دبي – الوحدة:
نظّمت مكتبة محمد بن راشد ورشة تدريبية بعنوان «الابتكار والقيادة في التغيير المؤسسي»، بالتعاون مع معهد تطوير للتدريب الأمني، قدمها المستشار التدريبي سيف المزروعي والدكتورة هوازن عبدالرحيم خضر، وركزت على تزويد قادة المؤسسات بالأطر النظرية والأدوات التطبيقية اللازمة لإدارة التحول المؤسسي ودمج ثقافة الابتكار في بيئات العمل.
انطلقت الورشة من قراءة دقيقة لواقع الأعمال في عصر متسارع التغير، مستعرضة ثلاثة عوامل أساسية تشكل تحديات بيئة العمل الحالية: التغيير المستمر، التطور التكنولوجي المتسارع، واشتداد المنافسة، مما يستلزم مرونة عالية وابتكاراً متواصلاً من المؤسسات.
حددت الورشة ثلاثة أهداف رئيسية منها: تمكين القادة من قيادة عملية التغيير الفعّال داخل مؤسساتهم، تعزيز ثقافة الابتكار داخل المؤسسات الحكومية والخاصة والتركيز على التطبيق العملي لنقل المعارف مباشرة إلى واقع العمل.
وناقشت الورشة عدة محاور نظرية وتطبيقية تضمنت: تعريفات ونماذج التغيير والابتكار، نماذج إدارة التغيير: تطبيق عملي لنماذج كوتر، ADKAR، ولوين، أدوات الابتكار المؤسسي: التفكير التصميمي، العصف الذهني، والخرائط الذهنية، إدارة مقاومة التغيير: استراتيجيات فعّالة لكسب التأييد، مفهوم القيادة الإلهامية: دور القائد في دعم التحول، ووضع خارطة طريق عملية لقياس الأثر وتحقيق الاستدامة.
وقدمت الورشة أدوات ابتكارية عملية من بينها التفكير التصميمي المكوّن من: التعاطف، التعريف، توليد الأفكار، بناء النماذج الأولية، والاختبار. وبيّنت كيفية تحويل تحديات المستخدمين إلى فرص عبر أمثلة تطبيقية عملية. كما تم تناول تقنيات العصف الذهني والخرائط الذهنية كوسائل لتوليد وتنظيم الأفكار.
واستعرضت أمثلة تطبيقية وقصص نجاح من الإمارات، كتجربة دائرة الصحة في أبوظبي التي طبّقت دراسة رحلة المريض وتبنت حلولاً رقمية (مثل نظام المواعيد الذكي) ما أدى إلى تحسّن رضا المرضى بنسبة 45%. كما استُعرضت تجربة مؤسسة الإمارات للطيران التي اعتمدت استراتيجية ابتكار عالية الاستثمار والتركيز على تجربة العملاء والتكنولوجيا والاستدامة، ما جعلها من أفضل شركات الطيران عالمياً. وذُكرت أيضاً قصة بنك الإمارات الإسلامي في رحلته الرقمية ونتائجه القابلة للقياس.
وتميّزت الورشة بالطابع التفاعلي عبر تمارين تطبيقية عملية مختلفة لبناء ثقافة الابتكار ووضع خطط عمل شخصية.
ختاماً، أكدت الورشة على أن دمج التغيير والابتكار ليس خياراً، بل ضرورة للبقاء والنمو في بيئات العمل المتغيرة، وأن الاستثمار في الأشخاص والتقنيات وقياس الأثر المرحلي هو مفتاح تحقيق تحولٍ مستدام. واختتم العرض برسالة تحفيزية تنقل أن «التغيير هو القانون الوحيد الثابت في الحياة».