أخبار الوطن

مجموعة أبوظبي للثقافة الفنون ومؤسسة الصناعات الوطنية الفرنسية توقّعان مذكرة تفاهم لتعزيز التبادل الثقافي ودعم مسارات التطوير الفني

شراكة استراتيجية لترسيخ الإبداع والابتكار وتمكين المواهب وصون التراث وحفظ الحرف التقليدية ضمن رؤية تجمع بين الأصالة والحداثة

انطلاق الشراكة بدعوة مفتوحة للمصممين الإماراتيين للمشاركة في منحة الإقامة الإبداعية للحرفيين في دورتها الأولى

أبوظبي – الوحدة:

وقعت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون مذكرة تفاهم مع مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، ضمن شراكة ثقافية استراتيجية تعكس حرص دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا على تعزيز التبادل الفني والمعرفي بين المؤسسات الثقافية في البلدين. وتهدف هذه الشراكة إلى إطلاق برامج ومبادرات تعليمية مشتركة تدعم المواهب الإبداعية الصاعدة، وتُسهم في تنمية مهارات الحرفيين وصون التراث والحفاظ على الحرف التقليدية وتطويرها بأساليب معاصرة تُعزز استدامتها وتوظيفها في المشهد الثقافي الراهن.

وجرى توقيع الاتفاقية في 21 يوليو 2025، من قبل سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، والسيد هيرفي لوموان، رئيس مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية، وذلك بحضور معالي رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية في مقر وزارة الثقافة في باريس.

وقالت معالي رشيدة داتي، وزيرة الثقافة الفرنسية: “يسرّني توقيع هذه الشراكة، هنا في مقر وزارة الثقافة في باريس، بين مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي تعد من المؤسسات الرائدة في المشهد الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة. تمثل هذه الاتفاقية مرحلة جديدة في مسار العلاقات بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تواصل الثقافة أداء دور رئيسي في تعزيز هذا التعاون. كما تنسجم هذه الخطوة مع أهداف الانفتاح الدولي لمؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية بصفتها مركزاً فريداً من نوعه في العالم في مجال الحرف والفنون الزخرفية. لا شكّ أن هذه الشراكة، بما تتيحه من تلاقي للفنون والحرف اليدوية، ستضفي بعداً هاماً على علاقات التعاون الثقافي بين فرنسا ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأبوظبي على وجه الخصوص”.

ومن جانبها قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: “من خلال شراكتنا مع مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، نُرسي أسس تعاون مستدام، قائم على ثلاث ركائز محورية: الإبداع والابتكار وحفظ التراث للأجيال، تجسيداً لاعتزازنا بهويتنا وجذورنا، ومواكبة العصر والحداثة معاً كالتزام مشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا. نؤمن معًا بأن الماضي هو الرابط الوثيق بيننا، والمستقبل هو الرسالة التي تجمعنا. ومن خلال مذكرة التفاهم التاريخية هذه، نأمل أن تدعم جهودنا المواهب الشابة، وتوسّع آفاقها، وتعزّز التميز في الحرف اليدوية”.

وقال هيرفي لوموان، رئيس مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية “هذا الحوار غير المسبوق بين المؤسستين يجسد قناعة راسخة بأن مستقبل الفنون الزخرفية يكمن في التقاء التقاليد بالابتكار. شراكتنا مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ستفتح آفاقاً واسعة للتجريب، حيث تتلاقى الحرفية التراثية مع الخيال المعاصر، بما يتيح ابتكار سرديات جديدة تنسج من الإبداع المشترك ونقل المعرفة وروح التجديد”.

وقال سعادة نيكولا نيمتشينو، سفير جمهورية فرنسا لدى الإمارات العربية المتحدة: “يسعدني عقد هذه الاتفاقية الطموحة في باريس بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية. تقوم هذه الشراكة المتينة على قيم مشتركة تتمحور حول الإبداع والابتكار ونقل المعرفة. لا شك أن هذا الاتفاق يمثل انطلاقة فصل جديد ومهم في مسار العلاقات الوثيقة بين دولة الإمارات وفرنسا، باعتبار الثقافة والتعليم من أهم أدوات بناء الجسور وتعزيز التفاهم المشترك بين البلدين”.

أضاف سعادته: “تشكل هذه الاتفاقية فرصة قيّمة للحرفيين والمصممين والمؤسسات في كلا البلدين لتبادل المعارف، والاستفادة من الرصيد الحرفي الغني لدى الجانبين، ودعم التميز في مجالات الحرف اليدوية، بما يعزز مفاهيم الابتكار والاستدامة ويكرّس استمرارية هذا التراث الحي. تسهم مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، بالتعاون مع مؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، في بناء بيئة ثقافية تتلاقى فيها التقاليد مع الحداثة، وتتيح ازدهار الأفكار الجديدة. سنعمل من خلال هذا التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة على غرس أسس ملهمة لجيل جديد من الفنانين والحرفيين وصناع الثقافة”.

وتجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وفرنسا روابط ثقافية راسخة في مجالات الثقافة والفنون الإبداع وتراث إنساني عريق في الحرف التقليدية اليدوية، لا سيما في فنون الخزف والمنسوجات والتصميم. وتأتي هذه الشراكة التاريخية بين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومؤسسة الصناعات الوطنية والحرف اليدوية لتعميق هذا الإرث المشترك عبر تعزيز الحوار الثقافي، وربط الموروث الحرفي بالاتجاهات المعاصرة من خلال برامج إقامة فنية، ومعارض متخصصة، ومبادرات تعليمية تسهم في ترسيخ مفاهيم الابتكار والاستدامة.

وقد تجسّدت أولى مبادرات هذه الشراكة في الدعوة المفتوحة لتقديم طلبات الترشيح لمنحة الإقامة الإبداعية للحرفيين في باريس بالشراكة بين الجانبين، ما يمنح مصممي دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة متميزة للتفاعل المباشر مع بيئة التصميم الفرنسية، والاستفادة من ورش العمل المتخصصة وأرشيفات التصميم الغنية. ومن المقرر أن تنعقد لجنة التحكيم في أغسطس 2025 لاختيار المشارك الفائز، على أن تنطلق أول إقامة فنية في سبتمبر بالتزامن مع أسبوع باريس للتصميم.

وبالتوازي مع جهود التبادل الفني، تسعى الشراكة إلى استكشاف أساليب معاصرة في الحرف اليدوية تقوم على دمج التكنولوجيا بالممارسات المستدامة، مع التركيز على تطوير موارد تعليمية تلهم الأجيال الشابة وتسهم في الحفاظ على الفنون الزخرفية ونقلها كإرث حي تتوارثه الأجيال.

ويأتي هذا التعاون امتداداً لرسالة مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ورؤيتها في تعزيز الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية وتحفيز الدبلوماسية الثقافية والشراكات الدولية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها إلى العالم، مع توفير منصات إبداعية لإبراز التميّز الفني في مجال الصناعات التراثية التقليدية والحرف اليدوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى