العالم يتجه نحو فرض مزيد من القيود وسط مخاوف من تفشي متحور أوميكرون
برلين-(د ب أ):
تزايدت المؤشرات يوم الثلاثاء على أن القيود الرامية للتصدي لجائحة كورونا ربما تصبح هي الأمر الواقع في مستهل العام الجديد، وسط مخاوف من متحور أوميكرون الجديد من فيروس كورونا المستجد، وصدور أحكام قضائية تدعم التدابير الرامية للحد من حركة المواطنين بهدف منع تفشي المرض.
وبدأت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل، وخليفتها المحتمل أولاف شولتس يوم الثلاثاء مشاورات مع رؤساء حكومات الولايات بشأن النتائج التي يمكن أن تترتب على الحكم الصادر من المحكمة الدستورية الاتحادية بإجازة تدابير “مكابح الطوارئ” التي تم اتخاذها في ربيع العام الحالي لمكافحة الموجة الثالثة لوباء كورونا.
ويتضمن جدول أعمال اللقاء، الذي يجري عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مناقشة الحكم الصادر من المحكمة الدستورية في وقت سابق ، واعتزام شولتس تشكيل لجنة لإدارة أزمة كورونا برئاسة جنرال في الجيش الألماني، بالإضافة إلى الوضع الراهن لوباء كورونا في ظل احتمال تعرض المستشفيات لأعباء زائدة تفوق طاقتها وانتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا، أوميكرون.
كانت المحكمة الدستورية الاتحادية قضت بعدم جواز الاعتراض دستوريا على التدابير المركزية التي اتخذتها الحكومة الاتحادية لمكافحة الموجة الثالثة للوباء في ربيع العام الحالي وهي التدابير التي عرفت باسم “مكابح طوارئ” كورونا.
ورفضت المحكمة عدة دعاوى اعترضت على فرض الحكومة حظرا للتجول وقيودا على المخالطات بالإضافة إلى إغلاق المدارس.
ورأت المحكمة في حيثيات حكمها أن التدخل في الحريات الأساسية عبر هذه التدابير بررته “مقتضيات بالغة الأهمية للمصلحة العامة”.
وكشفت نتائج استطلاع للرأي نشرت في العاصمة الألمانية أن نحو ثلثي سكان ألمانيا يؤيدون فرض إغلاق جديد بسبب وضع جائحة كورونا الحالي.
وأجرى الاستطلاع معهد “فورزا” لقياس الرأي في مطلع الأسبوع الجاري لصالح محطتي “آر تي إل” و”إن تي في” وشمل نحو 1000 شخص لكن إجراء الاستطلاع تم قبل أن يصبح متحور كورونا الجديد “أوميكرون” معروفا على نطاق واسع.
وحسب النتائج، أعرب 65% ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بصواب الإغلاق المرتبط بكورونا للمحلات والمؤسسات الترفيهية وكذلك فرض قيود على التجول والمخالطات.
في المقابل، اعرب 31% ممن شملهم الاستطلاع عن معارضتهم لفرض إغلاق جديد حتى مع ارتفاع أعداد الإصابات بالعدوى.
وأظهرت النتائج أيضا ارتفاعا في نسبة مؤيدي فرض تطعيم عام ضد كورونا إلى 71% مقابل رفض 26%.”
وعلى صعيد متصل، أعلنت السلطات الفرنسية تسجيل أول حالة إصابة بمتحور أوميكرون في جزيرة لا ريونيون .
وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية جابريل آتال لإذاعة أوروبا وان يوم الثلاثاء إنه تم إبلاغ باريس بالحالة في وقت لاحق من يوم الاثنين.
وتعود الحالة لشخص كان قد سافر إلى موزمبيق في منتصف تشرين ثان/نوفمبر الجاري، وعاد إلى لا ريونيون في 21 من الشهر الجاري. ويشار إلى أن الجزيرة تقع شرق أفريقيا في المحيط الهندي.
وأضاف آتال أن هناك حالات يشتبه في إصابتها بمتحور أوميكرون قيد التحقيق حاليا في البر الرئيسي الفرنسي.
وكانت وزارة الصحة الفرنسية قد أعلنت يوم الأحد رصد ثمان حالات إصابة بمتحور أوميكرون مشتبه بها. وفي الوقت الحالي، ظهرت حالات إصابة بمتحور أوميكرون في عدة دول منها ألمانيا.
ومن جهتها، تكثف سنغافورة فحوص الكشف عن إصابات فيروس كورونا على حدودها لدرء خطر سلالة أوميكرون.
ونقلت وكالة “بلومبرج” للأنباء عن مسؤولين في سنغافورة القول في إحاطة يوم الثلاثاء إن الدولة المدينة، التي أنشأت ما يسمى بممرات السفر الآمن للسماح بدخول الحاصلين على تطعيم كامل بلقاحات كورونا أراضيها، سوف تجمد أيضا جميع الترتيبات الجديدة من هذا النوع لأنه “من الحكمة القيام بذلك في الوقت الحالي”.
وقال المسؤولون إنه سوف يتم أيضا وقف أي تخفيف لقيود التباعد الاجتماعي، وذلك في أعقاب تخفيف القيود في الآونة الأخيرة بما يسمح بتجمع ما يصل إلى خمسة أشخاص .
وصرح وزير التجارة جان كيم يونج، الذي يشارك في رئاسة فريق عمل خاص بمكافحة الوباء، بأنه “على الرغم من أننا لم نكتشف هذا المتحور الجديد بين الحالات المحلية حتى الآن، وصوله إلى سنغافورة هو مسألة وقت فقط”.
وقال الوزير إنه: “مع توفر المزيد من البيانات خلال الأسابيع المقبلة، يجب أن نكون مستعدين لمزيد من التعديل في التدابير إذا لزم الأمر لضمان بقاء الوضع تحت السيطرة قبل أن نواصل رحلتنا لإعادة الفتح”.
واعتبارا من 3 كانون أول/ديسمبر المقبل، سوف يتعين على جميع المسافرين جوا القادمين إلى سنغافورة، أو الذين يمرون عبرها، إجراء فحص “بي سي آر” لدى الوصول.
كما أعلنت وزارة الصحة الهندية تسجيل 6 آلاف و990 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وتعد هذه أدنى حصيلة إصابات يومية يتم تسجلها منذ 551 يوما.
وبذلك يبلغ إجمالي حالات الاصابة 34 مليونا و 587 ألفا و822 حالة.
ونقلت صحيفة هندوستان تايمز عن الوزارة القول إنه تم تسجيل 190حالة وفاة بالفيروس، ليبلغ إجمالي حالات الوفاة 468 ألفا و980 حالة.
وقد أعلنت السلطات يوم الأحد أنه لم يتم بعد تسجيل حالات إصابة بالمتحور أوميكرون، ولكن يتم حاليا التحقق من بؤرتي إصابة للمتحور الجديد مشتبه بهما في ولايتي ماهاراشترا وكارناتاكا.
ومن جهة أخرى، قال وزير الصحة والرياضة التايلاندي بيفهات راتشاكيتبراكارن إن تايلاند لن تتراجع عن خطط إعادة فتح البلاد على الرغم من الغموض الناجم عن متحور أوميكرون، مضيفا أن الوزارة سوف تقترح مزيدا من التخفيف بشأن مبيعات المشروبات الكحولية.
ونقلت صحيفة بانكوك بوست عن الوزير القول ” لا أحد يريد إغلاق الحدود مجددا حيث أنه كات إعادة فتح البلاد في الحقيقة أمرا صعبا علينا. اقتصادنا مازال يعاني من الأزمة، لذلك لن يتم إغلاق الحدود مجددا مالم يكن الوضع حرجا للغاية”.
وأوضح أن عدد المسافرين الدوليين خلال أول 29 يوما من إعادة الفتح بلغ أكثر من 100 ألف شخص، مضيفا أن الأرقام تثبت أن استراتيجية إلغاء الحجر الصحي هى السبيل الوحيد لجذب السائحين.
وبعدما استقبلت تايلاند 200 ألف سائح خلال أول 11 شهرا، تتوقع الوزارة أن يبلغ عدد السائحين نحو 300 ألف أو 400 ألف سائح بحلول نهاية العام، بفضل موسم الشتاء.
وقال الوزير ” علينا أن نسرع وتيرة التطعيم للمقيمين مما قد يساعد في حماية أنفسنا من موجة إصابات جديدة محتملة. وبحلول كانون أول/ديسمبر ، سوف نستكمل توزيع 110 إلى 120 مليون جرعة لجميع المواطنين، ومثل هذه الحماية سوف تجنبنا على الأقل تزايد سوء حالة من يصابون بالفيروس”.
وأضاف بيفهات أنه سوف يناقش اليوم مع مجلس الوزراء السماح ببيع المشروبات الكحولية في المناطق الزرقاء حتى بعد منتصف الليل خلال احتفالات نهاية العام.
