مال وأعمال

وزارة المالية تنظم ملتقى المشاركة الرقمية في القرار الحكومي

دبي ـ الوحدة:

نظمت وزارة المالية اليوم الاثنين، في متحف الاتحاد بدبي، “ملتقى المشاركة الرقمية في القرار الحكومي: شراكة، تفاعل، تأثير”، بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية والدولية، بهدف تسليط الضوء على آليات المشاركة الرقمية كأداة استراتيجية لصناعة السياسات وتحسين الخدمات الحكومية، وتعزيز التكامل بين صناع القرار والمجتمع من خلال أدوات رقمية مبتكرة.
ويأتي تنظيم الملتقى في إطار التزام الوزارة بتعزيز مفاهيم الشراكة الحكومية المجتمعية، وتطوير قنوات تفاعلية مبتكرة تمكّن المجتمع من المساهمة المباشرة في صياغة القرارات والسياسات العامة، بما ينسجم مع رؤية “نحن الإمارات 2031” ومستهدفات “مئوية الإمارات 2071”.
وحضر الملتقى، سعادة يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية، وسعادة المهندس ماجد سلطان المسمار مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وعدد من القيادات الحكومية، كما شهد الملتقى مشاركة واسعة من عدد من الجهات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المحلي من الشباب وكبار المواطنين وأصحاب الهمم.
وقال الخوري، في كلمته الافتتاحية للملتقى، إن الملتقى يمثل منصة استراتيجية تعكس إيمان دولة الإمارات الراسخ بأن إشراك المجتمع في صناعة القرار الحكومي يمثل ركناً أساسياً في تطوير السياسات وصياغة مستقبل الخدمات الحكومية.
وأضاف، أن دولة الإمارات، بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة، وضعت التحول الرقمي كخيار استراتيجي يتجاوز كونه نقلة تقنية، ليشكل تحولاً متكاملاً يعيد بناء العلاقة بين الحكومة والمجتمع، وفي قلب هذا التحول، تأتي المشاركة الرقمية كأداة محورية لصناعة القرار، تُمكّن الأفراد من التعبير عن آرائهم وتطلعاتهم، وتتيح للحكومة الاستفادة من هذه المدخلات في وضع سياسات عامة أكثر تأثيراً واستجابة للواقع.
وأكد ان وزارة المالية تنظر من خلال استراتيجيتها الطموحة إلى المشاركة الرقمية كإحدى أهم الممكنات لتعزيز منظومة صناعة القرار المالي الحكومي على أسس من الشفافية، والكفاءة، والتفاعل المستمر مع مختلف شرائح المجتمع.
وأوضح أن هذا النهج يتكامل مع رؤية “نحن الإمارات 2031” التي تضع الإنسان في قلب التنمية وتؤكد على المشاركة الفاعلة في صياغة المستقبل، ومع “مئوية الإمارات 2071” التي ترسم معالم مستقبل دولة أكثر ابتكاراً واستدامة.
وأفاد بأن تحقيق هذه الرؤى يتطلب تطوير بيئة تشاركية تتيح للمجتمع المساهمة المباشرة في صياغة السياسات والقرارات، عبر أدوات رقمية حديثة تستند إلى الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، بما يحول الرأي العام إلى رؤى عملية قابلة للتنفيذ.
وبين أن التجارب الدولية أثبتت أن الحكومات الأكثر نجاحاً هي التي جعلت المشاركة المجتمعية جزءاً أصيلاً من عملية صناعة القرار الحكومي، وحوّلت البيانات والأفكار إلى سياسات تعزز رضا المجتمع وتزيد من مستوى الثقة المتبادلة، ونحن في دولة الإمارات لا نكتفي بتبني هذه المفاهيم، بل نطمح إلى قيادتها عالمياً، وتقديم نموذج إماراتي رائد يلهم غيرنا، ويضع المشاركة الرقمية في صميم العمل الحكومي.
وأكدت سعادة عائشة يوسف وكيل وزارة تمكين المجتمع، أن هذا الملتقى يمثل خطوة نوعية لترسيخ ثقافة الابتكار وتحويل المعرفة الرقمية إلى ركيزة للتنمية، مشيرةً إلى أن أهميته تكمن في كونه مساحة تجمع الخبرات وتفتح المجال لتبادل الأفكار بما يعزز مكانة الدولة في مضمار التحول الرقمي العالمي.
وأضافت أن دعم وزارة تمكين المجتمع للملتقى يعكس التزامها بتمكين الأفراد والمجتمع من المشاركة الفاعلة وصناعة الأثر، إن الجهود المشتركة بين المؤسسات الوطنية لا تقف عند حدود تبادل التجارب فحسب، بل تُترجم إلى مبادرات ترفع من جاهزية الجميع وتمنحه أدوات مستدامة لمواكبة المستقبل.
