مرئيات

محمد المحفف الخاطري.. عاش مع الهجن والنوق الأصايل وحفظ للشعراء والرواة

بقلم /أنور بن حمدان الزعابي  ــ  كاتب وشاعر إماراتي

السيد محمد بن سالم بن مصبح بن عبدالله المحفف الخاطري ،أحد أبناء بادية راس الخيمة المعروفين وأحد أشهر مضمري الهجن ومن العارفين بالسلالات النوادر من الهين الأصايل. عاش في الجري والحمرانية وماجاورها من مواضع البادية في الزمن الماضي مع والده وعشيرته الأقربون من قبيلة الخواطر الكريمة،ولازال يملك الكثير من النوق والابكار الأصايل وبات من الرواد في هذا المجال ويعد أحد من أصحاب الرأي والمشورة فيما يتعلق بالهجن عامة وبهجن السباق خاصة.

قال : عشنا في البادية مع أهلنا متنقلين طلباً للكلا والمراعي للحلال وخاصة للبوش والأغنام حيث كانت حياة البدو تعتمد على الرعي وبيع الحطب والصخام والعمل  في النقل على ظهور المطايا في قوافل الترحال أو مايسمى بالجريات.استقر بنا المقام في بلدة خت وكانت لدينا مزرعة نخيل وثم سكنا في موضع طوي الشيخ.

حتى إقامتنا الحالية في بلدة المقورة البرية.لقد اندمجنا في التطور والتقدم الذي  حظيت به الدوله مع قيام الاتحاد ونظرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان  في إقامة البيوت الشعبية والمدارس والمستشفيات في محل وأماكن البدو الرحل  الذين استقروا في مناطقهم وأقاموا فيها وعاشوا في حياة العلم والتعلم. ونحن

بدورنا كبار السن بقينا على مهنتنا وهي تضمير الهجن وإعدادهن للسباق،أما الشباب فقد توجهوا إلى الجيش والجندية في معاقل وحمى الوطن ، والبعض منهم واصل تعليمه حتى الجامعة وتوظفوا وأصبحوا قياديين في أعمالهم.

اتذكر بعض أبيات الشعر للشاعر الماجدي بن ظاهر يقول فيها:

يـقـول الـمـايـدي أبـيــات شـعــر

طــرى بنيـانـهـا وافـــي الـتـمـام

مثايـلـهـا تــشــوق الـرامـسـيـن

إلـى مـن ظــال ظــول وازدحــام

سقيـت وظــم واردهــا العطـيـن

ظمـايا هـارووا وهـيــه حــيــام

تـفــز إلـهــا قـلــوب الفاهـمـيـن

وخـالـي الـبـال خالـطـه الـمـنـام

إلـى جابـو التجـار خــزوف بــز

جلبـت أجنـاس غالـيـةالمـسـام

جـواهـر جـــوخ لاروم : خـيــار

رقــوم دسلـمـي أو حـمـرشــام

تناعتـهـا الـزبــون لـهــا يـبــون

زمــان الـبـدو يـنـوون المـشـام

وقــفـــوا مـنـتـويــن مـجـنـبـيــن

تــــوارى دونــهــم لالالـ كــتــام

خفاني الشـوق خالفـت الكفـوف

وعانق صبعي الأوسـط ابهامـي

ومـــروا كالسـفـيـن الـعـابــرات

ترس في شرعهن شرتـالـولام

علـى هيـن يحـوز إبـفـوز زيــن

صموت الحجـل معلـول الوشـام

إن ابن ظاهر شاعر فذ عاش في مرحلة صعبة من الحياة البدائية في ربوع الوطن  وخاصة في مواضع ذكرها واختصها بالاسم في إمارة راس الخيمة مثل منطقة الخران التي يتواجد فيها قبره ومنطقة دهان الساحلية في بلدة راس الخيمة القديمة وغيرها من مناطق البلاد.

ويقول عن الهجن أنه عاش معها منذ طفولته وصباه حتى شيخوخته عاش معها وتعايش في طقوسها وخاصة في أيام السباقات في مضمار السوان

الذي يعود تاريخه إلى ماقبل 60 عاماً ونيف والذي أنشأه المغفور  له الشيخ صقر  رحمه الله تعالى وبات مركاض السوان معروفاً في كل مكان من البلاد ومن دول الخليج والدول العربية.وظهروا منه رواد كبار رحمهم الله تعالى مثل عناد بن عبيد  الخاطري وسعيد بن راشد بن سلومه وشاهين بن محمد العواني والحاج المسافري ومن الباقيين حمد بن ضبعون ومصبح بن مايد المسافري وغيرهم من رجالات  الهجن وعشاق المراكيض . للهجن اعتزاز خاص عند من يقتنيها فلا يصبر عنها إن غاب عنها فيعود مشتاقاً مولعاً لرؤياها.وكذلك فإن البوش تعرف صاحبها وتحبه  وتعيش معه في حالة من الود والانسجام.

وأحفظ  بعض أبيات شعر للشاعر الجمري الذي هو من كبار شعراء الإمارات  ويوجهها للفنان الشعبي علي بن روغه وسمعناها في صبانا وشبابنا وفي كبرنا  بصوت ابن روغه حيث يقول هذه الأبيات:

ياعلي إعزف بصوت وغني لي

وأنس فوادي تراني مستهن

كود همي من فوادي ينجلي

أطرب لصوتك وعزفك والحنين

ياعلي لي من عودك رن لي

قلبي تذكر وهيضت الكنين

بي وله حب خـــــــل عدملي

أدعج العينين وضاح الجبين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى