لقاء الأخوّة في موسم الحج
بقلم : إبراهيم المحجوب – كاتب عراقي
في أرض الطهر، وبين جنبات الديار المقدسة، كان اللقاء أخويًا نابضًا بالمحبة، تجلّت فيه أسمى معاني التلاحم بين الشعوب، وأصدق مشاعر الإخاء العربي والإسلامي. لقاء جمعني بأحد رجالات المملكة العربية السعودية الذين جسّدوا، قولًا وفعلًا، معنى الكرم والتواضع وحسن الاستقبال، فكان بحق لقاءًا لا يُنسى.
ما إن عرف أنني عراقي، حتى ارتسمت على وجهه ابتسامة صادقة، تشعّ منها الفرحة والصفاء، وكأن بيننا معرفة قديمة تربطها أواصر الدين والعروبة والمصير المشترك. ذلك الرجل هو الأستاذ الفاضل عبد الله الحارثي، أحد المسؤولين والمشرفين في أحد المراكز التابعة لوزارة الحج والعمرة بالمملكة، والذي يعمل تحت إدارة رجل الأعمال السعودي الحاج عبد الله عصام دانش، وبإشراف السيد أسامة بلعلم، رئيس شركة “ضيوف البيت” الرائدة في مجال خدمة الحجيج.
لقد كان المركز الذي يعمل فيه هؤلاء الأفاضل نموذجًا في التنظيم والانضباط، ومثالًا حيًا على الرؤية السعودية المتقدمة في خدمة ضيوف الرحمن. لم تكن تلك الجهود لتثمر لولا القيادة الملهمة من معالي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، وزير الحج والعمرة، الذي أثبت أن القيادة الحقّة ليست تشريفًا، بل تكليف ومسؤولية، وأن خدمة الحجيج شرف لا يعلوه شرف.
إنّ ذلك اللقاء، رغم بساطته، ملأ القلب سكينة، وأشاع في النفس طمأنينة، وكأن السماء باركت اللحظة، فجمّلتها بمعاني الصفاء والنقاء. تمنيت حينها أن ألتقي بمزيد من الإخوة السعوديين، لأتعرّف عن قرب على هذا الشعب العربي الأصيل، الذي حوّل أرضه من صحارى قاحلة إلى مدن حديثة تنبض بالحياة، تُدار بالعقل وتُوجَّه بالبصيرة.
إنّ الشعب السعودي شعب كريم، يعشق التسامح، ويؤمن بالتعايش، ويعتز بتاريخه، ويواكب حاضرًا زاخرًا بالمنجزات. تحكمه قيادة رشيدة جعلت من خدمة الإنسان ورفعة الوطن أولى أولوياتها، وها هي المملكة اليوم ترتقي لتكون نموذجًا عربيًا ملهمًا، وسندًا لكل من يطلب النهضة ويؤمن بالتغيير الإيجابي.
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي يحمل على عاتقه أمانة خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، بكل حبّ وتفانٍ وعطاء. فقد أثبت، بحكمته وقيادته الرشيدة، أن المملكة ماضية بثبات نحو الريادة، وأن خدمة الحجيج كانت ولا تزال في مقدمة أولوياتها منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وحتى يومنا هذا.
كلماتي تقف عاجزة أمام عظمة ما رأيته من تنظيم وخدمة وإخلاص. ولكنني، ومن القلب، أقول: شكرًا من الأعماق لكل من مدّ يدًا بالعطاء، ولكل من سهر على راحة الحجيج، ولكل مسؤول جعل من الحج رحلة إيمانية ميسّرة وآمنة.
ولا يفوتني أن أعبّر عن إعجابي الكبير وشعوري بالفخر العميق تجاه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، هذا القائد الطموح، الذي أصبح بجدارة فارس الشرق الأوسط الجديد. قائدٌ لا يصنع الحاضر فقط، بل يرسم ملامح المستقبل بثقة وعزيمة. كم أتمنى أن أحظى بلقائه، لأقول له: نحن نؤمن بك، ونعتز بك، ونرى فيك أمل أمتنا وتحوّلها المنشود.
أختم مقالتي هذه بتحية إجلال ومحبة وتقدير، أوجهها لكل من ساهم، صغيرًا كان أم كبيرًا، في إنجاح موسم الحج، ولكل قلب نبض بالإخلاص في هذه الأرض المباركة.