20 شاعراً يصدحون بقصائدهم في الأقصر إحياءً ليوم الشعر العالمي
الأقصر (مصر)-(د ب أ):
لا يغيب الشعر عن مدينة الأقصر على مر العصور والأزمنة، فالمدينة التي كانت عاصمة لمصر القديمة والعالم، لاتزال معالمها من معابد ومقابر شيدها حكام العالم القديم من ملوك مصر وملكات مصر القديمة، تحكي الكثير من تفاصيل قول قصائد الشعر والغزل.
وكان يصدح العشاق بالشعر وسط معابد المدينة وحقولها، وعلى جوانب نهر النيل الخالد، الذى يشطر المدينة إلى قسمين، كان أحدهما قديما يُعرف بمدينة الأموات، حيث جبانة طيبة القديمة ومقابرها ومعابدها الجنائزية التي جعلت من برها الشرقي مدينة للأحياء، ومركزا للأعياد والمهرجانات وقول الشعر.
وما بين ذلك الماضي الذى يحمل صوراً مضى عليها آلاف السنين، لقول الشعر في مدينة الأقصر، وذلك الحاضر الذى تعيشه المدينة اليوم، عبر سعي مؤسساتها الثقافية لاستعادة دورها التنويري والحضاري، كانت الأقصر تستضيف في مناسبة احتفالات العالم بيوم الشعر، 20 شاعرا ممن حازوا جوائز الإبداع في إمارة الشارقة خلال دوراتها الماضية.
ويقول الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر في الأقصر ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية ( د. ب. أ)، إن الشعراء اختتموا هذا الأسبوع، لقاءات جمعتهم في قول الشعر، ومناقشة جديده وقضاياه، بحضور كوكبة من مسؤولي ورموز الثقافة بمصر، وإمارة الشارقة التي يرعى حاكمها وعضو المجلس الأعلي للدولة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، فعاليات بيت الشعر في الأقصر منذ افتتاحه قبل ست سنوات مضت.
ولفت إلى أن الأقصر احتفت بيوم الشعر العالمي مبكرا، وأعادت إلى الذاكرة تلك الصور التي سجلتها نصوص المعابد والمقابر القديمة في الأقصر، من معرفة المدينة لفنون الأدب، وقول نصوص أدبية كانت تفيض بهجة ورقة وجمالا قبل آلاف السنين.
وقال محمد عبدالحميد، مسؤول البحوث بالجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية لـ (د. ب. أ) بمناسبة يوم الشعر العالمي الذي يوافق اليوم 21آذار/ مارس، إن أوراق البردى وقطع الأوستراكا، وجدران المعابد والمقابر، تحوي سجلا حافلا من النصوص الشعرية والأدبية التي ظهرت مبكرا في الأقصر، وفي غيرها من مدن مصر التاريخية، وتركوا نصوصا فيها الكثير من الرقة، والمشاعر المتدفقة، من خلال محاولات رائعة للتعبير تارة بالكتابة المصورة، وتارة بالكتابة الشعبية التي عُرفت بالديموطيقية، وغير ذلك من الكتابات التي عرفتها مصر القديمة.
فيما قال ناصر الفولي الباحث المصري المتخصص في توثيق سير الشعراء القدامى، لـ (د. ب. أ) ، إن مدينة الأقصر، وما جاورها من قري تابعة لها، عرفت تواصل مسيرة الشعر والشعراء، عبر مختلف العصور، منذ زمن الفراعنة وحتي اليوم.
وأضاف أن ما قام بالمشاركة بتسجيله في موسوعة مؤسسة البابطين للشعراء العرب، بلغ توثيقا لسير وقصائد قرابة 10 شعراء كانوا من كبار شعراء مصر والعروبة في زمنهم، وبلغوا قيمة شعرية عظيمة وصلت إلى مقارنات بعضهم بقامات شعرية كبرى مثل أمير الشعراء أحمد شوقي.
وقال الشاعر والمترجم المصري الحسين خضيري إن الشعر كان حاضرا في معارك التحرير التي قادها حكام طيبة ضد الغزاة قبيل آلاف السنين، مثل أحمس وسقنن رع حيث كان للشعراء دورهم في المعركة عبر إطلاقهم الأناشيد الحماسية.
وأشار خضيري لـ (د. ب. أ) إلى أن جداريات طيبة القديمة، وبردياتها، وأناشيد اخناتون، وأشعار تحتمس الثالث، ما تزال تنطق إلى الآن بعظمة هذه الأرض التي لا تزال تنجب شعراء كبار يثرون العالم بنصوص شعرية مدهشة، تطوف القارات مثل أشعار الدكتور عارف كرخي أبو خضيري، الذى ترجمت أعماله إلي 18 لغة .
ولفت خضيري إلى أنه كما كانت الأقصر مركزا مهما من مراكز الشعر والشعراء علي مر التاريخ، فإنها لم تغب ايضا عن عيون واخيلة الشعراء، إنطلاقا من هوميروس الذى وصفها في الياذته الشهيرة، ليمتد بعده عقد الشعراء العالميين الذين استلهمت قرائحهم عبق التاريخ في الأقصر، فكتبوا عنها أجمل القصائد مثل الشاعرة الإنجليزية التي عشقت مصر، تيريزا هولي، والأمريكي هنري آبي ، الذى جذبه النيل والنخيل في الأقصر والشاعر الإنجليزي بريان وولر بريكتر، وأيضا الشاعر الإنجليزي، نيكولاس ميشيل عاشق الممالك القديمة.