الشيخ الأخضر د. عبدالعزيز بن علي النعيمي : تمديد رئيس الدولة لعام الإستدامة تشجيع زاهر على تغيير السلوكيات وإلهام الداعمين في جميع القطاعات

راس الخيمة – الوحدة:

مواكبة لفعاليات عام الإستدامة 2024 استضاف مركزالشباب الإبداعي بالظيت الجنوبي براس الخيمة والتابع للمؤسسة الإتحادية للشباب ” الشيخ الأخضر ” الدكتور الشيخ عبدالعزيز بن علي بن راشد النعيمي المستشار البيئي لحكومة عجمان ونائب رئيس جمعية الإحسان الخيرية في عجمان ورأس الخيمة، في محاضرة افتتاحية للمخيم الصيفي 2024 للمركز بعنوان “صياغة الاستدامة وأثرها” .

وبارك الدكتور النعيمي تمديد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، مبادرة “عام الاستدامة” لتشمل عام 2024 بهدف البناء على ما تحقق من نجاح خلال العام الماضي 2023، وذلك تزامناً مع يوم البيئة الوطني ، وتأتي هذه المبادرة السامية لسموه تأكيداً على التزام دولة الإمارات بتحقيق مستقبل مزدهر ومستدام للجميع ، وقد نجحت حملة مبادرة “عام الاستدامة”، خلال عام 2023، في تعزيز الوعي بقيم الاستدامة في دولة الإمارات، وشجعت على تغيير السلوكيات وإلهام العمل الجماعي للتقدم نحو تحقيق مبادئ الاستدامة؛ وخلال العام الجاري تواصل مبادرة عام الاستدامة دعوة كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له إلى إثراء الجهود الجماعية لتطبيق ممارسات مستدامة من خلال مجموعة من المبادرات والأنشطة المجتمعية.

وتحدث الدكتور النعيمي عن أهمية صياغة الاستدامة واثرها على المجتمعات ، سائلا الجمهور متى سمعوا بكلمة ” الإستدامة ” مشيرا الى انه أول ما سمع بها كان في العام 1984 بكلية الهندسة في جامعة الامارات من خلال مراقبته في مختبرات الكلية التي تتواجد الأسطح أو اللاقطات الشمسية ودورها في التقاط أشعة الشمس وتخزينها ومن ثم انتاج الطاقة الكهربائية.

ومشيرا الدكتور النعيمي الى الإستدامة في الحياة قد رسختها العقيدة السمحاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : ” إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” مما يجعل من استدامة الفرد في حياته بعد وفته.

وأكد أهمية ولاء الفرد لولاة الأمر متمثلا في رئيس الدولة والحكام الكرام وترجمة الولاء الوطني بخدمة الدولة وخدمة الوطن وكل من يقيم ويعيش على أرض الوطن من بشر وشجر وحجر، ومستدلا الدكتور النعيمي بالاستدامة بلوحة لشجرة باسقة ذات جذور راسخة بقيمها الأصيلة وجذعها التي تمثل العافية وأغصانها وأوراقها وثمارها لتمثل الاستدامة.

وسهل المحاضر النعيمي للجمهور مفهوم الاستدامة للحضور بأنها تتمثل في إدارة الموارد المتاحة بحوكمة واستقامة وتواز واعتدال ومرتبط بالسلوك الحسن في كيفية استخدام هذه الموارد ، ومشيرا الى ان الاستدامة هي في الحفاظ على الإرث والهوية ، هوية الانسان في موطنه ومكانه وكيف تربى عليها اباءه وأجداده ، ومستدلا بتركيز المؤسس الباني الشيخ زايد بن سلطان النهيان طيب الله ثراه في تركيزه على بناء الأجيال واعدادهم للعالم القادم لهم والمتغير واعدادهم متحلين بالشجاعة والإبتكار، ومشيرا الى من أثر الإستدامة على حياتنا اليومية هو تعزيز حق الكائن في الحياة والماء أينما وجد ، ومقترحا ان يربط الإباء والامهات أبنائهم في تنشئتهم لأبنائهم بثلاثة أمور وهي بتربية نوع من الحيوانات مثل القطط أو الجمال أو الخيول أو الطيور الأليفة ورعاية شيء من الأشجار التي تعزز فيهم روح الرحمة والمسؤولية، وبتنمية هواية او مهارة يميلون عليها ليكبروا وتكبر معهم.

وتطرق الدكتور النعيمي الى سجل الامارات الحافل في البصمة الكربونية العالمية وجهود انسان الإمارات في تقليل اثار البصمة الكربونية لأقل المستويات عن كثير من الدول المتقدمة داعيا الى التقليل من هدر المياه ضاربا المثلي في كميات استخدام ماء الاستحمام وكميات الهدر في الأطعمة وخاصة في المناسبات وكميات الهدر في أنماط السلوك الاستهلاكي في الشراء ومؤكدا أن البيت هي المدرسة الأولى في تعزيز الاقتصاد الأخضر لدى الأبناء من خلال تنشأتهم وتعويدهم على أنماط السلوك الإيجابي بما حولهم من كل شيء على أسس من الدين الحنيف والإرث الاجتماعي من ” السنع ” الإماراتي الذي حفظ لأبناء الدولة شخصيتهم المستقلة والمتميزة .

وقال الدكتور النعيمي ان الإمارات تتضمن “نحن الإمارات 2031: رؤية مستقبلية نحو التنمية المستدامة” ورسالة الإمارات تتجسد في رؤيتها المستمرة نحو مستقبل مبهر ومستدام ، وتعكس رؤية “نحن الإمارات 2031” تطلعات الدولة لتحقيق تحولات ملموسة في كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

ومشيرا الدكتور النعيمي الى أن دولة الإمارات تولي أهمية كبيرة للعوامل البيئة والتأثير على المناخ من خلال مستويين، الأول؛ المستوى الشخصي حيث علينا إدراك بأننا مساهمين بطريقة وبأخرى في الإنبعاثات الكربونية ما يجعلنا نبدأ من أنفسنا، ماذا فعلنا لتخفيض هذه الانبعاثات؟ وفيما يمثل المستوى الثاني؛ الجانب المسؤول أو الحكومي بوضع استراتيجية مناسبة لضمان استمرارية تدفق خدمات الكهرباء والماء وتوافرها بأقل التكاليف وبأقل التأثير البيئي، لذلك إعتمدت سياسات ملائمة لتحقيق هذه التوجهات ونعمل على متابعة تنفيذها على أرض الواقع ، من وصول إنتاجنا من الطاقة النظيفة بنسبة عالية من خلال استخدام الطاقة الشمسية والنووية لانتاج الكهرباء، لافتا إلى أن نسبة إنتاجنا من الكهرباء والماء من مصادر نظيفة صديقة للبيئة، وصلت الى نسب متقدمة وأن توصيل هذه الخدمات إلى العملاء يجب أن يكون بكفاءة عالية من أجل التقليل من الانبعاثات الكربونية، وبأقل بصمة كربونية ناتجة عن هذا النقل، مؤكدا أن رسالتنا اليوم تركز على الجانب الاستهلاكي وأهمية الترشيد من خلال برامج توعوية تتناول الطرق الأمثل في التعامل مع هذه المواد بأقل تأثير، وبصمة كربونية والعيش بطريقة عقلانية تراعي تأثير وجودنا في البيئة.