رياضة الإمارات .. نحو 50 عاماً من التميز للوصول إلى “الرقم واحد”

أبطال آسيا والعالم : "عام الخمسين" مصدر إلهام للإبداع وحصد الألقاب الأولمبية

مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” عام 2021 في دولة الإمارات ” عام الخمسين “، احتفاء بالذكرى الـ 50 لتأسيس الدولة، تتسابق كل القطاعات والمؤسسات في استذكار 50 عاما مضت من العطاء والإنجازات، لاستشراف 50 عاما قادمة، تعزز فيها الإمارات مكانتها عالميا، وتؤكد ريادتها في جميع المجالات، تجسيدا لرؤية وإستراتيجية القيادة الرشيدة التي تبحث عن ” الرقم واحد” لوطن يعشق التحدي، ولا يعترف بكلمة المستحيل .

ومن بين قطاعات الدولة الحيوية التي تسهم في تعزيز القوى الناعمة للإمارات، يأتي قطاع الرياضة، بزخمه الجماهيري والإعلامي، وقدرته على لفت الأنظار في العالم بالإنجازات والبطولات والألقاب والنجوم والأبطال والمشاهير، وكذلك باستضافة كبرى الأحداث العالمية، وتنظيمها بشكل احترافي يجعل من الدولة قبلة للأحداث الرياضية، وموطنا لنجوم ومشاهير العالم، ومنصة لانطلاق طاقات وإبداعات الأبطال في كل الرياضات.

وعن عام الخمسين ودور الرياضيين في استدامة الإنجازات ومضاعفتها في المستقبل تستعرض وكالة أنباء الإمارات ” وام ” آراء نخبة من النجوم والأبطال والمشاهير من أبناء الإمارات الذين حققوا إنجازات قارية وعالمية، ورسموا الابتسامة على وجه الوطن في السنوات الماضية، وما زالت تحدوهم الآمال لتحقيق المزيد من الألقاب، ورفع علم الدولة فوق كل المنصات.

البداية مع بطل الإمارات في الرماية عبدالله العرياني صاحب 4 ميداليات بارالمبية بواقع ذهبية في لندن عام 2012، و3 فضيات في ريو دي جانيرو عام 2016، وعدد كبير من الذهبيات في بطولات العالم، والذي أكد أن الإمارات بفضل دعم قيادتها الرشيدة للرياضة وضعت نفسها على الخارطة العالمية، وحققت الكثير من الإنجازات، إلا أن المطلوب أكثر وأكبر في الخمسين عاما المقبلة من جيله والأجيال التالية، لأن البدايات في مسيرة الإنجازات دائما تكون صعبة ” .

وشدد العرياني على أن الرياضة يجب أن تكون على قدر التطور والنهضة مع باقي قطاعات الدولة، وأن جيله الذي وصل إلى خريف العمر في الرياضة حاليا لن يدخر أي جهد في استدامة الإنجازات حتى الاعتزال، ثم منح كل خبراته للأجيال التالية كي تبدأ من حيث انتهى السابقون ولا سيما أن البحث عن “الرقم واحد” تحد كبير، يحتاج إلى مضاعفة الجهد.

وأشار إلى أن الجيل الذي حقق الإنجازات العالمية من أبناء الدولة، يملك الكثير الذي يمكن أن يقدمه للأجيال التالية، وأن الأجيال التالية من أبناء الدولة يملكون المواهب والإبداع، ولا يحتاجون سوى الدعم والفرص، وأنه من حسن الطالع أن القيادة الرشيدة تدعم الرياضة وتوفر لأبطالها أفضل البرامج والمدربين والمشاركات .

في السياق ذاته أكد فيصل الكتبي بطل العالم في الجوجيتسو / حزام أسود/ أن الإمارات تستحق كل التضحيات من أبنائها كي تصبح منارة في كل المجالات، ومنها المجال الرياضي، مشيرا إلى أن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” 2021 “عام الخمسين” يعد حافزا ودافعا لاستدعاء كل الهمم، والعمل ليل نهار من أجل مضاعفة الإنجازات، والوصول إلى العالمية، ورفع علم الوطن في كل المحافل.

ولفت الكتبي إلى أن ما تحقق في رياضة الجوجيتسو في السنوات الـ 10 الأخيرة يعطي مؤشرا إيجابيا بأننا نسير في الاتجاه الصحيح، خاصة في ظل الإنجازات التي تحققت في مجالات نشر اللعبة، وصناعة الأبطال، وتنظيم أقوى البطولات العالمية، الأمر الذي جعل الإمارات أكبر مطور لتلك الرياضة في العالم .

