مرئيات

دجلة الخير

الشاعر / فايز أبوجيش

نخلاً تفيأتُ لاسَعفاً ولارُطَبَا
والأرضُ جمرٌ على مدِّ الرؤى التهبا

ودجلةُ الخيرِ مشغولٌ بخطبتهِ
على الفراتِ فما أروى ولا خطَبا

والبحرُ يشربُ حُلمَ الراحلينَ إلى
برِّ الأمانِ وما أوفى لهم طلبا

وطفلةُ الدَّمعِ تبكي موتَ لعبتها
وتلعنُ الرأسَ والأطرافَ والذنبا

مُذْ ألف عامٍ وصيوانُ العزاءِ هنا
على بقايا بلادِ العُربِ قد نُصبا

نَمُرُّ كالغُربِ في افناءِ حارتنا
فأنكرتنا وعادتْ تُكملُ اللعبا

وكان طفلٌ على أردانِ رابيةٍ
يطاردُ الشَّمسَ والأقمارَ والشُّهُبَا

هذي الدروب التي كانتْ ترافقنا
والواديُ الصبُّ مهمومٌ وقدْ نضبا

وقريةٌ طالما اشتاقتْ لشقوتنا
على ثراها نسينا العمرَ فانسربا

كنَّا على قمة التاريخ نحرسه
كالسنديان فأمسى جُلنا حَطَبَا

كمن تسلَّى بثقب الناي مبتسماً
بنا تسلَّوا وأقسى من بنا انثقبا

واصبعُ العازفِ المغرور ِناكئةً
جُرحَ الثقوبِِ فظنوا أنَّها طَرَبا

كي يرقصَ الغربُ كم من عازفٍ لعبتْ
بنا أصابعه كي يثقبَ العَرَبَا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى