المذهل بحل الجمعية الوطنية في يونيو/حزيران 2024، مما تطلب إجراء انتخابات تشريعية كان الزعيم الفرنسي يأمل في أن تقوي قبضة تحالفه المنتمي لتيار الوسط المؤيد لأوروبا.
ولكن المقامرة انقلبت بالسلب على صاحبها، وتمخض عنها هيئة تشريعية مشتتة بدون كتلة سياسية تهيمن على السلطة وذلك للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الفرنسية الحديثة.
وبعد أن حُرم من أغلبية يمكنها العمل معا ، تخبطت حكوماته ذات الأقلية منذ ذلك الحين من أزمة إلى أخرى، وباتت تعتمد على هوى الكتل السياسية المعارضة من اليسار واليمين المتطرف التي لا تملك مقاعد كافية للحكم بأنفسها ولكن يمكنها في ذات الوقت ، عندما تتحد، أن تطيح بخيارات ماكرون.