وقال : ” إذا كانت أبوظبي قد أصبحت حاليا عاصمة الجوجيتسو العالمي، والقرار العالمي أيضا باستضافتها لمقري الاتحادين الدولي والآسيوي، فإن الخمسين عاما المقبلة يجب أن يكون شعارها الأساسي هو “الإنجاز الأوليمبي”، بمعنى أن الرياضة في طريقها حاليا للاعتماد الأولمبي، وأن أبناء الإمارات لابد أن يكونوا جاهزين من الآن لحصد الذهب في الأولمبياد عند انضمام الجوجيتسو للأولمبياد، سواء كان جيلنا هو الموجود أو الأجيال التالية لنا، ولا سيما أن الأجيال الحالية من الواعدين تتوفر لها أفضل بيئة تنافسية في العالم، وأفضل برامج، وأفضل مدربين، وأقوى البطولات للاحتكاك واكتساب الخبرة الدولية ” .

من جهته قال مروان المازمي بطل الإمارات وآسيا في الكاراتيه “فئة الكاتا” : ” نبارك لأنفسنا في الإمارات على 50 عاما مضت من الإبداع والتميز لدولة الإمارات، بما أهلها كي تكون واحدة من الدول المؤثرة في العالم بأسره في الاقتصاد، والعلوم، والتكنولوجيا، والحكومة الذكية، والفضاء، والرياضة في عدد من الألعاب، وكذلك في قدرتها على استضافة الأحداث الكبرى، ونؤكد أن الإمارات التي عودت الجميع على أنها لا تعترف بكلمة المستحيل، يجب أن تمضي إلى المستقبل أكثر ثقة، وأشد عزما، وأن تنطلق نحو المزيد من الإنجازات في كل الرياضات.

وأضاف المازمي أنه كلاعب من جيل الرواد في الكاراتيه، واجه الكثير من التحديات وانتصر عليها بفضل الإلهام الذي استمده من القيادة الرشيدة، والدعم من الاتحاد، وأن التحديات ربما تكون موجودة للأجيال الجديدة لكنها لن تبدأ من الصفر، بل ستنطلق من حيث توقفت إنجازاته وإنجازات جيله، في ظل الدعم غير المسبوق الذي توفره الدولة للمواهب في كل المجالات وخاصة المجال الرياضي”.

وتابع : ” بالنسبة لي فإنني بوصفي قائد المنتخب الوطني لابد أن أساعد زملائي الصغار في حمل شعلة الإنجاز للمستقبل لاستدامة الانتصارات، لأننا قدوة للأجيال الجديدة، ونتمنى أن يكون الجيل الذي يلينا أفضل منا، وإذا كنا قد حققنا إنجازات قارية وعالمية في ساحات المنافسة، وفي احتلال المناصب الدولية من خلال رئاسة سعادة اللواء” م” ناصر عبد الرزاق الرزوقي للاتحاد الآسيوي ومركزه كنائب لرئيس الاتحاد الدولي، فإن الثقة التي سنحصل عليها وتحصل عليها الأجيال الجديدة، ستقودنا إلى استكمال مشوار النجاح، وتحقيق القيمة المضافة سواء على منصات التتويج أو المناصب الدولية، لأن وطن التسامح والسلام وأرض المبادرات يستحق كل التضحيات”.

بدوره قال يوسف ميرزا بطل آسيا في الدراجات الهوائية وأحد أعضاء فريق الإمارات للدراجات الهوائية صاحب الإنجاز التاريخي في جولة ” تور دي فرانس ” العالمية 2020، وطواف الإمارات 2021، إن كل إماراتي يجب أن يكون فخورا بإنجازات وطنه في الخمسين عاما الماضية، وأن يدرك بأن تلك الإنجازات كانت وراءها قيادة حكيمة تحملت المسؤولية لبناء نهضة الحاضر، ووضع قواعد الانطلاق نحو المستقبل، وأن هذه القيادة لم تدخر أي جهد في دعم المواهب من أبناء الدولة في كل المجالات حتى أصبحوا نجوما وأبطالا ملء السمع والصبر، وإذا كان فريق الإمارات للدراجات الذي تم تكوينه من 4 سنوات فقط، قد فاز بجولة فرنسا العالمية صاحبة التاريخ الطويل حيث تأسست قبل 110 أعوام، فإنه قادر على احتكار الألقاب في الخمسين عاما المقبلة ليكون الرقم الصعب في الدراجات العالمية”.

وأضاف: ” بالنسبة لي شخصيا أحلم بتأسيس أكاديمية تدريب خاصة لي أنقل فيها خبراتي إلى الأجيال الجديدة، وأصنع بنفسي أبطالا جدد يملكون المواهب والإرادة والعزم والثقة للفوز في كل المحافل، وصعود منصات التتويج الإقليمية والقارية والعالمية، ولا سيما بعد أن تم اعتماد رياضة الكاراتيه ضمن الرياضات الأولمبية “.

المصدر-وام