وام / أكد ممثلو الحكومات والأوساط الأكاديمية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني التزامهم بتعزيز فرص العلاج من فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم في المنطقة العربية عبر الالتزام بتحسين فرص إجراء الفحوصات الطبية والحصول على اللقاحات وذلك بهدف تحقيق الاستراتيجية العالمية للقضاء على سرطان عنق الرحم والتي أطلقتها منظمة الصحة العالمية من خلال تنفيذ الأهداف الإنمائية العالمية بحلول العام 2030.
جاء ذلك في ختام أعمال الدورة الثانية من المنتدى الإقليمي حول سرطان عنق الرحم الذي نظمته “جمعية أصدقاء مرضى السرطان” مؤخرا في الشارقة – عن بعد تحت رعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي المؤسس والرئيس الفخري لجمعية أصدقاء مرضى السرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال /UICC/ بالتعاون مع “صندوق الأمم المتحدة للسكان” تحت عنوان /تسريع جهود مكافحة فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم/.
وتماشياً مع الدعوة التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية للعمل من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم أصدر المشاركون في ختام المنتدى /إعلان الشارقة لسرطان عنق الرحم – الدورة الثانية 2021 / والمتضمن تعهد المشاركين بالتزامهم تجاه صحة ورفاه الفتيات والنساء على مستوى العالم وتخفيف الأعباء المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم في المنطقة العربية والاستفادة من المساعي الجماعية في العالم لمنع تسبب سرطان عنق الرحم بالوفاة وذلك في غضون جيل واحد.
ويأتي الإعلان استناداً إلى نجاح إعلان الشارقة منذ الدورة الأولى عام 2019 وحتى الآن وكجزء من الالتزام العالمي بتنفيذ الاستراتيجية العالمية بشأن صحة المرأة والطفل والمراهق 2016-2030 والتزامات قمة نيروبي بشأن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ICPD@25.
وتعهد إعلان الشارقة بنسختة الثانية بالدعوة إلى إطلاق استراتيجيات إقليمية ووطنية حول سرطان عنق الرحم تتماشى مع المبادرات العالمية مع مراعاة القدرات الوطنية لضمان تنفيذها في كل دولة على حدة وتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والمنظمات العالمية لتحسين قدرتها على مكافحة سرطان عنق الرحم وتنفيذ برنامج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري على الصعيد الوطني برغم حالات الطوارئ الصحية الحالية والمستقبلية الى جانب التزم الإعلان بالاستثمار في جمع البيانات بشكلٍ أفضل وتحليلها واستخدامها لاتخاذ القرارات المستندة إلى الأدلة وتحديد ومعالجة أوجه عدم المساواة الحالية المتعلقة بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري واكتشاف سرطان عنق الرحم وعلاجه وتأييد وضع إطار عمل قوي لرصد التقدم المحرز في تنفيذ برامج لقاح فيروس الورم الحليمي البشري للقضاء على سرطان عنق الرحم.
وتستجيب هذه المخرجات للتحديات التي يواجهها العالم في ما يتعلق بسرطان عنق الرحم باعتباره من الأورام النسائية الخبيثة الشائعة التي تصيب السيدات في صمت وبدون أي أعراض أو علامات كما يصنف على أنه السبب السابع لوفيات السرطان لدى النساء في دولة الإمارات العربية المتحدة نظراً لاكتشاف المرض في المراحل المتأخرة ما يصعب علاجها إذ تعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشرى أحد أهم أسباب الإصابة به والذي يؤثر أيضاً على بعض الأجهزة الأخرى ويتسبب في وجود خلايا غير طبيعية بالأعضاء التناسلية والشرج والفم والجهاز التنفسي العلوي وبالإضافة إلى ذلك فإن الوضع الصحي الذي يشهده العالم منذ العام الماضي نتيجة انتشار فيروس كوفيد 19 يضاعف من خطورة المرض.
وأظهرت الاستجابة لجائحة فيروس كورونا /كوفيد-19/ كيف كانت كثير من الحكومات قادرة سريعاً على تخصيص الموارد لشراء وتوزيع لقاحات فيروس كورونا /كوفيد-19/ حيث يمكن استخلاص الدروس من الشراء والتخزين والتوزيع والإمداد وتعبئة المجتمع والتي يمكن تنفيذها في نشر لقاح فيروس الورم الحليمي البشري.
وتتمثل الأهداف الإنمائية العالمية التي يدعمها إعلان الشارقة حول سرطان عنق الرحم في حصول 90 بالمائة من الفتيات على التطعيم الكامل ضد فيروس الورم الحليمي البشري ببلوغهن 15 عاماً من العمر وخضوع 70 بالمائة من النساء للفحص المبكر باستخدام اختبار رفيع الأداء ببلوغهن 35 عاماً ومرة أخرى ببلوغهن 45 عاماً من العمر وعلاج 90 بالمائة من النساء اللاتي تُكتشف إصابتهن بمرض عنق الرحم /حصول 90 بالمائة من المصابات بالآفات السابقة للتسرطن على العلاج، وخضوع 90 بالمائة من المصابات بالسرطان الغزوي للتدبير العلاجي/.
والجدير باذكرأن المنتدى في دورته الثانية ضم أكثر من 35 خبيراً ومتخصصاً في الرعاية الصحيّة وصنّاع قرار من 11 دولة عربية وأجنبية ناقشوا سبل دعم وتعزيز جهود إمارة الشارقة للحد من المعاناة الناجمة عن هذا النوع من المرض بالإضافة إلى وضع الخطط والآليات التي من شأنها أن تتيح لشريحة أكبر من المجتمع الوصول إلى الخدمات الصحيّة والإرشادية للحد من الإصابة بالمرض.
يشار إلى أن سرطان عنق الرحم يعد أحد أشكال السرطان التي يمكن الوقاية منها وعلاجها طالما تم اكتشافه مبكراً وأخذت التدابير العلاجية بفعالية وتعتبر زيادة فرص الحصول على الأدوات الأساسية للوقاية والكشف المبكر والتشخيص والعلاج أمورا بالغة الأهمية من أجل اتباع نهج شامل لمكافحة المرض مع التأكيد على ضرورة توسيع نطاق الجهود العالمية وصولاً إلى المنطقة العربية وعالم خالٍ من حالات الوفاة الناجمة عن سرطان عنق الرحم من خلال العمل على زيادة التدابير المنسقة والإرادة السياسية عن طريق دمج طرق جديدة للفحص واختيار المتابعة المناسبة للحالة/ وللتشخيص ضمن برنامج منظم أثناء الأزمة لضمان المساواة وإمكانية الحصول على الرعاية المتعلقة بسرطان عنق الرحم على نحوٍ سليم.