ومن جهتها، ذكرت وسائل إعلام برازيلية يوم الاثنين أن أكثر من ست مدن في البلاد ألغت أو رفضت التخطيط لتنظيم حفلاتها التقليدية بليلة رأس السنة بسبب جائحة فيروس كورونا.
وذكرت بوابة “جي 1” الإخبارية أن سلفادور وفورتاليزا وبيلو هوريزونتي وفلورانوبوليس من بين مدن اتخذت تلك الخطوة، وساهمت إمكانية حدوث ارتفاع في الإصابات والوفيات الناجمة عن المتحور الجديد “أوميكرون” في اتخاذ تلك القرارات.
وتحقق السلطات فيما إذا كان راكب وصل إلى ساو باولو قادما من جنوب أفريقيا يوم السبت وثبت اصابته بكوفيد – 19 يحمل متحور “أوميكرون”.
وبدأت الحكومة البرازيلية في فرض قيود على الوافدين جوا من المنطقة يوم الاثنين.
وتم تسجيل أكثر من 22 مليون حالة إصابة بالفيروس في البرازيل منذ بدء الجائحة. كما سجلت البلاد أكثر من 614 ألف وفاة مرتبطة بكوفيد-19.
ومن ناحية أخرى، أكدت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الاثنين توصياتها بشأن من يجب أن يحصل على الجرعات المعززة.
وقالت مديرة مراكز السيطرة على الأمراض روشيل والينسكي إن جميع البالغين الذين تم تطعيمهم يجب أن يحصلوا على جرعة معززة طالما أنهم تلقوا الجرعة الثانية من لقاح فايزر أو مودرنا قبل ستة أشهر على الأقل أو تلقوا جرعة من لقاح جونسون آند جونسون قبل شهرين على الأقل، بحسب صحيفة “لوس أنجليس تايمز”.
وقالت والينسكي إن الظهور الأخير لمتحور أوميكرون يؤكد كذلك على أهمية التطعيم والجرعات المعززة وجهود الوقاية اللازمة للحماية من كوفيد 19.
وأضافت: “تشير البيانات المبكرة من جنوب أفريقيا إلى زيادة قابلية متحور أوميكرون للانتقال”.
وكانت مراكز السيطرة على الأمراض قد أوصت في السابق بجرعات معززة للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق.
كما أعلنت أستراليا أنها ستؤجل إعادة فتح حدودها أمام العمال المهرة الملقحين والطلاب الدوليين وغيرهم من حاملي التأشيرات، والتي كانت مقررة اليوم الأربعاء، بسبب السلالة المتحورة الجديدة لفيروس كورونا “أوميكرون”.
وجاء في بيان صدر مساء الاثنين عن حكومة كانبيرا أن لجنة الأمن القومي “اتخذت القرار الضروري والمؤقت” بوقف الخطوة المقبلة لاعادة فتح استراليا بشكل آمن أمام الافواج الدولية من العمال المهرة والطلاب وحاملي التأشيرات العائلية المؤقتة اعتبارا من أول كانون أول/ديسمبر وحتى 15 من الشهر نفسه.
وأضاف البيان: “كما سيتم إيقاف إعادة فتح الحدود أمام المسافرين من اليابان وجمهورية كوريا حتى 15 كانون أول/ديسمبر”.
وقال البيان إن القرار استند الى النصيحة الطبية التي قدمها كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا، بروفيسور بول كيلى، وأضاف أن “التوقف المؤقت” سيتيح للبلاد الوقت “لجمع المعلومات التي نحتاجها لفهم متحور أوميكرون بشكل أفضل”.
وتم إغلاق الحدود الدولية لأستراليا أمام جميع المقيمين والمواطنين مع بعض الاستثناءات، منذ آذار/مارس 2020، مع فرض حدود قصوى على الوافدين الدوليين في تموز/يوليو 2020.
وخففت السلطات القيود مؤخرا ، حيث ألغت متطلبات الحجر الصحي والحدود القصوى للمواطنين الذين تم تطعيمهم بالكامل والمقيمين الدائمين وأسرهم الذين يسافرون الى فيكتوريا ونيو ساوث ويلز وإقليم العاصمة الاسترالية .
ومن المقرر عقد اجتماع لمجلس الوزراء الوطنى بعد ظهر الثلاثاء لتنسيق استجابة استراليا لمتحور “أوميكرون”.