تطوير المرأة قيادياً .. “النساء شقائق الرجال”

بقلم/ دكتورة فاطمة محمد خميس

يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس من كل عام، وهذه مناسبة تُسلّط المجتمعات الضوء فيها على إنجازات المرأة في مجالاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتقدير دورها المتميز في دعم مسيرة التقدم في أوطانها والعالم كافة. ولعلنا هنا في دولة الإمارات نشهد يوما بعد يوم تألق المرأة الإماراتية القيادي في كافة ميادين العمل وفق ثوابتها الثقافية الخاصة ووفق قاعدة شرعية أصيلة خاصة بمجتمعنا وهي أن “النساء شقائق الرجال”. بمعنى أن المرأة شقيقة الرجل في كل الأمور إلا ما استثناه الشرع بحكمته ولطبيعتهما المختلفة. وهي قاعدة أصبحت تستدركها بعض الدراسات الغربية الحديثة لا سيما تلك التي تختص بتطوير الفرص القيادية للمرأة. فنتائج هذه الدراسات أصبحت تؤكد أن هناك حاجة لعمل الجنسين بشكل تكاملي لتميّز كل منهما بمهارات قيادية متباينة.
وتتضمن هذه النتائج أيضاً أن تأطير الأدوار المهنية للرجل والمرأة بشكل تنافسي قد يعزز المقارنة السلبية بينهما. كأن يتم تصور أي شكل من أشكال التراجع الوظيفي للمرأة إلى عوامل كعدم المساواة بينها وبين الرجل أو هيمنة السمات الذكورية للقيادة على ديناميكيات العمل. ويأثّر ذلك بالتالي على دراسة العوامل الحقيقية للتراجع وفرص معالجتها. ومما قد يترتب على ذلك أيضا تضاعف الإحساس بالظلم الوظيفي لدى المرأة العاملة واتساع الهوة بينها وبين زميلها الرجل. وهذه سلبية تفادتها رؤية قيادة الإمارات في مشروعها لتمكين المرأة قيادياً، فلم تضطر المرأة الإماراتية لخوض غمار تحدي الرجل لتثبت جدارتها قياديا كما يحدث في مجتمعات أخرى والذي يتسبب في هدر موارد بشرية وفكرية ومادية.
ولا تأتي هذه المقارنة بيننا وبين المجتمعات الأخرى من باب المفاضلة فلا شك أن المرأة في الغرب مثلاً لها تجاربها المميزة في كثير من المجالات ونحن كمجتمعات نتطلع إلى مشاركة تجاربنا مع الثقافات الأخرى والتعرف على تجاربهم وما يختلفون به عنا من علوم وخبرات. وإنما المقصود من هذه المقارنة تعزيز دراسات “القيادة عبر الثقافات” لفهم ديناميكيات القيادة بشمولية أكبر. حيث يتزايد اهتمام خبراء القيادة في هذا المجال البحثي عبر طرح أسئلة أساسية مثل: كيف تتفاوت ممارسات صنع القرار الإداري وأنماط القيادة في الثقافات المختلفة؟ وهل بعض أبعاد القيادة مرتبطة عالميا بينما البعض الآخر مرتبط ثقافيا؟ ولعل إنجازات وخبرات دولة الإمارات تشكل رافداً مهما في تقديم بعض الإجابات الملهمة.

fmka@diwanlrc.com