أخبار الوطن

هاني الزبيدي الرئيس التنفيذي لمؤسسة «تحقيق أمنية»: أهدافنا تتواءم مع جهود الدولة في العمل الإنساني والعطاء المتواصل

نحرص على خصوصية أطفالنا ولا ننشر صوراً وأفلاماً إلا بموافقة الأهالي

ـ حققنا أمنية أكثر من 4728 من الأطفال المصابين بأمراض خطيرة

ـ وزعنا 977 صندوقاً لجمع الملابس المستعملة وأكثر من 2000 حصّالة للتبرعات

ـ إدخالنا السعادة والأمل على قلوب 3312 طفلاً وطفلة بالإمارات

حوار ـ علي داوود:

تكريس الجهود في مجال العمل الخيري والإنساني خاصة في قضايا الأطفال ليس بالأمر الساهل و البسيط كونه يتطلب قدراً كبيرا من المسؤولية والصبر والمثابرة، من أجل تحقيق أمنيات الذين يعانون من بعض الأمراض والسعي في كيفية الوصول إليهم من أجل اعادة الأمل والفرح إليهم.
بيد أن تحقيق الأمنيات دائماً يأتي من أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء التي تمتد بالداخل والخارج، حيث أن مؤسسة «تحقيق أمنية» المختصة بمجال العمل الخيري والإنساني الفريد من نوعه كانت واحدة من المؤسسات التي بذلت جهوداً كبيرة وحققت العديد من أمنيات الأطفال الذين كانوا يعانون من بعض الأمراض الخطيرة ، إضافة إلى تحقيق الكثير من الأمنيات.
قدمت المؤسسة أعمالاً إنسانية ملموسة رسمت البسمة والسعادة على وجوه هؤلاء الأطفال وذويهم، جميعها كانت في أجواء انسانية جميلة ولحظات فرح لاتنسى ستبقى دائماً في سجل التاريخ.
حول الكثير من قضايا الأطفال والسعي لتحقيق مثل هذه الأمنيات (الوحدة) أجرت حواراً شاملاً بالخصوص مع هاني الزبيدي ، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «تحقيق أمنية» وخرجنا بالتالي:

بداية حدّثنا عن «تحقيق أمنية»؟

تأسست مؤسسة «تحقيق أمنية» في الإمارات عام 2010، من قبل حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان مستشار رئيس الدولة سمو الشيخة شيخة بنت سيف آل نهيان. وتعد الفرع الأول والوحيد من نوعه في العالم العربي لمؤسسة «تحقيق أمنية» في الولايات المتحدة الأميركية، وهي من أبرز المؤسسات الخيرية التي تعمل في مجال رعاية الأطفال وتمتلك أكثر من 48 فرعاً منتشراً في قارات العالم.
وتعمل المؤسسة بشكل فعال وناشط في الحقل الإنساني من خلال تحقيق أمنيات الأطفال المصابين بأمراض خطيرة تهدد حياتهم بالموت داخل وخارج الإمارات دون تفريق في اللون، الجنس، الدين أو المذهب. وتحاول المؤسسة رسم البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال وتمنحهم الأمل والقوة والفرح في تجربة إنسانية غنية بالقيم والمعاني النبيلة.

أهداف المؤسسة والخدمات التي تقدمها؟

ترتكز استراتيجية المؤسسة الإنسانية وأهدافها الرئيسية على تحقيق الأمنيات وفقاً لأربع فئات: أتمنى أن “أذهب، أقابل، أحصل وأصبح”، مع الحرص على الارتقاء بمستوى الأمنيات، وذلك بهدف إدخال الفرح والسعادة على قلوب الأطفال المرضى ، إضافة إلى زرع الأمل والتفاؤل في نفوسهم لمعرفتنا بالدور الكبير الذي يلعبه تحقيق الأمنية في دعم الحالة النفسية للطفل وعائلته على حد سواء خلال مسيرة العلاج المُضنية. كما تتواءم أهداف المؤسسة مع جهود دولة الإمارات لتتبوأ المركز الأول عالمياً في العطاء المتواصل والجهود الانسانية التي تتمثل في تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة لأطفال العالم داخل الدولة وخارجها.

ما هي أهم المبادرات التي تقومون بها من أجل الأطفال أصحاب الأمراض المزمنة؟

تحفتل مؤسستناعلى الدوام بالعديد من المبادرات والفعاليات بالشراكة والتعاون مع الشركات والمؤسسات الرائدة في مجال المسؤولية المجتمعية، والتي نتمكّن خلالها من تحقيق أمنيات الأطفال من أصحاب الأمراض المزمنة. ونفخر بشراكتنا المُستمرة مع ياس مول خلال احتفالات موسم الأعياد والتي تحفل بالعديد من الترفيه والمرح للكبار والصغار على حد سواء، إضافة إلى السوق التراثي الذي نقيمه في شهر رمضان الكريم سنويا بالشراكة مع أبوظبي مول ومركز المارينا التجاري، والذي لم نتمكن من إقامته هذا العام نظراً للظروف التي فرضتها جائحة كورونا. إضافة إلى حملات جمع التبرعات على وسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع سفراء أمنية من مشاهير مواقع التواصل، مثل حملة “درهم الأمنيات” وحملة “كل يوم أمنية”.
كما أطلقت المؤسسة هذا العام حملة جديدة تحت شعار “نبض الحياة”، والتي تهدف إلى نشر التوعية بأمراض القلب والمساهمة في تحقيق أمنيات الأطفال المرضى. وقد بدأت المؤسسة حملتها خلال أكتوبر الماضي، عبر نشر الرسائل على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إرسال الرسائل النصية المباشرة، لإشراك أفراد المجتمع في تحقيق العديد من أمنيات الأطفال المصابين بأمراض القلب ومدّهم بالأمل والقوة لمحاربة مرضهم.

من أين تتلقون الدعم المادي؟

الحمد لله بأننا نعمل على أرض إمارات الخير والعطاء والمحبة، فأهل الخير والقلوب البيضاء الطيبة كثيرون. ويتم تأمين الموارد المالية اللازمة لتحقيق الأمنيات من خلال تبرعات الأيادي البيضاء للشيوخ الكرام، رجال الأعمال، المؤسسات الخيرية الإنسانية الوطنية وغيرهم من محبي الخير من أفراد المجتمع. ويتم إشراك الجمهور عن طريق إرسال الرسائل النصية القصيرة،حيث يُمكن لإسهاماتهم، حتى إذا كانت بسيطة، تحقيق أمنيات الأطفال المرضى التي يمكن أن تكون آخر أمنيات حياتهم قصيرة الأجل. وفي إطار البحث عن موارد إضافية لتحقيق الأمنيات، قمنا بتوزيع حوالي 977 صندوقاً لجمع الملابس المستعملة لبيعها والاستفادة من ريعها لصالح برامجنا الإنسانية، إضافة إلى أكثر من 2000 حصّالة للتبرعات تم توزيعها داخل المراكز التجارية.

ماهي الحالات المستهدفة ؟

في الواقع يتم اختيار الأطفال لتحقيق أمنياتهم وفقاً لشروط معينة، حيث تم تحديد الأعمار ما بين ما بين 3 ـ 18 عاماً، من المصابين بأمراض خطيرة وفي مراحلها المتقدمة، والتي تشمل مختلف أنواع السرطان، الفشل الكلوي والسكري درجة أولى، الثلاسيميا والصرع الشديد، أمراض القلب وأمراض الدم الحادة، الاضطراب الحاد في الحركات الإرادية، إضافة إلى الأمراض الوراثية المستعصية وأمراض الأعصاب والأورام الخبيثة والأورام الصدرية وأمراض الكبد المزمنة وأمراض النخاع الشوكي. وتتم المتابعة مع المستشفيات المتخصصة لمعرفة الأطفال، والتواصل مع الطفل/ الطفلة شخصيا لمعرفة حلمه وأمنيته بعيداً عن تأثير الأهل.

