• نهيان بن مبارك: أسهم أفراد الجالية الإيرانية من رجال أعمال ومهنيين وأكاديميين وفنانين بشكل ملموس في إثراء المجتمع الإماراتي وتعزيز تنوعه
دبي – الوحدة:
شهد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وسعادة علي رضا محمودي القنصل العام لجمهورية الإسلامية الإيرانية لدى الدولة، ونخبة من الدبلوماسيين والشخصيات الاقتصادية والاجتماعية من الجالية الإيرانية في الدولة، احتفال الإمارات بأبناء الجالية الإيرانية، وذلك في مركز دبي للمعارض بمدينة إكسبو دبي.
ونظمت صفحة “الإمارات تحب إيران” الإحتفالية – وهي صفحة تشارك محتوى ملهماً يبرز قصص النجاح ومساهمات الجالية الإيرانية في دولة الإمارات- بالتعاون مع “شرطة دبي”، لإبراز ثراء وتنوع الثقافة والتراث والموروث الإيراني وتنوع مواهب المجتمع الإيراني في دولة الإمارات ، حيث شكل مناسبة لتعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد الجالية الإيرانية في الدولة، وإبراز العلاقات القوية والعميقة التي تربط بين الشعبين الإماراتي والإيراني، فضلاً عن كونها فرصة لتعريف أبناء كافة الثقافات الأخرى، على جوانب من خصوصية التراث والثقافة والفنون الإيرانية.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: “يسعدني أن أكون بينكم هذا المساء. إن مشاعر الود والاعتزاز التي نلمسها هنا تعكس مكانة أبناء الجالية الإيرانية في قلوبنا في دولة الإمارات، وتؤكد تقديرنا لعراقة ثقافتهم وتقاليدهم العريقة، ولدورهم في مسيرة الحضارة الإنسانية عبر التاريخ.
إن اجتماعنا اليوم هو مناسبة لتجديد التأكيد على عمق الصداقة التي تجمع بين دولة الإمارات والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهي صداقة متجذرة عبر التاريخ والثقافة وروابط الأسرة والتجارة والتقاليد المشتركة.
ونحن إذ نحتفل الليلة بالجالية الإيرانية في دولة الإمارات، نستذكر أن بلدينا ليسا مجرد جارين تجمعهما مياه الخليج، بل هما شريكان في مسيرة ممتدة عبر قرون طويلة. فقد تبادل شعبانا التجارة، وتشاركوا القصص، وتداخلت الأسر بينهم، وعملوا معاً من أجل تعزيز السلام والاستقرار والأمن. وهذا اللقاء دليل على أن صداقتنا متينة وتستمر في التطور والنماء.
وبفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبالدعم المستمر من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت الإمارات ملتقى الحضارات، ووجهة يعيش فيها الناس من مختلف الثقافات والتقاليد في بيئة يسودها التسامح والتعاون والوئام.
وفي هذا الإطار، تحتل الجالية الإيرانية في دولة الإمارات مكانة متميزة، لما قدمته من إسهامات راسخة في مسيرة التنمية والتقدم. فقد أسهم أبناؤها، من رجال الأعمال والمهنيين والمعلمين والفنانين، في إثراء مجتمعنا وتعزيز الروابط بين بلدينا.
ومن هذا المنطلق، يسرني أن أوجّه لكم دعوة للمشاركة في مبادرة وطنية مهمة، هي مسابقة الرسم “حياتنا في الإمارات”، التي تنظمها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع “صندوق الوطن”، ضمن فعاليات “عام المجتمع”.
المسابقة تتيح أمامكم فرصة التعبير عن قصصكم وتجاربكم وأفكاركم من خلال لوحات ورسومات تعبّر عن معنى الحياة في دولة الإمارات. وسيتم نشر الأعمال المتميزة في إصدار تذكاري، كما سيُحتفى بالفائزين في حفل وطني يليق بإسهاماتهم.
الحضور الكريم، إن احتفالات هذا المساء بالجالية الإيرانية في دولة الإمارات تحمل رسالة سامية بأن التقاء الثقافات يبرز أجمل ما في الإنسانية. فلنحتفِ معاً بغنى الثقافة والفنون الإيرانية، وبحرارة الصداقة، وبقوة التعاون بين بلدينا. ولنواصل العمل على ترسيخ الحوار والتفاهم وتعزيز روابط الصداقة بين الشعبين الإماراتي والإيراني.
وفي الختام، أتوجّه بالشكر إلى المنظمين والرعاة، وإلى أبناء الجالية الإيرانية على حضورهم ومشاركتهم الفاعلة، متمنياً أن يكون هذا اللقاء مصدر سعادة وتواصل وإلهام، وأن تستمر إسهاماتكم في دعم مسيرة التقدم والازدهار في دولة الإمارات.”
برنامج حافل وحضور جماهيري لافت
ومع التنوع الكبير في أجندتها، تميزت الاحتفالية بحضور لافت ، وتفاعل جماهيري كبير من كافة الشرائح العمرية، كما أسهمت الإمكانات التي يتمتع بها مركز دبي للمعارض، بمدينة إكسبو دبي، فضلاً عن حسن التنظيم، في توفير أجواء مريحة للحضور، انعكست في الزيادة الملحوظة والحرص الواضح على حضور الفعالية ، والتفاعل مع ما نسجته من سعادة ومرح وتواصل اجتماعي مميز لأبناء الجالية الإيرانية بالدولة، في أجواء من البهجة شكلت فرصة للاطلاع على جوانب من الثقافة والفنون الإيرانية.
كما عكست الفعالية حرص دولة الإمارات على ترسيخ روابط الصداقة مع أبناء مختلف الدول، وتعزيز قيم التعايش والتعاون، والاحتفاء بخصوصيتها الثقافية، في أجواء مميزة تعكس تراثها وتحتفي بتنوع موروثها وفلكلورها وتنوعه الثري.
فعاليات ترفيهية وثقافية متميزة
وتضمن برنامج الاحتفالية، العديد من الفقرات والفعاليات الترفيهية والثقافية التي تعكس خصوصية الموروث والتراث والفنون الإيرانية، وثراءها وتنوعها الشاسع، كما أبرزت الفعاليات المواهب المتنوعة لأبناء الجالية الإيرانية المقيمة في الإمارات ضمن الهوية الثقافية الوطنية لبلادهم، وشكلت انعكاساً واحتفاء في الوقت نفسه بالحضور البارز والمساهمة الإيجابية للجالية الإيرانية في المسيرة التنموية التي تشهدها دولة الإمارات، حيث تضمنت الاحتفالية العديد من الفقرات والأنشطة الثقافية والفنية شملت ركناً للمأكولات التراثية وأعمالاً فنية تحاكي المعالم التراثية والحضارية البارزة المستلهمة من البيئة والموروث الإيراني، وخصوصية المجتمع بثقافته وفنونه وموسيقاه وفلكلوره الشعبي، فضلاً عن العروض الموسيقية والرقصات التقليدية، وغيرها من أشكال الفنون والفلكلور والنتاج الثقافي والفني الإيراني .
روابط تاريخية وتعاون اقتصادي في مجالات متعددة
وتربط دولة الإمارات والجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقات تاريخية انعكست آثارها على التعاون في العديد من المجالات والقطاعات المختلفة، وبما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين، ويعد التعاون الاقتصادي بين الجانبين إحدى ركائز العلاقات الثنائية المشتركة.
ويحرص الجانبان على تعزيز التعاون والاستثمارات في القطاعات والأنشطة المتعلقة بالسياحة والتجارة والطاقة التقليدية والطاقة المتجددة والصناعة، وتبادل المعرفة في الأسواق المالية وريادة الأعمال والزراعة والطيران، والعديد من القطاعات والمجالات الأخرى.
وتم تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي – الإيراني وفقاً لمذكرة تفاهم موقعة بين اتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات وغرفة تجارة وصناعة ومعادن إيران في عام 2014. ويهدف المجلس إلى استكشاف سبل الفرص الاقتصادية بين الطرفين في مجموعة من المجالات بما في ذلك الغذاء والصحة والسياحة، كما يعدّ منصة لكبار قادة الأعمال في كل من دولة الإمارات وإيران لتسهيل التبادل والشراكات التجارية.