دبي – الوحدة:
نظمت مكتبة محمد بن راشد، بالتعاون مع مبادرة ورقة وقلم ومدرسة السلام المجتمعية، مناظرة ثقافية استثنائية بعنوان «الكتاب في عيون الأجيال»، والتي جمعت بين جيل الكتّاب والمهتمين بالكتاب الورقي مع طلاب المرحلة الثانوية الذين يمثلون جيل القراءة الرقمية، في حوار فكري ثري أضاء على حاضر القراءة ومستقبلها.
وحظيت المناظرة بإقبال واسع من الجمهور، حيث طرح المشاركون من الطلاب أسئلة عميقة تعكس رؤاهم لعصر السرعة والتقنية، من أبرزها: ما الذي يجعل الكتاب الرقمي أكثر جاذبية؟ وهل سهولة الوصول إلى مكتبات لا حصر لها عبر الإنترنت تُثري الثقافة أم تُشتّت الانتباه؟
ودافع الكتّاب المشاركون من مبادرة «ورقة وقلم» عن الكتاب الورقي، مؤكدين أن «الورق ليس مجرد وسيط، بل هو ذاكرة حية تحمل قيمة وجدانية لا تستطيع الملفات الرقمية أن تمنحها». كما أثاروا تساؤلات جوهرية، مثل: هل يفقد الجيل الجديد جزءًا من هويته حين يبتعد عن رفوف الكتب الورقية وعبق المكتبات؟
واتفق المتحاورون على أن المستقبل لا يُبنى على صراعٍ بين الرقمي والورقي، بل على تكاملٍ ذكي يضمن استمرار شغف القراءة بجميع أشكالها، حيث يرى الشباب في التكنولوجيا أداةً فاعلة لتوسيع دائرة المعرفة وتسهيل الوصول إليها، بينما يشدد الكتّاب على أن الحفاظ على الكتاب الورقي ضرورةٌ لصون الهوية الثقافية والذاكرة الإنسانية، ولتعزيز تجربة القراءة كفعلٍ وجوديٍّ عميق.
واختُتمت المناظرة وسط تفاعلٍ لافتٍ من الحضور، الذين أشادوا بمستوى الحوار الراقي والرصين، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تُسهم في بناء جسرٍ حيوي بين الأجيال، وتُعيد إلى الساحة الثقافية دفء النقاش وقدسية الكلمة المكتوبة.
يُذكر أن مكتبة محمد بن راشد، منذ تأسيسها، جعلت من الكتاب والكتابة محورًا رئيسيًا في رسالتها الثقافية، حيث تسعى من خلال مبادراتها وبرامجها النوعية إلى تعزيز مكانة القراءة في المجتمع، وإثراء الحركة الثقافية في دولة الإمارات والمنطقة العربية. ويأتي تنظيم هذه المناظرات ضمن جهودها المستمرة لفتح فضاءات حوارية، وتشجيع مختلف الأجيال على التفاعل مع قضايا الفكر والأدب. كما تحرص المكتبة على توفير وإتاحة مصادر معرفية مطبوعة ورقمية متنوعة لجمهورها، بما يعزز مكانتها كمكتبة معاصرة، ويبرز دورها كمنارة معرفية وثقافية رائدة على المستويين المحلي والعالمي.