الرياض-(د ب أ):
أكدت مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة السعودية الرياض، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن اتصالات جرت خلال اليومين الماضيين بين الرياض وباريس أثمرت عن اتفاق بين الجانبين على تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي كان يعتزم القيام بها للمملكة منتصف الشهر الحالي إلى الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس.
ويأتي التأجيل بهدف مواكبة نتائج مستجدات الجهود الفرنسية على صعيد المشاورات مع الدول المعنية بالملف النووي الإيراني والمبادرة الفرنسية بشأن لبنان إلى جانب بحث آفاق التعاون العسكري بين البلدين وتطورات الوضع على الساحة اليمنية.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي خلال الزيارة بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
ودعا الرئيس الفرنسي مؤخرا إلى ضم السعودية لاتفاق الدول الكبرى مع طهران بشأن برنامجها النووي، وقال إن “التفاوض مع إيران سيكون متشددا جدا وسيُطلب منها ضم شركائنا في المنطقة إلى الاتفاق النووي ومن ضمنهم السعودية”، مؤكداً ضرورة “عدم ارتكاب خطأ 2015 عندما استبعد الاتفاق النووي القوى الإقليمية”.
إلا أن إيران رفضت دعوة ماكرون وقالت على لسان المتحدث باسم خارجيتها سعيد خطيب زاده إن الاتفاق “متعدد الأطراف، وقد جرت المصادقة عليه عبر القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي وعليه فإنه غير قابل للتفاوض من جديد إطلاقا، كما أن أطرافه محددون ولا يمكن تغييرهم”.
وقبل شهور فوضت الحكومة السعودية وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بالتباحث مع الحكومة الفرنسية بخصوص تشكيل مجلس شراكة استراتيجي سعودي-فرنسي.
ولا تقتصر العلاقات الثنائية بين السعودية وفرنسا على الجانب السياسي والعسكري فحسب، بل تمتد لتشمل التعاون العلمي والاقتصادي والصحي والثقافي.
وأكدت المصادر أن”الجانب السعودي سيطلع نظيره الفرنسي على آخر المستجدات على الساحة اليمنية مدعومة بمعلومات استخباراتية تؤكد استمرار التدخل الإيراني من خلال تهريب الأسلحة والذخائر وإرسال خبراء عسكريين إلى جماعة الحوثيين الأمر الذي يتسبب في استمرار الأزمة اليمنية”.
وقالت المصادر إن محادثات الطرفين ستتناول أيضا الجهود لإنجاح المبادرة الفرنسية بشأن لبنان وأهمية الدعم السعودي لها لإخراج لبنان من أزمته والدفع بتشكيل حكومته “بعيدا عن الإملاءات الإقليمية والمصالح الحزبية من خلال التناحر على الحصص الحكومية”، لافتة إلى نداء ماكرون الذي وجهه إلى القيادة السعودية مؤخرا بأن “لا تتخلى عن لبنان وتتركه لمصيره”.
ويتوقع أن تستمر زيارة ماكرون إلى السعودية ليومين.