فريق من الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي يحدد علاقة بين نمو الدماغ وبعض الاضطرابات العقلية
كشف البحث عن علاقة محتملة بين تغيرات طفيفة في خلايا الدماغ والتوحّد والفصام
أبوظبي – الوحدة:
اكتشف فريق من الباحثين في جامعة نيويورك أبوظبي آليّة رئيسيّة تساهم في تشكّل الوصلات بين خلايا الدماغ، وكذلك بعض النتائج المحتملة لتعطيل هذه العمليّة.
في دراسة جديدة نشرت في مجلّة Cell Reports، كشف مختبر RNA-MIND في جامعة نيويورك أبوظبي، بقيادة أستاذة علم الأحياء دان أوتان وانغ وبمشاركة الباحث المساعد بلال شهيب، تأثير مؤشر جزيئيّ صغير ضمن الحمض النوويّ الريبوزيّ المرسال (mRNA) يعرف بـ m6A methylation، على عملية إنتاج البروتينات الأساسيّة داخل الخلايا العصبيّة النامية. وتلعب هذه العمليّة دوراً حاسماً في تطوّر المحاور العصبيّة، التي تعتبر نقاط الاتصال بين الخلايا العصبيّة.
تظهر الدراسة أنّ هذا المؤشر الجزيئيّ يتحكّم في إنتاج بروتين يدعى “أدينوماتوس بوليبوسيس كولي” (APC)، والّذي يساعد على تنظيم البنية الداخليّة للخلايا العصبيّة، ويعدّ ضروريّاً لإنتاج بروتين “بيتا-أكتين” (β-actin) محلّيّاً، وهو عنصر أساسيّ في الهيكل الخلويّ الذي يدعم نموّ المحور العصبيّ. ومن الجدير بالذكر أنّ الفريق وجد أيضاً أنّ الطفرات الجينيّة المرتبطة بالتوحّد وانفصام الشخصيّة يمكن أن تعرقل هذه العمليّة، ممّا قد يؤثّر في تطوّر الدماغ.
وقالت وانغ: “يربط هذا البحث بين عمليّة موجودة في الجسم بأكمله، وهي إنتاج البروتينات في الخلايا، وتأثيرات محلّيّة للغاية في الخلايا العصبيّة تحديداً من شأنها أن تؤثر في تطوّر الدماغ. لقد وجدنا أن حدوث خلل في هذه العملية الدقيقة قد ينتج اضطرابات مثل التوحّد وانفصام الشخصية. ومن خلال فهم هذه التفاصيل الجزيئيّة، قد نتوصّل إلى طرق جديدة للعلاج والتدخّل المبكّر”.
يتطلّب نمو الدماغ تطوّر الخلايا العصبيّة واتصالها وتواصلها بطريقة محددة، ويسلّط هذا البحث الضوء على الآليّات الداخليّة لهذه العمليّات ويساهم في فهمنا للطرق التي قد تسفر بها أدق التغيّرات عن تداعيات شديدة.
ويتوفر البحث بعنوان: “ضرورة التمديد عن طريق النيوكليوتيدات في تنظيم التعبير لبروتين أدينوماتوس بوليبوسيس كولي في عملية الترجمة المحلية لبروتين بيتا-أكتين ومحور الخلايا العصبية” على الإنترنت في مجلّة Cell Reports.