تحولت الحدائق العامة في إمارة أبوظبي إلى بيئة تفاعلية تسهم في إثراء التجربة التعليمية للطلبة في أحضان الطبيعة والمساحات الخضراء، مما يعزز مستويات الانتباه والذاكرة، ويحسن مستوى الأداء الأكاديمي في الاختبارات، فضلاً عن دعم الصحة الجسدية والعقلية للطلبة على حد سواء.
ونجحت الحدائق العامة في إمارة أبوظبي بتجاوز دورها كوجهات للترفيه أو التنزه فقط، عبر توفير بيئة تعليمية متكاملة تدعم مختلف المراحل الدراسية بالتجارب العملية والأنشطة التفاعلية التي يتعرف الطلاب من خلالها على التنوع الحيوي من نباتات وحيوانات، ويتعلمون كيفية الحفاظ على البيئة، مما يعزز لديهم الحس بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة، كما تسهم الأنشطة في تطوير التفكير النقدي، وربط المفاهيم النظرية بالواقع العملي.
وتعتبر حديقة أم الإمارات في أبوظبي، إحدى أبرز الوجهات التي تجمع بين التعليم والترفيه، حيث تقدم باقات تعليمية متنوعة مصممة خصيصاً لمختلف المراحل الدراسية، حيث تشمل المرحلة الابتدائية جولات تعريفية بحيوانات الحديقة والتعرف على الحياة الصحراوية والنباتات المحلية.
أما المرحلة الإعدادية فتتضمن ورشا حول الضيافة البدوية، ممارسات الاستدامة، والتكيف مع البيئة الصحراوي، في حين تتضمن المرحلة الثانوية دراسات تطبيقية لقياس النظم البيئية، إلى جانب التعمق في إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”.
واستقبلت الحديقة منذ إطلاق البرنامج التعليمي في عام 2016 أكثر من 80 ألف طالب من مختلف المدارس، منهم 3,372 طالباً خلال موسم 2025/2024.
وقالت رشا قبلاوي، المتحدث الرسمي باسم حديقة أم الإمارات في تصريح لوكالة انباء الإمارات ” وام “، إن كل زيارة للحديقة هي رحلة تجمع بين التعلم والمرح في قلب الطبيعة، وتفتح آفاق الاستكشاف والمعرفة لدى الصغار والكبار على حد سواء، من خلال تجارب وأنشطة تفاعلية.
وأضافت، أن الحديقة تسعى إلى غرس حب الاستطلاع وتعزيز ارتباط الجيل الجديد بالتراث الإماراتي العريق، ورفع وعيه بالاستدامة، وتشجيعه على التأمل في كل ما حوله، ومن هذا المنطلق نواصل التزامنا بتعزيز شراكاتنا مع المؤسسات التعليمية، لتقديم برامج مبتكرة تدعم العملية التعليمية وتثري تجارب الطلاب، وتفتح آفاقًا جديدة للتعلم.
وتولي بلدية مدينة أبوظبي اهتماماً كبيراً بتحويل عدد من حدائقها العامة إلى مساحات تعليمية من خلال توفير مرافق وتجهيزات حديثة، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات ومشاريع بالتعاون مع المدارس والمؤسسات التعليمية تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي عبر ورش عمل ومسابقات تعليمية وتعريف الطلاب بالتنوع الحيوي في الحدائق من نباتات محلية وأشجار معمرة، الى جانب تسليط الضوء على أهمية المياه وإعادة التدوير والحفاظ على الموارد الطبيعية وتعليم السلوكيات البيئية الإيجابية كزراعة النباتات، والتعامل مع الحيوانات.
وتسعى البلدية إلى توسيع نطاق مبادراتها التعليمية في الحدائق من خلال تعزيز الشراكات مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة والمدارس الخاصة، بهدف دمج المساحات الخضراء في الخطة الدراسية، وذلك ضمن رؤية شاملة تجعل من الحدائق مختبرات تعليمية مفتوحة تعزز من تجربة الطالب التعليمية، وتربطه بالبيئة المحيطة به، وتغرس فيه حب الطبيعة والمسؤولية المجتمعية.