رئيس جامعة دبي:وصول مسبار الأمل إلى كوكب المريخ نقلة حضارية وإنجاز تاريخي

دبي-الوحدة:
توجه الدكتور عيسى البستكي رئيس جامعة دبي بالتهنئة إلى أصحاب السمو حكام الإمارات وشعب دولة الإمارات والشعوب العربية بالإنجاز التاريخي الذي تحقق بإنجاز العديد من مراحل مسبار الأمل ووصوله إلى مدار كوكب المريخ والذي يمثل نقلة حضارية هائلة.
وقال إن الكوكب الأحمر كوكب مهم للدراسات العلمية نظرا لتشابهه مع كوكب الأرض ومن هذه الدراسات سنتعرف على أسباب تحول كوكب المريخ إلى هذه الحالة من رقة الغلاف الجوي وهل هذا الوضع سينطبق على كوكبنا إضافة إلى أن هذه الدراسات والاستكشافات ستضيف إلى العلوم الإنسانية علوما تساعدنا على فهم كوكب المريخ وعلى إمكانية استخدامها كمستوطنات لسكان الأرض.

وهنا تحققت رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” باني نهضة هذا الوطن لتحقيق التقدم العلمي المبني على أساس متين من جامعات وطنية ترفد المجتمع بالعلوم والخريجين ورأس المال البشري.. فكان التعليم من أولويات استراتيجية الدولة منذ نشأتها لاستباق الزمن والارتقاء بالمجتمع إلى مصاف الدول المتقدمة.. وجامعة دبي تساهم في هذا الدور من خلال تخريج كوادر قادرة على تحقيق هذه الرؤى وكذلك تقديم خدمة البحث العلمي التطبيقي للدولة ونتاج هذه المساعي هو تأسيس الدولة مراكز بحثية تخدم هذه الأهداف الإستراتيجية، وأثمر التعاون بين جامعة دبي من خلال مختبر بحوث الفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء عن إنجاز 20 مشروعا بحثيا تساهم في تطوير مجال الفضاء في المركز.

وأشار إلى أن الفضاء والفلك شغف وعلم منذ القدم عند العرب والمسلمين ولذلك برعوا في علوم الفلك حتى أصبحوا روادا في القرون الماضية وبداية من صدر الإسلام ولكن بعد غياب العلوم والعلماء العرب من الساحة العالمية بدأت دولة الإمارات تشق طريقها إلى الفضاء لكي تتحدى العالم وتثبت أن العرب والمسلمين قادرون على اختراق الفضاء بعقولهم وعلومهم وشبابهم ومن هنا جاء دور ريادة الإمارات في تحقيق حلم كل عربي يريد أن يكتشف الفضاء بالعقول العربية … وبدأت الدولة مسيرتها بإطلاق أقمار اصطناعية من صناعة إماراتية إلى الفضاء وهي دبي سات 1 ودبي سات 2 وخليفة سات ثم انتقلت إلى مرحلة استكشاف الفضاء بروادها الذي تحقق بوصول هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي إلى المحطة الفضائية وهذه كانت البداية لانطلاقة واسعة لتخطي كل التحديات العلمية والإنسانية.

وأكد أن آمال العرب والمسلمين تحلقت عاليا بمسبار الأمل ليخوض أقطار السماوات والفضاء الشاسع حتى يصل إلى المريخ أو الكوكب الأحمر .. هذه الرحلة هي علمية بحتة قام بها علماء إماراتيون وبتصميم إماراتي لتحقق الاستراتيجية الوطنية للابتكار التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في اكتوبر عام 2014 والتي تهدف إلى تحقيق الابتكار في سبعة قطاعات ويعتبر قطاع الفضاء أحد أهم هذه القطاعات، وانطلاقا من رؤية قيادتنا الرشيدة وتحقيقا لأهداف هذه الاستراتيجية اهتمت القيادة بالأفكار الابتكارية لترتقي بجودة الحياة للمجتمع الإماراتي والتي ترتكز على عناصر رئيسة للابتكار أهمها رأس المال البشري، والمعرفة والتكنولوجيا، والتمويل والاستثمار، والبنية التحتية، والبيئة التنافسية، والمؤسسات والبيئة التنظيمية، والمنتجات والخدمات الابتكارية.

وأضاف أنه كان من الضروري الاهتمام بهذه العناصر في قطاع الفضاء واستكشاف ما بعد كوكب الأرض وكان ذلك مقصورا على الدول المتقدمة فقط، ولذلك كان من المنطقي أن تبدأ الدولة مرحلة جديدة لاستكشاف الفضاء وملحقاته لتكون ممثلة للعرب والمسلمين في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
وانطلاقا من هذا المبدأ وتحقيقا للاقتصاد المستدام ما بعد النفط أخذت الدولة على عاتقها تنويع مصادر الدخل وتحقيق اقتصاد مستدام يساند مصدر النفط كدخل استراتيجي للدولة، وفي هذا الإطار سعت الدولة لتحقيق مبدأ إنتاج المعرفة وصناعة المنتجات المتطورة محليا وبيعها عالميا.