مسيحيو العراق: بابا الفاتيكان سوف “يجلب السلام” للبلاد

بغداد-(د ب أ):
رغم الزيادة في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في العراق، والقيود الجديدة المفروضة على حرية التنقل، تسود البلاد روح معنوية مرتفعة مع اقتراب وصول بابا الفاتيكان فرنسيس الأول إلى بغداد بعد غد الجمعة في أول زيارة له للعراق.

وشهدت الاستعدادات للزيارة البابوية، على مدار أشهر، طلاء جدران الكنائس -التي غشاها اللون الأسود ذات يوم جراء هجمات تنظيم داعش- وتزيينها ورصف الطرق ورفع الأعلام البابوية.

ومن المقرر أن يتنقل البابا /84 عاما/ في أنحاء العراق للقاء مسيحيي البلاد، وشخصيات سياسية ودينية. ويشمل ذلك لقاء في مدينة النجف مع الزعيم الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني.

وقال البابا لوكالة “كاثوليك نيوز” الإخبارية الشهر الماضي: “سوف يرون البابا موجودا في بلادهم … إنني راعي الناس الذين يعانون”.

ويأمل يحيى ورتان حكين /28 عاما/ ، المولود في بغداد، أن تمهد الزيارة الطريق لعراق أكثر سلاما، وهو أمل يراود كثيرا من المسيحيين في البلاد.

وقال حكين: “البابا رجل سلام، وسوف يجلب السلام إلى البلاد والمنطقة وسوف يباركنا في صلاته”.

ومن المقرر خلال الزيارة التي تستمر أربعة أيام، أن يذهب البابا إلى سهول نينوى، حيث قُتل الآلاف، ونزح مئات الآلاف في عام 2014، بسبب تنظيم داعش المتطرف.

ومر سبعة أعوام منذ ذلك الحين، ولم يعد الكثير منهم به إلى ديارهم.

وقال بشار وردة، رئيس أساقفة أربيل في إقليم كردستان العراق: “دُمِّرتْ بعض المنازل تماما”.

وأضاف: “نحن شعب يؤمن بالأمل … ولكن التمتع بحياة كريمة دائما ما يمثل تحديا كبيرا لنا”.

وسيزور البابا فرنسيس مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى، قبل أن يتوجه إلى بلدة قرقوش المسيحية، شمالي العراق.

وكانت قرقوش، التي تقع على مسافة حوالي 30 كيلومترا شرق الموصل، موطنا لمجتمع مسيحي كبير حتى دمرت هجمات داعش المكان وأجبرت الناس على الفرار.

ورغم ذلك، يرى البعض أن الزيارة جاءت متأخرة بعض الوقت.

كان نورس صباح ويليام /28 عاما/ ضمن 60 من الناجين من هجوم وقع في عام 2010 على كنيسة سيدة النجاة في العاصمة بغداد، حيث قتل 58 شخصا على يد مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة، في واحدة من أسوأ المذابح التي تعرض لها مسيحيو العراق. ومنذ ذلك الحين، كان ويليام يأمل في زيارة بابوية.

وسوف تكون الكنيسة إحدى محطات توقف البابا في أول أيام زيارته للعراق.

وقال ويليام لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “مر 11 عاما على الحادث، نقدر الزيارة، لكنها متأخرة بعض الشيء”.

وتراجع عدد المسيحيين في العراق بشكل كبير، من أكثر من مليون إلى ما يقدر بـ 250 ألفا، بعد سنوات من الحرب والاضطهاد الديني والتدهور الاقتصادي الحاد.

وقال رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، الكاردينال العراقي لويس رافائيل ساكو، لوكالة الأنباء الألمانية: “إنها لحظة صعبة للغاية. سوف تكون زيارة البابا ذات مغزى بسبب الوضع الذي نحن فيه… لا نعيش وضعا طبيعيا، ولذلك، فنحن متأثرون كثيرا بهذه الزيارة”.

وكان وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي حسن ناظم قد وصف الزيارة المرتقبة لبابا الفاتيكان بأنها محطة لحوار الأديان في مدينة أور التاريخية، مؤكدا أنها ستكون فرصة للقاء الأديان العراقية هناك من مسلمين ومسيحيين وصابئة مندائيين وأيزيديين.
وقال الوزير للصحفيين هذا الأسبوع:”سوف يحل قداسة البابا فرنسيس في بغداد في الخامس من الشهر الجاري، وستكون له لقاءات مع النخب السياسية والاجتماعية وأرباب الحوار ورجال الدين وناشطي المجتمع المدني، وسيكون له حضور منتظر في مدينة أور الأثرية بمحافظة ذي قار”.
وأعلنت العمليات المشتركة في العراق يوم 24 شباط/فبراير عن وضع خطة لتأمين زيارة بابا الفاتيكان. ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن الناطق باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي قوله إن “قيادة العمليات المشتركة بالتعاون مع مكتب القائد العام، باشرت بوضع خطة لزيارة بابا الفاتيكان”، مبينا أن “الخطة تتضمن جدول الزيارات والتنقل والإعلام”.

وأضاف المتحدث: “زيارة بابا الفاتيكان مهمة للعراقيين ودليل على نشر المحبة والسلام والانتصار على الإرهاب وستنقل صورة مهمة إلى العالم الخارجي”، مشيرا إلى أن “القيادات المسلحة والعمليات المشتركة باشرت بعمليات استباقية وستقوم بعمليات أخرى قبل واثناء الزيارة”.

وقام وفد من الفاتيكان بزيارات ميدانية لمحافظتي النجف وذي قار الشهر الماضي، تمهيدا لزيارة البابا، ولوضع برنامج متكامل لزيارة المدينتين. ومن المقرر إقامة قداس كبير في بغداد ونينوى وإقليم كردستان خلال الزيارة التاريخية.