مرئيات

البيانات تلعب دوراً في قياس أثر البلاستيك على البيئة

أبوظبي-الوحدة:
قال جون بولسن رئيس تسويق المحتوى العالمي لدى سيجيت: “لا يمكننا أن ننكر أن البلاستيك اختراع عبقري يتميز بالكثير من المزايا مثل القوة والمرونة وخفة الوزن بفضل تركيبها المكون من سلاسل طويلة من البوليمرات الصنعية، فيُمكن التحكم بها لتأخذ العديد من الأشكال، بدءاً من قرشات الشرب مروراً بعبوات المياه وقطع غيار السيارات وحفاضات الأطفال.
بدأ العالم باستخدام المواد البلاستيكية بشكل جنوني بعد اكتشاف البيكلايت، أول المركبات البلاستيكية الصنعية، في عام 1907. وبحسب الأبحاث التي أجرتها منظمة بيو تشاريتبل تراستس ، ستزداد كمية المواد البلاستيكية التي تتدفق نحو المحيطات سنوياً من 11 إلى 29 مليون طن متري بحلول عام 2040. كما أشار تقريرٌ تم استعراضه خلال فعاليات القمة العالمية للحكومات في شهر فبراير من عام 2019 إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تستهلك 11 مليار كيس بلاستيكي سنوياً، أي ما يُعادل 1,184 كيس بلاستيكي لكل فرد سنوياً مقارنةً مع المتوسط العالمي الذي يبلغ 307 كيس للفرد سنوياً فقط.
وتبيّن لسوء الحظ أنّ الاستخدام المتزايد لهذه المادة متعددة الاستعمالات يتسبب بخسائر فادحة للكوكب. وأسهمت تلك الإحصائيات إلى جانب الصور المحزنة لطيور وثدييات عالقة في المخلفات البلاستيكية -أو حتى تلك التي تتغذى عليها- في تسليط الضوء على حجم المشكلة التي نواجهها.
ولا يقتصر استخدام البيانات على تحديد مكان وحجم المواد البلاستيكية على الكوكب فحسب، بل تدعم أيضاً الآراء التي تدعو إلى الحد من اعتمادنا عليها.
بيانات أماكن وجود المواد البلاستيكية وكمياتها
تقدم منصة TOPIOS لتعقب المواد البلاستيكية في البحار خريطة ثلاثية الأبعاد تستخدِم البيانات لنمذجة مسارات تحرك المخلفات البلاستيكية عبر المحيطات. ويشرف على تنفيذ المشروع السيد إيريك فان سيبيل، عالم المحيطات والمناخ في جامعة أوترخت.
بينما يبحث طالب الدكتوراه في أوترخت أيضاً في سُبل استخدام تعلم الآلة لإدخال بيانات توزع المواد البلاستيكية إلى نماذج منصة TOPIOS. ويتطرق كاندروب إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الوجهة النهائية لغالبية المواد البلاستيكية التي تتدفق نحو المحيطات، إذ يقول: “تُشير بعض التقديرات الأولية إلى تدفق بضع ملايين من الأطنان سنوياً نحو المحيطات؛ ومع ذلك، نجحنا في تحديد أماكن وجود 1% منها فقط في المياه السطحية”.
وتهدف منصة TOPIOS إلى تحديد أماكن وجود الـ 99% المتبقية من خلال نمذجة حركة المواد البلاستيكية عبر المجاري المائية والمحيطات. وتتلخص الغاية النهائية في تحديد كمية المواد البلاستيكية في المياه السطحية وتلك التي استقرت في المياه العميقة وفي قاع البحر والشواطئ وجوف الحيوانات البحرية التي تناولتها.
ويعمل فريق الخبراء في جامعة أوترخت على محاكاة المسارات التي تتخذها المخلفات البلاستيكية باستخدام مزيج من البيانات الميدانية وأنظمة المحاكاة المحيطية عالية الدقة؛ فيطلقون كميات افتراضية من المواد البلاستيكية ضمن النماذج الحاسوبية ويتتبعونها باستخدام أداة لتتبع الجسيمات مفتوحة المصدر تحمل اسم oceanparcels .
توضح لنا منصة TOPIOS المكان الذي تستقر فيه المواد البلاستيكية. بينما يتيح الموقع الإلكتروني غير الربحي Our World in Data الذي أطلقته جامعة أكسفورد بالتعاون مع مختبر جلوبال تشينج داتا لاب الوصول إلى جميع البيانات المتعلقة بالمواد البلاستيكية بشكل مجاني. وتُغطي هذه البيانات مواضيع مثل إنتاج البلاستيك ومعدلات استهلاك كُل قطاع لها وسوء إدارة مخلفاتها.

مستقبل خالٍ من المواد البلاستيكية

تلعب البيانات دوراً فاعلاً في الكشف عن التقدم الذي تحرزه نشاطات الحكومات والشركات والأفراد ومواطن التقصير لديهم.
استعرض تقرير الأمم المتحدة للبيئة لعام 2018 الإجراءات التشريعية التي تعتمدها مختلف الدول للحد من استخدام ثلاثة من أبرز العوامل المسببة للتلوث بالمواد البلاستيكية، وهي الأكياس، والمواد البلاستيكية المعدة للاستخدام الواحد مثل قشات الشرب، والميكروبيدات التي تحتوي عليها منتجات مثل منتجات غسول الوجه والمنظفات.
وأشار المؤلفون إلى وجود توجه كبير نحو حظر الأكياس البلاستيكية، وبأنّ 66% من الدول حول العالم أقرت بالفعل تشريعاتها الخاصة في هذا الصدد. ومن جهة أخرى، كشف التقرير عن أن حظر استخدام الميكروبيدات جارٍ في 8 دول فقط من أصل 192 دولة مدروسة.
ويعتقد كاندروب بأنّ فاعلية التدابير المتخذة مقترنة بتنسيق الجهود وتوجيهها. ويُردف موضحاً بأنّ منصة TOPIOS يمكن أن تُسهم في إيجاد الحلول من خلال مساعدة الأطراف المعنية على معرفة أماكن وجود المخلفات البلاستيكية. فعند التعامل مع المخلفات البلاستيكية التي تغرق بسرعة وتتجمع بالقرب من مصادر التلوث، في الأنهار مثلاً، ينبغي توجيه الجهود نحو تنظيف تلك المواقع بدلاً من عرض المحيط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى