مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي يطلق موسمه الحادي عشر تحت شعار “قصص مجتمعاتنا”
النسخة الحادية عشرة تجسد التزام المركز بطرح سرديات جريئة من دول الجنوب العالمي وتعزيز الحوار المجتمعي وتقديم عروض عالمية المستوى
أبوظبي – الوحدة:
أعلن مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي عن إطلاق برنامج موسمه الحادي عشر المليء بالعروض الحيوية والزاخرة بالمعاني، والتي تحتفي بالتاريخ والهوية والتجارب المشتركة للمجتمعات العالمية. ومن مكانته المرموقة بصفته صرحاً فنياً عالمياً متجذراً في الثقافة الإماراتية، يواصل مركز الفنون دعمه للمواهب القادمة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وغيرها، وتأكيد حضوره كحاضنة للإبداع والمنح الفنية والشراكات.
ويحمل البرنامج في موسمه الجديد شعار “قصص مجتمعاتنا” كدلالة على عام المجتمع، ليأخذ الجمهور في رحلة فنية تستكشف التراث والذاكرة والتحولات الفكرية بعدسة إبداعية متنوعة التخصصات. ويشمل البرنامج عروض مسرحية وراقصة وموسيقية وعروض متعددة الوسائط، ما يعكس التزام المركز بالحوار الثقافي، ويؤكّد قدرة الفنون على توحيد المجتمعات، سواء على خشبة المسرح أو خارجها.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال بيل براجن، المدير الفني التنفيذي لمركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي: “يجسّد هذا الموسم الجوهر الحقيقي لهويتنا وتفردنا الوطني كمركز فنون يعكس الطاقة الثقافية النابضة في جزيرة السعديات ويعبّر عن الديناميكية الفكرية لجامعة نيويورك أبوظبي. وبينما ننظر إلى العقد الماضي بعين الإنجاز، نتطلع نحو المستقبل بروح طموحة تسعى إلى منح الفنانين والجمهور فرصاً جديدة للتواصل والتفكّر والاستلهام. ونحن فخورون بالمساهمة في عام المجتمع، من خلال رواية القصص المهمة بأسلوب إبداعي يترك أثره على المجتمعات المحلية والعالمية. كما نتوجه بجزيل الشكر إلى رعاتنا، خاصةً شركة مبادلة للاستثمار ومبادرة دانس ريفلكشنز من دار فان كليف أند آربلز للمجوهرات على دعمهما المتواصل لمسيرة الإبداع المشترك”.
أبرز فعاليات الموسم: عروض الافتتاح
يفتتح الموسم فعالياته بثلاثة عروض استثنائية تمهّد لرحلة عام كامل من التواصل الثقافي والتفاعل الفكري العميق. وتبدأ الرحلة مع العرض الأول على مستوى العالم العربي للمبدع بنجي ريد، الفنان البريطاني المتخصص في المسرح البصري، بعنوان “فايند يور آيز” يومي الجمعة والسبت، 19 و20 سبتمبر، عند الساعة 7:30 مساءً. ويقدم المركز هذا العمل بعدمٍ من مبادرة دانس ريفلكشنز من دار فان كليف أند آربلز للمجوهرات، ليمزج بين التصوير الفوتوغرافي وتصميم الرقصات والمسرح، ويبتكر مشاهد مسرحية مذهلة بطابع سريالي يأسر القلوب.
ويستعين ريد بإحساسه التصويري المرهف لاستكشاف الخبايا الحسية وراء مواضيع مهمة تتناول الهشاشة والمأساة والانتصار. وتركز أعمال ريد على نقاط التلاقي بين الانتماء العرقي والهوية القومية والجندرية، مع اهتمام خاص بتجربة السكان البريطانيين من أصول أفريقية والذكورية القائمة على أصحاب البشرة السمراء والصحة النفسية. ويأتي هذا العرض الذي يتجاوز الأنماط الفنية المعتادة ليمنح الجمهور فرصة التأمل في كيفية اجتياز الإنسان لتقلبات الحياة، مستعيناً بالقصص والصور لفهم العالم المحيط.
أمّا عرض “الأعزاء الأطفال، مع خالص المحبة”، والذي ينطلق يومي الجمعة والسبت، 26 و27 سبتمبر عند الساعة 7:30 مساءً، فيكلّل التعاون الفني بين مجموعة مسرح المنصات من سريلانكا ومؤسسة ماشيريكا للفنون الأدائية من رواندا. ويعكس هذا العمل الرؤية الإخراجية للكاتبة المسرحية الشهيرة روانثي دي شيكارا، ليأخذ الجمهور في رحلة غنية تستعرض المحطات التاريخية التي رافقت مرحلة الاستعمار وما بعده في رواندا وسريلانكا.
فبعد أن أجرى فنانو البلدين مقابلات مع كبار السن المولودين في ثلاثينيات القرن الماضي، ممن اختبروا تجربة الاستعمار وشهدوا تداعياتها، حوّلوا هذه الشهادات إلى عرض فني مؤثّر، رسموا من خلاله أوجه تشابه بين بلدين يبتعدان في الجغرافيا ولكنهما يلتقيان في التجارب الإنسانية والذاكرة المشتركة.
ويقدّم مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي عرضاً مسرحياً جريئاً ومعاصراً لرواية شكسبير الشهيرة “عُطيل”، وذلك يومي الخميس والجمعة الموافقين 9 و10 أكتوبر عند الساعة 7:30 مساءً. وتُقام المسرحية بإخراج المخرجة الجنوب أفريقية الحائزة على جوائز مرموقة، لارا فوت، وهي من إنتاج مركز باكستر للمسرح في جامعة كيب تاون. ويعيد العمل استكشاف المأساة الكلاسيكية من منظورٍ أفريقي يعكس حياة عطيل الداخلية، معالجاً امتداد آثار الاستعمار والعنصرية من الحقبة الألمانية في جنوب غرب أفريقيا وصولاً إلى ناميبيا المعاصرة.
لارا فوت، الرئيسة التنفيذية والمديرة الفنية لمركز باكستر للمسرح وزميلة سابقة في برنامج رولكس تتلمذت على يد السير بيتر هول وزميلة مؤسسة صن دانس، تضفي على النص الكلاسيكي عمقاً معاصراً يربطه بقضايا حاضرة وملحة. ويأتي العمل بثلاث لغات هي الإنجليزية والأفريقانية والخوسية مع تعزيزه بترجمة إنجليزية، ويقدّم في سياق يواكب ريادة جامعة نيويورك أبوظبي الأكاديمية في مجال الدراسات العالمية لشكسبير.
دور الفنون بوصفها جسراً للتعلّم وبناء المجتمع
ينطلق مركز الفنون من رسالة جامعة نيويورك أبوظبي في ترسيخ تجربة تعليمية شاملة، حيث يشكّل فضاءً إبداعياً يمدّ جسور التواصل بين الفنون والتعليم. ويشارك الفنانون الضيوف الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية في ورش عمل وعروض، وحوارات بنّاءة تُسهم في إثراء التعلّم التجريبي عبر مختلف التخصصات. ومن خلال هذا التكامل بين عالم الفن والإمكانات الأكاديمية، يعمل مركز الفنون على تحفيز الاستقصاء والتفكير النقدي والإبداعي لدى الجيل القادم من المواطنين العالميين.
ويواصل برنامج “خارج خشبة المسرح” المقدم برعاية مبادلة دوره في تعزيز هذه المهمة، من خلال مجموعة موسّعة من ورش العمل والجلسات المهنية وحوارات ما بعد العروض والدروس التعليمية المقدمة من الفنانين الضيوف، بما يتيح للجمهور الغوص في عمق الأعمال الفنية ويوفر فرصاً قيّمة لتطوير مهارات الطلاب والفنانين الناشئين. وستتم مشاركة الجدول الزمني الكامل قريباً. كما تواصل مبادرة دانس ريفلكشنز من دار فان كليف أند آربلز للمجوهرات دعمها للرقص المعاصر وانخراط الشباب في الفنون الأدائية.
وفي موسمه الثالث عشر، تُواصل فعالية “إيقاعات على السطح” ترسيخ مكانتها باعتبارها أطول أمسية شعرية مفتوحة في المنطقة، لاستضافة المؤسس دوريان بول روجرز، محتضنةً نخبة من الأصوات الشعرية والموسيقية، والتي تُقام غالباً برفقة منسق أغاني. وتقام هذه الفعالية شهرياً في مركز الفنون لتوفر منصة حيوية للتعبير الإبداعي في دولة الإمارات، وسيتم الإعلان عن جدولها الزمني قريباً.
وبدوره، يقدّم برنامج “سينمانا”، بالتعاون مع برنامج السينما والإعلام الجديد في جامعة نيويورك أبوظبي، عروضاً شهرية لأفلام عربية رائدة، تليها حوارات مع صانعي الأفلام، لتمنح الجمهور نافذة نادرة على سينما المنطقة وتوجهاتها الإبداعية. وتقام العروض في القاعة الزرقاء والمسرح الأحمر بمركز الفنون، وسيتم الإعلان عن مواعيدها لاحقاً.
وأضاف براجين: “ينفرد مركز الفنون عن غيره بجذوره الراسخة في ثقافة أبوظبي وجامعة نيويورك أبوظبي وما تحتضنه الإمارة من مجتمعات متنوعة. لذلك ندعو الجماهير هذا الموسم إلى حضور عروضنا التي تعزز الترابط المجتمعي وتروي قصصهم وتجاربهم الشخصية”.