معجزة طبية في الشارقة: إنقاذ مسنّة من نزيف دماغي قاتل خلال ساعات
الشارقة – الوحدة:
تحوّل يوم عادي في حياة سيدة تبلغ من العمر 68 عاماً إلى معركة من أجل البقاء، بعدما أصيبت فجأة بصداع هو الأعنف في حياتها. لم يكن مجرد صداع عابر، بل كان إنذاراً مبكراً لتمدد شرياني دماغي مهدّد للحياة، تسبب في نزيف خطير حول الدماغ يُعرف بالنزيف تحت العنكبوتية، وهو من الحالات الطبية الطارئة التي قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل فوراً.
وبفضل فريق الأطباء في مستشفى إن إم سي رويال الشارقة، بقيادة الدكتور فيفيك كاران، استشاري طب الأعصاب، تمكنت المريضة من الحصول على العلاج المنقذ للحياة دون الحاجة إلى جراحة دماغ مفتوحة.
من أزمة كبرى إلى علاج دقيق
نُقلت المريضة على وجه السرعة إلى مستشفى إن إم سي رويال الشارقة بعد سقوطها في المنزل نتيجة ألم شديد ومفاجئ في الرأس. وأظهرت الفحوصات العاجلة وجود نزيف تحت العنكبوتية سببه تمزق في الشريان الدماغي الأوسط الأيسر، وهو أحد الشرايين الرئيسية في الدماغ.
ورغم تعقيد حالتها الصحية بسبب إصابتها السابقة بارتفاع ضغط الدم والسكري وتحسسها من بعض المضادات الحيوية، إلا أنها وصلت إلى المستشفى في كامل وعيها، ما أتاح للأطباء نافذة زمنية محدودة لإنقاذ حياتها.
علاج متطور بلا جراحة مفتوحة
بدلاً من اللجوء إلى الجراحة التقليدية، والتي قد تكون أكثر خطورة على المرضى من كبار السن، قرر الفريق الطبي اعتماد تقنية القسطرة الدماغية (التغويص بالملفات المعدنية).
ومن خلال شق صغير في الساق، تم إدخال قسطرة دقيقة إلى الشرايين وصولاً إلى الدماغ، حيث وُضعت ملفات بلاتينية دقيقة داخل التمدد الشرياني لإغلاقه ووقف النزيف، وذلك دون الحاجة إلى فتح الجمجمة.
أظهرت الفحوصات اللاحقة أن التمدد الشرياني قد أُغلق بالكامل، واستفاقت المريضة دون أي مؤشرات على جلطة دماغية أو تلف عصبي.
امتنان الأسرة
قالت ابنة المريضة: «كنا نظن أننا سنفقدها في ذلك اليوم. رؤيتها تستعيد وعيها وتبتسم مجدداً كان بمثابة معجزة. نحن ممتنون للدكتور فيفيك وفريق مستشفى إن إم سي رويال الشارقة لأنهم منحونا المزيد من الوقت معها.»
أما المريضة نفسها، التي عادت إلى منزلها بعد أيام قليلة، فقد علّقت قائلة:
«لم أتخيل يوماً أنني سأمر بهذه التجربة في مثل عمري. أشعر أنني حصلت على فرصة ثانية للحياة.»
الفريق المناسب في الوقت المناسب
من جانبه قال الدكتور فيفيك كاران، استشاري طب الأعصاب:
«هذا المثال يوضح أن التوقيت والعمل الجماعي ينقذان الأرواح. لم يكن الفارق في إنقاذ حياتها التقنية المتقدمة فحسب، بل أيضاً تكامل خبرات أطباء الطوارئ والأشعة والعناية المركزة والتمريض. لقد عمل الجميع كفريق واحد لتقديم الرعاية الصحيحة في اللحظة الصحيحة.»
رسالة أمل للمجتمع
غادرت المريضة المستشفى بعد أيام قليلة وهي بحالة جيدة، دون أي مضاعفات عصبية، لتعود إلى حياتها الطبيعية مع أسرتها.
هذه القصة ليست مجرد نجاح فردي، بل تذكير قوي بأهمية التدخل السريع في مثل هذه الحالات، وبأن الصداع المفاجئ والشديد لا ينبغي تجاهله مطلقاً. كما يؤكد هذا الإنجاز التزام مستشفى إن إم سي رويال الشارقة بتقديم أحدث أساليب الرعاية العصبية المتقدمة في دولة الإمارات، وبعث رسالة أمل مفادها أن الطب الحديث قادر على إنقاذ الأرواح حتى في أكثر اللحظات خطورة.