غزة-(د ب أ):
انتقد مسؤول في حركة حماس اليوم الاثنين، انتخابات الحركة الداخلية وغياب مبدأ المساواة في سابقة تعد نادرة على مستوى الحركة.
وتفرض حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، تعتيما كاملا على آليات انتخابات قيادتها وهيئاتها التنظيمية ويعد من النادر توجيه انتقادات علنية من مسئولين فيها.
غير أن النائب عن حماس في المجلس التشريعي يحيى موسى قال على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن “الانتخابات الفصائلية تفتقد إلى النزاهة والشفافية، وذلك بسبب غياب مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين الأعضاء، وعدم حيادية المؤسسة أو بعض أجزائها”.
وفي إشارة انتقاد صريحة لانتخابات حماس، طالب موسى بـ “دمقرطة كاملة للحركة، من حيث حق الترشح والدعاية وتقديم البرامج وتشكيل القوائم والتحالفات الانتخابية والنشر والاعتراض والطعون”.
كما طالب حماس بـ “الانتقال إلى تبني فكرة المؤتمر العام والذي يمثل الجمعية العمومية للحركة، وأن يتم تصعيد أعضاء المؤتمر عن طريق قطاعات الحركة المتنوعة، وتحديد نسبة كل قطاع في المؤتمر العام”.
يأتي ذلك فيما تحدثت أوساط إعلامية في حركة حماس عن مفاجأة شهدتها نتائج انتخابات المرحلة الأولى لرئاسة الحركة في قطاع غزة التي بدأت منتصف الشهر الماضي.
وذكرت مصادر في حماس أن انتخاباتها أفرزت تنافس عضو المكتب السياسي للحركة نزار عوض الله بقوة على منصب رئيس الحركة في غزة الذي يشغله يحيى السنوار.
وبحسب المصادر ، فإن المرحلة الأولى لانتخابات رئاسة حماس في غزة انتهت بحصر التنافس بين عوض الله والسنوار مع ثلاثة قيادات أخرى بينهم القيادي التاريخي في الحركة محمود الزهار.
ووفق التعديلات على النظام الانتخابي لحماس في قطاع غزة، لا يعد الحاصل على أعلى الأصوات في المرحلة الأولى فائزاً بشكل نهائي قبل إجراء تصويت أوسع، يشارك فيه جميع أعضاء مجالس شورى الحركة بمحافظات قطاع غزة البالغة ست مناطق تنظيمية.
ونشر الموقع الإلكتروني الرسمي لحماس قبل أسبوعين لأول مرة صورًا للمرحلة الأولى من الانتخابات الداخلية للحركة في قطاع غزة بمشاركة الآلاف من عناصرها ممن يحقّ لهم الاقتراع والترشّح.
وكان مصدر في “حماس” كشف منتصف شهر كانون ثان/يناير الماضي عن توافقات داخلية بشأن حسم المناصب القيادية في انتخابات الحركة.
وقال المصدر ، في حينه لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن تحضيرات وصفت بالحاسمة تم التوصل إليها في إطار الاستعدادات لانتخابات حماس المقرر أن تبدأ قريبا بشكل منفصل في ثلاثة أقاليم تشمل قطاع غزة والضفة الغربية والخارج على أن تستمر لعدة أسابيع.
وذكر المصدر أن الانتخابات الداخلية لحماس تمر بعدة مراحل سرية من ممثلي المناطق إلى مجلس شورى الحركة الذي يتولى بدوره انتخاب أعضاء المكتب السياسي للحركة.
وبحسب المصدر، فإن رئاسة المكتب السياسي يتنافس عليها ثلاثة مرشحين هم رئيس المكتب السياسي الحالي إسماعيل هنية ونائبه صالح العاروري ورئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل.
وكان هنية قائد حماس سابقا في قطاع غزة انتخب رئيسا للمكتب السياسي عام 2007 خلفا لمشعل الذي امتنع عن الترشح في حينه بحسب قوانين ولوائح الحركة الداخلية التي تمنع ترشحه لولاية ثالثة.
غير أن مشعل عاد بقوة في صورة الدورة الجديدة لانتخابات حماس وشكل منافسا بارزا لهنية علما أن كلاهما يقيمان في قطر مع عدد من قيادات حماس في الخارج.
وكشف المصدر عن أن توافقات مسبقة تمت لاسيما بين قيادات حماس في قطاع غزة والضفة الغربية تقضي بانتخاب هنية لدورة ثانية في رئاسة المكتب السياسي للحركة.
وأوضح أنه سيتم في المقابل إسناد قيادة حماس في الخارج إلى مشعل واستمرار العاروري في الإشراف على الحركة في الضفة الغربية وبالتالي استمراره في منصب نائب رئيس المكتب السياسي وفق نظام الداخلي للحركة.
وتتطلع حماس لتسريع إنجاز انتخاباتها الداخلية سعيا للتفرغ للتحضير لخوض الانتخابات التشريعية التي أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل شهر مرسوما بإجرائها في 22 أيار/مايو المقبل.
ولم تحدد حماس موقفا رسميا من احتمال خوضها الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 31 تموز/يوليو المقبل علما أن الحركة فازت بغالبية مقاعد أخر انتخابات للمجلس التشريعي عام 2006.
وتسيطر حماس على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 وخاضت ثلاث مواجهات عسكرية واسعة النطاق منذ ذلك الوقت مع إسرائيل وعشرات من الجولات المتقطعة.
وفرضت إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ سيطرة حماس على الأوضاع فيه وهو ما أثر بشدة على حياة زهاء مليوني نسمة يقطنون القطاع وشكل تحديا رئيسيا لشعبية الحركة طوال السنوات الماضية.