الوحدة الرياضي

من الأولمبياد إلى مجد أفريقيا.. السكتيوي عقل مدبر في إنجازات المغرب

الرباط – (د ب أ):

كتب النجم المغربي الدولي السابق طارق السكتيوي تاريخا جديدا لنفسه ولمنتخب بلاده بعدما فاز ببطولة كأس أمم أفريقيا للمحليين، بتغلبه على مدغشقر 3 / 2 في المباراة النهائية السبت الماضي.

ووضع نجم بورتو البرتغالي السابق، نفسه كواحد من الكوادر التدريبية الهامة في الكرة المغربية والعربية، إذ لم يكن الأمر مجرد لقب جديد يضاف إلى سجلاته كمدرب، بل رسالة وصورة عن مشروع كرة القدم في المغرب الآخذ في التطور والصعود منذ سنوات.

وعقب الفوز باللقب القاري قبل ثلاثة أيام في العاصمة الكينية نيروبي، قال السكتيوي لموقع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم: “هناك عمل ضخم يبذل، وكلما حصدنا نتائج، نزداد جوعا؛ إنه جزء من عملية التطوير. حصد الألقاب هو ما يحفزنا”.

وواص المدرب: “أهدي هذا التتويج لجلالة الملك محمد السادس، لأنه لو وصلت كرة القدم المغربية إلى هذه القمم، فذلك بفضل رؤيته المستنيرة واستراتيجيته بعيدة المدى لتطوير حقيقي لكرة القدم الوطنية. لا يسعني إلا أن أقول: شكرا لك يا سيدي الملك. حفظك الله”.

ورغم البداية المتذبذبة والتعرض لخسارة في دور المجموعات، أمام المنتخب الكيني، فقد عاد مسار المغرب سريعا لدرب الانتصارات، حيث كان السكتيوي أكثر ثقة وهدوءا في تعامله مع لاعبيه.

وواصل السكتيوي تصريحاته لموقع “كاف” متحدثا عن النهائي العصيب ضد مدغشقر حيث قال: “للفوز بهذا النهائي، يجب أن تكون جاهزًا بنسبة 100% على كل المستويات، احترام منافسك يعني احترام نفسك، لكن لدينا الوسائل لننجح ونفوز بالنهائي”.

ولم تخل مسيرة السكتيوي كلاعب من الألقاب والبطولات، فقد حقق بطولتين في كأس البرتغال و ثلاثة ألقاب للدوري مع بورتو، وبطولتين أيضا في السوبر البرتغالي، فقد أمضى 15 عاما في مسيرته الاحترافية تعلم فيها الكثير عن التنافسية وكذلك زاد من صقل شخصيته، ليتأكد من حقيقة واضحة أن كرة القدم لا تلعب بالأقدام ولكن بالعقل.

نقل السكتيوي خبراته بشكل عملي إلى تجربته مع نادي نهضة بركان ليقوده إلى أول لقاب قاري، كما زاد من توهجه وبرز اسمه كمدرب ذو شأن كبير، عندما قاد المنتخب الأولمبي لتحقيق برونزية أولمبياد باريس 2024، ثم بطولة أفريقيا للمحليين، ليثبت أنه لا يسير بشكل ارتجالي لكنه لديه مسار واضح يسلكه.

ولأن الألقاب لا تتحقق دون لمسات إبداعية فإن أسامة المليوي كان أحد أوراق السكتيوي الرابحة في بطولة أفريقيا للمحليين، اللاعب الذي تألق في نهضة بركان كان له دور كبير في التتويج الأفريقي أيضا بعدما حصد لقب الهداف، حيث آمن مدربه بقدراته وراهن عليه من أجل قيادة المغرب للظفر باللقب.

وفي ذلك قال طارق: “أعرف أن (أسامة) المليوي يملك الكثير من الصفات. إنه مهاجم استثنائي. سجل هدفًا مهمًا جدًا في لحظة حاسمة. فوجئت وسعدت، لكن بعد دقائق فكرت في التغييرات لغلق المساحات”.

ويتوسم السكتيوي دائما في لاعبيه الانضباط التكتيكي أكثر من أي شيء آخر، وهو السبيل لتقديم العمل المميز في الملعب.

وزاد المدرب: “أنا فخور بأشبالي، فخور بما قُدم في الملعب. لقد شرفنا العلم المغربي. سعيد بالعمل مع مجموعة مليئة بالشخصية والمسؤولية”.

وطبق السكتيوي مقولة إن النهائيات تربح ولا تلعب، حيث قال المغربي: “واجهنا منتخبا لا يستسلم للضغط، ولم يكن الفريسة السهلة كما توقع كثيرون. مبروك لكل المغاربة على الحب والدعم والثقة”.

وأضاف: “لقد كافأنا الله على جهودنا قبل البطولة وخلالها، وهذا الفوز مستحق. قبل القدوم إلى كينيا، قلت إننا سنرفع الكأس، ولم يخذلني الله. استلزمت الرحلة بعض التضحيات والصبر، لكن في النهاية حققنا هدفنا”.

ثالث ألقاب المغرب في بطولة أفريقيا للمحليين بعد 2018 و2020 يمكن أن يلخص بوضوح حجم إنجاز المدرب، وهو أول مغربي أيضا يتوج بلقب قاري كلاعب (بطولة إفريقيا للشباب 1997) ثم لاحقا كمدرب للمنتخب الأول.

كما أصبح السكتيوي أيضا ثالث مدرب مغربي فقط يتوج ببطولة المحليين، بعد كل من جمال السلامي، و المدرب حسين عموتة. ومع إضافة برونزية الأولمبياد مع منتخب أقل من 23 سنة، يصبح رصيده بمثابة خريطة طريق.

يعتبر كل هذا صفحة خالدة تُكتب في الزمن الحقيقي: مدرب تعلم عادات النخبة في الخارج، وعاد ليطبقها محليًا عبر الفئات والبطولات، ليقف على قمة برنامج يواصل إنتاج النتائج والقدوات.

.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى