أبوظبي -الوحدة:
ينظم مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع المتحف الوطني للإثنولوجيا «مينباكو»، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) مؤتمر «استكشاف حوار الثقافات بين اليابان والعالم العربي من خلال اللغة العربية» يومَي 21 و22 سبتمبر 2025 في متحف «مينباكو» في أوساكا، احتفاءً بالذكرى المئوية لتعليم اللغة العربية في اليابان، وإبراز أهمية التواصل الشفهي في تعزيز العلاقات العربية اليابانية.
يندرج المؤتمر في إطار «برنامج اليونسكو للحوار بين الثقافات» الذي يهدف إلى تعزيز التواصل بين مختلف الثقافات والهُويات. ويُعَدُّ التعاون بين مركز أبوظبي للغة العربية ومتحف «مينباكو» امتداداً للتعاون القائم بين المؤسستين، والذي أثمر بالفعل عن تبادلات ثقافية مهمة، ومنها مؤتمر «ألف ليلة وليلة: رحلة عبر الزمان والمكان» الذي انعقد في جامعة كيئو في طوكيو في سبتمبر 2024، ونظَّمه مركز أبوظبي للغة العربية بالتعاون مع البروفيسور تيتسو نيشيو، الأستاذ الفخري في «مينباكو». وتعكس هذه المبادرات تنامي الحوار الثقافي العربي الياباني، وتفتح آفاقاً جديدة مثمرة للتعاون المستقبلي في المنطقة.
ينطلق المؤتمر بكلمات رئيسية يُلقيها يوجي سيكي، المدير العام للمتحف الوطني للإثنولوجيا، وسعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية.
يتضمَّن برنامج اليوم الأول من المؤتمر مجموعة من الحوارات والفعاليات التي تستعرض الإبداعات الثقافية والفنية المستلهمة من اللغة العربية، وتعكس القدرة المستمرة لهذه اللغة على التواصل والإلهام. ومن المتحدثين والفنانين المشاركين في هذه الحوارات، الخطّاط الكبير فؤاد هوندا، وعازف العود الشهير يوجي تسونيمي، إضافة إلى طلاب اللغة العربية في كلية الدراسات الأجنبية في جامعة أوساكا.
ويتضمَّن برنامج اليوم الثاني عقد ندوة أكاديمية عن تاريخ تعليم اللغة العربية في اليابان وواقعه الحالي، يشارك فيها يسر سواعي، مستشارة لقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية وبرنامج الحوار بين الثقافات في اليونسكو، والدكتورة أكيكو سومي،أستاذة في جامعة كيوتو نوتردام، والدكتور يوشياكي فوكودا، أستاذ مساعد في جامعة أوساكا، والدكتور عبدالله المؤمن، أستاذ في جامعة توكاي، وماسايوكيمياموتو، السفير السابق لليابان لدى مملكة البحرين.وتسعى الندوة إلى إعادة التفكير في معنى تعلُّم اللغات بصفتها جسوراً للتواصل مع الشعوب من ثقافات مختلفة، والعمل على زيادة عدد مؤسسات تعليم اللغة العربية في اليابان.
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم: «يجسِّد تعاوننا مع منظمة اليونسكو، والمتحف الوطني للإثنولوجيا جهودنا للارتقاء باللغة العربية وتمكين مكانتها العالمية. نحتفي اليوم بالذكرى المئوية لتعليم اللغة العربية في اليابان، وبالتطوُّرات المذهلة التي شهدها التبادل الثقافي العربي الياباني».
وأضاف سعادته: «فخورون بأن يكون مركز أبوظبي للغة العربية بمشاريعه، ومبادراته الهادفة إلى تعزيز حضور اللغة العربية وانتشارها العالمي، رافداً ودافعاً لهذا الحوارِ الثقافيِّ المهم، في إطار الرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات وأبوظبي، وجهودها المبذولة من أجل إثراء الحوار بين الحضارات، وجعل التسامح مبدأً عالمياً، وهو الهدف الإنساني السامي الذي يجمع الثقافتين الإماراتية واليابانية».
وباعتبارها إحدى اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، تؤدّي اللغة العربية دوراً محورياً في تعزيز الحوار العالمي والتفاهم بين الثقافات، ما يجعل إدراجها في الخطاب الأكاديمي أكثر أهمية من أيِّ وقت مضى. وتسلِّط الندوة الضوء على أسباب استمرار اللغة العربية كجسر للتواصل بين الشعوب والمناطق والمجتمعات.
وقال الدكتور تيتسو نيشيو، الأستاذ الفخري في المتحف الوطني للإثنولوجيا: «بمرور خمسين عاماً على بداية تعمُّقي في دراسة اللغة العربية، ونحو قرن كامل على انطلاق أولى الخطوات الأكاديمية لتعليمها في اليابان، حيث أُسِّسَ أول برنامج أكاديمي لدراسة العربية على أراضيها، وخلال ثلاثة عقود من التدريس في جامعة كيوتو، راقبتُ تحوُّلات العالم التي تسارعت وتيرتها بشكل لافت بعد جائحة كوفيد-19، حيث فرضت العولمة المتسارعة والتحوُّل الرقمي واقعاً جديداً جعل المسافات تذوي والعلاقات الإنسانية أضحت أكثر تعمُّقاً».
وأضاف: «اليوم، وقد غدونا إزاء نقطة تحوُّل كبرى في مسيرة الإنسانية الطويلة، آن الأوان لإعادة النظر في دور اللغة العربية، واستكشاف آفاق جديدة للتفاعل الثقافي بين اليابان والعالم العربي. وأتطلَّع إلى أن تشكِّل هذه المناسبة المتميزة حافزاً لتعزيز التبادل الثقافي بين دولة الإمارات واليابان، ولا سيما من خلال التعاون الواعد بين مركز أبوظبي للغة العربية والمتحف الوطني للإثنولوجيا في أوساكا، سعياً نحو تطوير تعاون بحثي مبتكر».