يشكل موسم “تنبيت” النخيل في واحات العين السبع أحد مظاهر بشائر الخير والأصالة والبهجة الراسخة في نفوس المواطنين لما له من قيمة تاريخية وتراثية تجسد عراقة الإنسان الإماراتي وإرثه الغني.
ويبدأ موسم تنبيت النخيل “التلقيح” بواحات العين التي تضم أكثر من 187 ألف شجرة نخيل خلال الفترة من 20 يناير إلى 15 مارس من كل عام وذلك مع انتهاء فصل الشتاء وقبل ارتفاع درجات الحرارة حيث تستمر عملية تنبيت النخيل بجميع مراحلها بالواحات ما يقارب ثلاثة شهور.
ويعد موسم ” تنبيت” النخيل في واحات العين التي تضم أجود أنواع وأصناف النخيل أهم عملية في خدمة شجر النخيل التي تعتمد عليها حجم وجودة الإنتاج في حين تؤدي الأخطاء في هذه العملية إلى الفقدان النوعي للثمرة لا سيما ارتفاع درجات الحرارة التي تفسد عملية “التنبيت”.
من جانبه قال مبارك عجلان العميمي رئيس قسم الأفلاج والواحات ببلدية مدينة العين في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”.. إن بلدية مدينة العين تواصل جهودها في التواصل الدائم مع ملاك النخيل لحثهم على الاهتمام بشجر النخيل وتقديم الإرشادات في موسم النبات والحصاد والمتابعة الدائمة لكل ما يخص واحات العين للحفاظ على هذا الإرث التراثي والثقافي والتاريخي واستدامته.
وأضاف إن عملية “تنبيت” النخيل تتم وفق كميات محددة من النبات حسب حاجة كل صنف ونوعه حيث يتطلب كل نوع من أنواع النخيل كمية نبات مختلفة عن الأخرى مضيفا أن عملية التنبيت تتمثل في نقل حبوب اللقاح من الأزهار الذكرية إلى الأزهار الأنثوية.
وأشار إلى أن المواطنين يحرصون على “تنبيت” النخيل بطريقة يدوية رغم وجود أساليب حديثة وسريعة وذلك نظرا لخبرتهم في معرفة حبوب اللقاح المناسبة وتقدير الكمية المطلوبة مع الاهتمام بشجرة النخيل خلال الفترة التي تلي “التلقيح” من أجل الحصول على إنتاج متميز.
وأوضح العميمي أن عملية إنبات النخيل تبدأ بإحضار النبات ومن ثم فتحه وتعديله وتجفيفه إضافة إلى تنظيف النخلة من المخلفات ليبدأ المزارع بعدها بتنبيت شجر النخيل وعند فتح عذوق النخل يتم التعرف إلى حاجتها للتلقيح ويكون ذلك في الأيام الأولى من موسم الشتاء.
وقال أنه يتم تقسيم “الشماريخ” الداخلية التي تحمل حبوب اللقاح إلى أجزاء صغيرة لوضعها في وسط العذوق حسب حاجة النخلة فتزيد أو تقل الكمية حسب نوع النخلة فيما يتم تغطيتها بأجزاء من الليف وربطها من الأسفل والأعلى بالخوص بصورة خفيفة حتى يفتح من جراء نفسه حينما يكبر العذق ويمتلئ بحبات الرطب.
وأكد أن عملية “تنبيت” النخيل تتم عن طريق الأيدي حيث تعمل بلدية مدينة العين ممثلة في مراقبين الواحات بمتابعة أعمال “تنبيت” النخيل وتقديم الإرشادات للمواطنين أثناء تنفيذ أعمال التنبيت.
وأشار إلى أن التخفيف عن النخلة بقص “عذوقها” والتي تصل في بعض الأحيان إلى ثلاثين “عذقاً” يؤثر على حجم حبات الرطب فكلما كانت الأعداد كبيرة قل حجم حباتها لذلك يوجه المهتمين دائماً بالتخلص من الأعداد الزائدة بقطعها وترك ما يقارب من 7 عذوق في النخلة الواحدة وخاصة في الأصناف المشهورة.
وأضاف إن بلدية مدينة العين توفر الرعاية والاهتمام لملاك مزارع النخيل من خلال المتابعة الدورية لأعمال الري والوقاية إذ تعد أنواع “الخلاص والفرض والخنيزي وبومعان وجبري والنغال والبقول” من أشهر الأصناف التي تضمها مزارع النخيل في واحات مدينة العين.
المصدر-وام