حدثنا عن خطتكم القادمة؟

حرصنا في إعداد استراتيجية عام 2021 بأن تواكب احتفالات الإمارات باليوبيل الذهبي، التي تشكل احتفاء بالرؤية الحكيمة للقادة المؤسسين، مع دعم جهود القيادة الرشيدة بأن تكون الدولة منصة للعمل الخيري والإنساني في كافة المحافل الإقليمية والعالمية على حد سواء.
وتتضمن الاستراتيجية العديد من المبادرات والفعاليات التي تسهم في دعم جهودنا المبذولة لتحقيق أمنيات الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، إضافة إلى التركيز هذا العام على محورين رئيسيين، الأول: تعزيز حب التطوع في نفوس أفراد المجتمع على أرض الفرص الواعدة التي تحتضن أكثر من 200 جنسية ويعيش فيها الجميع وفق قيم التسامح والاحترام والانفتاح.
ويرتكز المحور الثاني على التوسع في تحقيق الأمنيات، حيث نقوم حالياً بالتواصل مع المستشفيات والجهات ذات العلاقة التي تعالج الأطفال في بعض الدول العربية، إذ نهدف للوصول إلى أطفال العالم العربي المرضى لإسعاد أكبر عدد منهم، جنباً إلى جنب مع المساهمة في نشر قيم الأمل والتسامح والعطاء والخير والانفتاح على العالم واحترام الآخر وتعزيز الأخوة الإنسانية، التي ورثناها من الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، والآباء المؤسسين، وإبراز مبادراتهم الإنسانية التي تزخر بمبادئ المحبة والعطاء والقيم النبيلة محلياً وعالمياً.

ما مدى أهمية إسهامات المتطوعين مع المؤسسة؟

نعتز في مؤسسة «تحقيق أمنية» بجهود كافة المتطوعين معنا الذين نتمكن وعبر دعمهم المتواصل، من نشر رسالة المؤسسة الإنسانية النبيلة، وزيادة تحقيق الأمنيات للأطفال المصابين بأمراض تُهدد حياتهم وإدخال السعادة والأمل في قلوبهم مع عائلاتهم. ويتمثل عمل المتطوعين مع المؤسسة في مسانداتهم الدائمة والمتواصلة وجهودهم الكبيرة المبذولة في العمل دون كلل خلال كافة الفعاليات والمبادرات التي تقوم بها، والتي تُسهم في نجاحها وتحقيق الهدف المرجو منها. ونحن نفتخر بإمكانياتهم وقدراتهم وإسهاماتهم في مد يد العون لتحقيق أمنيات الأطفال المُصابين بأمراض خطيرة تهدد حياتهم بالموت، ومساعدة الكثير من هؤلاء الأطفال، الذين تحرص المؤسسة على خدمتهم ورسم السعادة على محياهم، من خلال تحقيق أمنياتهم بل وإسعاد أسرهم والمحيطين بهم أيضاً.

ماهي الأمنيات التي قدمت في مناطق الحروب؟

بتوجيهات من حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان، الرئيس الفخري لمؤسسة «تحقيق أمنية»، وبدعم ومساعدة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تمكنا من الدخول إلى أرض اليمن لإدخال البهجة والسعادة على قلوب أطفال وعائلات هذا الشعب الشقيق الأمر الذي يعتبر واجبا وطنيا وقوميا بالنسبة لنا. ومن الطبيعي أن يحتاج الأطفال المُصابون بأمراض خطيرة ومستعصية على أرض اليمن الشقيق، إلى المزيد من الأمل والسعادة لمساعدتهم على مواصلة مسيرة العلاج المضنية خاصة مع الظروف التي تعيشها بلادهم، ولمعرفتنا بالدور الكبير الذي يلعبه تحقيق الأمنية في دعم الحالة النفسية للطفل وعائلته على حد سواء.
وقد تنوعت أمنيات الأطفال مابين الحصول على أحدث الأجهزة الإلكترونية المتطورة إلى السفر لأداء العمرة أو زيارة مكان معين، مقابلة المشاهير على الصعيدين المحلي والعالمي، إضافة إلى تحقيق أمنيات بعض الأطفال المرضى بزيارة دولة الإمارات والتعرف على أشهر معالمها السياحية البارزة وغيرها الكثير.

كم عدد الأمنيات التي تحققت منذ النشأة حتى الآن؟

نجحت المؤسسة، منذ انطلاقها في عام 2010، في تحقيق أمنيات أكثر من 4728 طفلا وطفلة ما بين عمر 3 ـ 18 عاما، من المصابين بأمراض خطيرة تهدد حياتهم داخل وخارج الدولة، ينتمون إلى 51 جنسية من مختلف دول العالم. وعبر مسيرتها الحافلة بالإنجازات على مدى السنوات العشر الماضية تمكنت المؤسسة من إدخال السعادة والأمل على قلوب 3312 طفلاً وطفلة داخل دولة الإمارات، إضافة إلى تحقيق 811 أمنية في المملكة الأردنية الهاشمية و605 أمنية في اليمن الشقيق.

البعض يرى أن نشر صور الأطفال الذين تُحقّق أمنياتهم فيه شيء من التشهير واستهلاك للوقت؟

للأسف فهناك الكثيرون الذين يحاولون قتل كل شيء جميل ورائع بتعليقاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام. نحرص في «تحقيق أمنية» على تحقيق الخصوصية لكافة أطفالنا، ولا نقوم بنشر أية صور أو أفلام فيديو عن الأمنيات التي نقوم بتحقيقها إلا بعد الحصول على موافقة الأهل في المقام الأول، ومن ثم الطفل أو الطفلة إذا كانوا في سن مناسبة للتعبير عن رأيهم.
وفي الواقع يأتي نشرنا للصور وأفلام الفيديو كرسالة أمل لجميع الأطفال المرضى داخل وخارج الدولة، بأنهم ليسوا وحيدين خلال رحلة العلاج والمُعاناة من المرض، وأن أمنياتهم وأحلامهم يمكن أن تتحول إلى واقع عند التواصل مع المؤسسة.

مشكلات أو تحديات تواجهكم؟

من المؤكد بأن العمل الخيري يواجه على الدوام العديد من الصعوبات، خاصة المادية منها، حيث يعتمد تحقيق الأمنية على نوعها، والإمكانيات المتاحة لدينا لتحقيقها. فهناك بعض الأمنيات الخاصة بشراء أحدث أنواع الأجهزة الإلكترونية، غرف النوم، صالات الألعاب المنزلية وغيرها الكثير، فضلا عن الأمنيات المرتبطة بلقاء المشاهير والتي تتطلب الكثير من الاتصالات والمراسلات التي تأخذ وقتاً طويلاً لتحقيقها. كما أن الأمنيات المتعلقة بالسفر إلى أماكن محددة تحتاج إلى الكثير من الترتيبات للسفر وإيجاد المصاريف اللازمة، ولكننا في مؤسسة «تحقيق أمنية» سعداء بالتجاوب الكبير الذي نلقاه من كافة الجهات الرسمية والخاصة لتسهيل الإجراءات وتحقيق الأمنيات بأسرع وقت ممكن، خاصة وأنها صادرة عن أطفال تكاد أيامهم في الحياة تكون معدودة.

هل لديكم اتفاقيات مع بعض المؤسسات أو المنظمات بغرض الدعم؟

نفتخر بشراكتنا الناجحة مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، في حملة “رسم البسمة” للسنة الثانية على التوالي، كما تمّ إطلاق كافيه “ميك إيه ويش” في مرسى ميناء زايد بمدينة أبوظبي، بدعم من شركة داناس لاستشارات الأعمال، وذلك امتداداً للشراكة الاستراتيجية القائمة بين مؤسسة «تحقيق أمنية» وموانئ أبوظبي الرامية إلى تعزيز العمل المشترك في مجال المسؤولية المجتمعية.
كما تفتخر المؤسسة بشراكتها الاستراتيجية مع مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، تقديراً لجهودها الكبيرة في دعم استراتيجية المؤسسة الإنسانية النبيلة على مدى 10 سنوات، وتسهيلها مهام المؤسسة في الحصول على بيانات أكثر من 500 طفل وطفلة من المُصابين بأمراض خطيرة تهدد حياتهم لتحقيق أمنياتهم.
وبناء على توجيهات حرم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، الشيخة شيخة بنت سيف بن محمد آل نهيان، الرئيس الفخري لمؤسسة «تحقيق أمنية» ،حرصت المؤسسة منذ مطلع العام الحالي على توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة مع جهات حكومية وخاصة لدعم أعمال المؤسسة مادياً ولوجستياً، والتي كان من أهمها توقيع مذكرات تفاهم مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومؤسسة “حميد بن راشد النعيمي الخيرية” في عجمان، ومع جمعية الشارقة الخيرية، ومؤسسة السويدي لتيسير أعمال المؤسسة ونشر رسالتها الإنسانية النبيلة، والمساهمة في تحقيق المزيد من أمنيات الأطفال المرضى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى