أبوظبي ـ علي داوود:
أعلن رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي أمس الأول عن افتتاح أول معرض افتراضي بعنوان «ليس من، في، على، أو إلى الخط»، والذي سيستمر حتى 10 يوليو المقبل. ويبرز المعرض مفهوما جديدا للفن المعاصر الذي يعتمد على التقنيات الافتراضية ومدى أهميته خاصة في ظل الظروف الناجمة عن فيروس كوفيد ـ 19. وينطلق المعرض تحت إشراف القيمتين الفنيتين مايا أليسون، المدير التنفيذي لرواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي، وعضو هيئة التدريس في الجامعة والفنانة هيذر ديوي – هاغبورغ، ويشمل أربعة تكليفات جديدة وأربعة عشر من الأعمال الفنية الأخرى.
ويضم المعرض أعمالا رقمية الأصل، تتكون من مجموعة مختارة من التكليفات الجديدة والأعمال الفنية لفنانين يستخدمون التكنولوجيا للتعبير عن الذات، ليستعرضوا من خلالها القيود والحريات التي توفرها التكنولوجيا. وتستخدم الفنانة ساو فاي، في عملها الفني الجديد، الواقع المعزز لإنشاء صديق وهمي ليتفاعل مع ابنها في الواقع. وتواصل لي بلالوك سلسلة “يوميات سايبورغ” حيث جلبت الشخصية الهجينة بين الإنسان والآلة إلى زمن كوفيد – 19. وتستكشف آدي واغنيكت برنامجا تعليميا حول الماكياج عبر منصة اليوتيوب لتستخدمه لتعليم الأمن السيبراني بطريقة سلسة وممتعة، مع تركيز خاص على الأحداث التي حصلت في الولايات المتحدة مؤخرا.
وسيتمكن الزوار من استخدام شاشة اللمس الخاصة بهواتفهم الذكية للانتقال بين الأعمال الفنية، عبر سلسلة من المسارات المتشعبة.
وقالت آلاء إدريس ، مساعد قسم المطبوعات رئيس قسم المطبوعات والتربية المتحفية في رواق الفن في جامعة نيويوك أبوظبي لـ (الوحدة) ، تشارك الفنانة صوفيا الماريا بعمل واحد في المعرض بعنوان “المستقبل كان صحراء”. العمل تم إنتاجه في عام 2016.
تُعرف الفنانة الماريا بأعمالها التي تتخذ من الممارسات الرقمية وسيطا للتفاعُل مع تجاربها الشخصية في منطقة الخليج العربي. وتجدر الإشارة إلى صياغة الماريا لمفهوم «المستقبلية الخليجية»، والذي تصفه على أنه «مجموعة محددة جدا من الأفكار حول التطور الزمني مذهل السرعة للحياة في منطقة الخليج، وانتقالها من حقبة ما قبل الزراعة إلى الرأسمالية المفرطة». وفي هذا العمل، ومن خلال عدسة مؤلف الخيال العلمي، تنظر الماريا في المقاييس الزمنية (ما بين تلك الجيولوجية والبشرية)، لتربط ما بين صحاري اليوم وبين صورٍ لكوكب مستقبلي قد يتحوّل برّمته إلى صحراء قاحلة وجرداء.
وقالت مايا أليسون، المدير التنفيذي لرواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي نحن فخورون بتقديم جولة افتراضية لمعرضنا، حيث نظمت مريم الحمرا معرضا لمنحوتات من متحف في واقع بديل. وبالإضافة إلى هذه التكليفات الجديدة، يشمل المعرض أعمال فنية لكل من صوفيا الماريا، وزاك بلاس، وإيفا وفرانكو ماتيس، وميشا كارديناس، والثلاثي رامين حائري زاده وروكني حائري زاده وحسام رحمانيان، حيث يخوضون رحلة الكشف عن أسرار كيفية إنشاء الهويات والتاريخ وإمكانية تحويلها أو اختراعها.
وأضافت مايا أليسون عندما بدأنا عملية تنظيم المعرض تساءلنا ما هو المعرض الافتراضي؟ كيف يمكن أن يكون؟ وما هي عناصره؟ قبل الجائحة، جمعت المعارض الزوار جسديا، ليكونوا محاطين بالفن ومنغمسين فيه. وأما الفن الرقمي، فهو لا يدخل قاعة العرض المادية بسهولة، حيث يعيش دائما خلف شاشة الكمبيوتر، ويمكن لنا أن نسميه “المظهر الافتراضي” للشكل الأصلي للعمل الفني الرقمي. وفي وقتنا هذا، غالبا ما نحمل تلك الشاشة وذلك العالم الرقمي في راحة أيدينا، حيث كان الهاتف الذكي امتدادا لأجسامنا قبل الوباء، بطريقة أو بأخرى، وقمنا بتطوير أنفسنا لمواكبة التكنولوجيا الجديدة. ومن خلال هذه الأعمال، يتخذ كل فنان على عاتقه عرض المفاهيم الجديدة التي تركز على تقرير مصيرنا وما ينتج عن التكنولوجيا من قيود وحريات.
وقالت القيّمة الفنية هيذر ديوي – هاغبورغ بدلا من اللجوء إلى قائمة من الروابط أو سلسلة من الشاشات، أو عرض ثلاثي الأبعاد، تم تصميم وتنظيم هذا المعرض على شكل سلسلة من المسارات المتشعبة من خلال الأعمال الفنية الرقمية الأصل لضمان تجربة فريدة لكل زائر. وقد تم استيحاء هذا الهيكل من الأعمال والمفاهيم السابقة مثل: مفهوم الحديقة المتشعبة لبورخيس، وعمل دولوز وغوتاري الفلسفي للجذمور، حيث تتحدث هذه المفاهيم عن رؤى زمان سابق، عندما كان الإنترنت جديدا وبدا للبعض مليئا بالإمكانيات.
وأضافت قد تقوم هذه الأعمال الفنية وتجربتنا في تنظيم هذا المعرض، بإعادة النظر، والسعي وراء التكنولوجيا التي توفرت لنا في الماضي حيث كان لها دور كبير في تشكيل تجربتنا في الحاضر، والتي تناسب العديد من الفنانين، حيث يعيدون تشكيلها كوسيلة لتقديم رؤية لماضي التكنولوجيا وحاضرها من خلال عيون وزوايا مختلفة.