وقال سعادة المهندس ماجد سلطان المسمار، إنّ المشاركة الرقمية ليست مجرد أدوات تقنية نستخدمها عند الحاجة، بل هي ثقافة وطنية متجذرة، وعملية متكاملة تبدأ من نشر المعلومات بشفافية، مروراً بالاستشارات العامة الرقمية، وانتهاءً بتحويل نتائج المشاركة إلى سياسات وخدمات قابلة للتنفيذ.
وأوضح أنه من أبرز هذه الجهود، إطلاق منصة “شارك.إمارات” عام 2023، والتي أتاحت منذ انطلاقها أكثر من 1,186 فرصة للمشاركة الرقمية شملت ما يقارب 993 مشورة و149 استطلاع رأي و44 منتدى، وهاكاثون الإمارات، أكبر حدث وطني للابتكار الرقمي، استقطب منذ عام 2018 أكثر من 10 آلاف مشارك قدّموا 494 مشروعاً مبتكراً، أسهم عدد منها في صياغة سياسات أو تطوير خدمات حكومية.
بدوره، أكد سعادة خالد النعيمي، مدير المؤسسة الاتحادية للشباب، أن المشاركة الرقمية تمثل المحرك الأساسي لتمكين الشباب كشركاء فاعلين في صناعة القرار، فالأدوات والمنصات الرقمية توفر مساحات حيوية لعرض الأفكار والرؤى، مما يجعل السياسات الحكومية أقرب إلى تطلعاتهم، ويُعد هذا التحوّل في نمط التواصل مع المجتمع مدخلاً لتفعيل دور الشباب كقوة دافعة للتنمية وبناء مستقبل يعكس طموحات جميع فئات المجتمع.
وأضاف، أن الشباب في دولة الإمارات يحرصون على تحويل التفاعل الرقمي إلى إنجازات ملموسة ومشاريع قابلة للتنفيذ، الأمر الذي يبرهن على التزامهم الحقيقي بالتنمية، وهذا التوجه يجسد رؤية القيادة الرشيدة، التي تؤمن أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل مزدهر ومستدام، وأن دورهم يجب أن يتجاوز المشاركة إلى القيادة الفعلية في عملية التنمية”، مشيراً إلى أن المؤسسة الاتحادية للشباب حريصة على توفير الفرص التي تتيح للشباب الاستفادة من التحول الرقمي في مسارات التمكين، وهذا ما يتجسد في برنامج ’خطوة نحو العمل‘ على منصة جاهز، الذي يُعد مثالاً رائداً لتفعيل الأدوات الرقمية التي تعزز من جاهزية الشباب وبناء المهارات المستقبلية للكوادر الوطنية، وهي جزء من الجهود الرسمية التي تُبيّن أهمية اعتماد الأطر الرقمية في خطط العمل الحكومية.
وشهد الملتقى مداخلة دولية قدمها عبر فيديو مصور فينسينزو أكوارو، رئيس فرع الحكومة الرقمية في الأمم المتحدة، سلطت الضوء على دور المشاركة الرقمية في إعادة تشكيل نماذج الحوكمة الحكومية عالمياً، واستعراض التوجهات والمعايير الدولية ذات العلاقة، مع تقديم إشادة دولية بتجارب الدول الرائدة مثل دولة الإمارات.
وتناول الملتقى ثلاث جلسات رئيسية بدأت بـ “المشاركة الرقمية… من المفهوم للتمكين”، والتي ركزت على المفهوم الشامل للمشاركة الرقمية والتوجهات العالمية الحديثة، وتحدث فيها كل من عزة الجسمي، مدير إدارة الاتصال الحكومي في وزارة المالية، ومنال العفاد، مدير التبني والتمكين الرقمي بالإنابة في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، إلى جانب الدكتور محمد الشامسي مدير إدارة عمليات تقنية المعلومات في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
وناقشت الجلسة الثانية، بعنوان “بين التفاعل الإيجابي وصناعة التأثير”، كيفية ترجمة الأفكار الرقمية إلى قرارات وسياسات ذات أثر حقيقي.
وشارك فيها كل من فاطمة الشيخ، مدير إدارة السياسات والتشريعات الضريبية في وزارة المالية، وليلى البادي مديرة إدارة الاستراتيجية والمستقبل في وزارة تمكين المجتمع، وهادي قبيسي، شريك في قسم الاستشارات الرقمية بشركة برايس ووترهاوس كوبرز.
أما الجلسة الثالثة، بعنوان “نحو مشاركة رقمية فعالة… كبار وشباب”، فجمعت بين ممثلين عن فئة كبار المواطنين من نادي ذخر، وممثل عن الهيئة الاتحادية للشباب.
وركزت الجلسة على إبراز رؤية كلا الفئتين حول بناء شراكة رقمية شاملة، حيث سلط المتحدثون الضوء على تجاربهم الشخصية مع الأدوات الرقمية، وأبرزوا أهم التحديات والمقترحات لتحسين تجربة المشاركة، كما أكدوا على أهمية دمج جميع شرائح المجتمع في عملية صناعة القرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى