القصف الإسرائيلي يدفع المزيد من الفلسطينيين في مدينة غزة إلى النزوح
القاهرة-(رويترز):
دفع القصف الإسرائيلي المزيد من الفلسطينيين في مدينة غزة إلى النزوح يوم الخميس، بينما تحدى آلاف السكان الأوامر الإسرائيلية بالمغادرة وبقوا بين الأنقاض في مواجهة أحدث تقدم إسرائيلي.
وقالت السلطات الصحية في غزة إن ما لا يقل عن 53 شخصا قُتلوا بنيران إسرائيلية في القطاع يوم الخميس، معظمهم في مدينة غزة حيث تقدمت القوات الإسرائيلية عبر الضواحي الخارجية وأصبحت الآن على بعد بضعة كيلومترات من وسط المدينة.
وشنت إسرائيل الهجوم على مدينة غزة في العاشر من أغسطس آب، فيما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنها خطة لإلحاق هزيمة نهائية بمقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في منطقة من القطاع خاضت فيها القوات الإسرائيلية أشد المعارك في المرحلة الأولى من الحرب.
وأثارت الحملة الإسرائيلية انتقادات دولية بسبب الأزمة الإنسانية الشديدة في القطاع، وتسببت في تعبير غير معتاد عن القلق داخل إسرائيل تضمن روايات عن وجود توتر بين بعض القادة العسكريين السياسيين بشأن استراتيجية الحرب.
وقالت أم نادر، وهي أم لخمسة أطفال من مدينة غزة، لرويترز في رسالة نصية “هذه المرة مش طالعة من بيتي وبدي أموت هنا، أساسا مش فارقة ننزح ولا نظل، عشرات الآلاف من إللي تركوا بيوتهم ونزحوا إسرائيل قتلتهم، فلشو نتعب حالنا”.
وقال سكان إن إسرائيل قصفت أحياء الزيتون والصبرة والشجاعية في مدينة غزة من البر والجو. وتوغلت الدبابات أيضا في الجزء الشرقي من حي الشيخ رضوان في شمال غرب وسط المدينة، مما أدى إلى تدمير منازل واشتعال حرائق في خيام.
وذكر مسعفون أن ثمانية أشخاص قُتلوا وأصيب العشرات في قصف إسرائيلي عنيف على حي التفاح ألحق أضرارا أيضا بخمسة منازل.
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في القطاع “الاحتلال الإسرائيلي استهدف تجمعا من المواطنين وعدة منازل موجودة في منطقة المشاهرة بحي التفاح بحزام ناري أدى إلى تدمير أربع بنيات بشكل كامل. نتحدث عن عدد كبير من الإصابات… أكثر من 50 إصابة وصلت إلى المستشفى، حالات بتر بالأطراف، أطفال، نساء، كبار”.
وأضاف “حتى لو حذر الاحتلال الإسرائيلي، لا يوجد أماكن تتسع للمواطنين، لا يوجد بدائل للمواطنين حتى يذهبوا إليها”.
ولم تدل إسرائيل بتعليق على هذه التقارير. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعمل في ضواحي المدينة لتفكيك أنفاق المسلحين وتحديد أماكن الأسلحة.
ودُمر جزء كبير من مدينة غزة في الأسابيع الأولى للحرب بين أكتوبر تشرين الأول ونوفمبر تشرين الثاني 2023. وكان يعيش هناك قبل الحرب نحو مليون شخص، ويعتقد أن مئات الآلاف عادوا للعيش بين الأنقاض، خاصة وأن إسرائيل أمرت السكان بالخروج من مناطق أخرى وشنت هجمات في أماكن أخرى.
وطلبت إسرائيل من المدنيين مغادرة مدينة غزة مرة أخرى حفاظا على سلامتهم، وتقول إن 70 ألف شخص فعلوا ذلك ويتجهون إلى الجنوب.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن أقل من نصف هذا العدد غادر، وإن عدة آلاف لا يزالون في طريق التقدم الإسرائيلي.
* “أخطر مرات النزوح” منذ بدء الحرب
قال أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، وهي مظلة للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية التي تنسق مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية الدولية، إن النزوح قد يعرض الفئات الأكثر ضعفا لمزيد من الخطر، ومن بينهم الكثير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وأضاف “هذه المرة راح تكون أخطر مرات النزوح منذ بدء الحرب.. رفض الناس لأنهم ينزحوا من بيوتهم رغم القصف والقتل إشارة على أنهم قد فقدوا الأمل بشكل كامل”.
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون في الأمم المتحدة إنه لا يوجد مكان آمن في غزة، بما في ذلك المناطق التي تصنفها إسرائيل كمناطق إنسانية.
وتسببت الحرب في أزمة إنسانية في أنحاء القطاع. ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن 370 شخصا، من بينهم 131 طفلا، لقوا حتفهم حتى الآن بسبب سوء التغذية والجوع الناجم عن النقص الحاد في الغذاء، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية. وتقول إسرائيل إنها تتخذ إجراءات لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، بما في ذلك زيادة المساعدات إلى القطاع.
واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مسلحون تقودهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بلدات في جنوب إسرائيل وقتلوا نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وأخذوا 251 رهينة إلى غزة.
وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ ذلك الحين تسببت في مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وحولت القطاع إلى أنقاض.
ولا تزال احتمالات وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وعددهم 48 ويعتقد أن 20 منهم لا يزالون على قيد الحياة، غير واضحة.
واشتدت في إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية الاحتجاجات التي تدعو إلى إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن.