شعور الخوف من التعذيب يسود بين المتظاهرين في ميانمار
يانجون-(د ب ا):
يعد استخدام المجلس العسكري للعنف في الشوارع في ميانمار مجرد جزء من حملة لقمع المقاومة في البلاد.
وتعتبر المعاملة القاسية من جانب قوات الأمن للمتظاهرين المحتجزين وسيلة أخرى لإرهاب المواطنين ، وفقا لما قاله نشطاء حقوقيين وضحايا.
ويظهر الخوف جليا لدى فتاة وهي طالبة تدرس الفلسفة / 23 عاما/ في مدينة مييك الساحلية، التي رغبت في هدم الافصاح عن هويتها. وقد قام الجيش منذ أسبوعين باحتجازها مؤقتا مع 45 متظاهرا.
وقالت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) ” هرع الجنود إلى المنزل الذي كنا نختبئ فيه. بعد ذلك شاهدني جندي وأطلق النار علي من على بعد ثلاثة أقدام. أصابت رصاصة مطاطية عنقي وسقطت”.
وقام الجنود بعد ذلك بتعذيبها هي آخرين في القاعدة الجوية المحلية، وفقا لما قالته الفتاة. وأضافت أن الكثير من المتظاهرين المحتجزين، وبينهم نساء، تعرضوا للضرب وبعضهم تعرض للركل في الرأس بالأحذية العسكرية الثقيلة.
وجرى الإفراج عنها هى وآخرين بعد بضعة ساعات، ولكن الكثيرين مازالوا محتجزين.
و تتزايد التقارير التي تتعلق بأعمال القسوة والارهاب والتعذيب والقتل التي ترتكبها قوات الشرطة والجيش، وذلك بعد شهر ونصف من وقوع الانقلاب العسكري.
وقالت منظمة العفو الدولية مؤخرا إن ” هذه ليست تصرفات ضباط بصورة فردية يتخذون قرارات سيئة”.
وقالت جواني مارينر مديرة قسم التعامل مع الأزمات بالمنظمة” إنهم قادة متورطون في ارتكاب جرائم ضد الانسانية، يقومون بنشر قواتهم وأساليبهم الدمويةعلى الملأ.”
ووفقا لتقديرات منظمة ايه ايه بي بي لمساعدة السجناء فإن أكثر من 250 شخصا قتلوا منذ وقوع الانقلاب مطلع شباط/فبراير الماضي، كما جرى سجن أكثر من 2600 شخص، وتم الإفراج عن عدد ضئيل منذ ذلك الحين.
وقد أمرت القوات شاب/ 27 عاما/ احتجزه الجيش في مييك، بتأدية تحية ترمز للمقاومة في ميانمار. بعد ذلك قام أفراد الجيش والشرطة بضربه مجددا بالأحزمة والعصى الخشبية والأنابيب.
وقال لـ (د.ب.ا) ” لم أستطع الحركة لمدة يومين بعدما تم الإفراج عني”.
وكشفت وفاة عضو بحزب الرابطة من أجل الديمقراطية، الحزب الذي تنتمى له رئيسة الحكومة المدنية المعزولة أون سان سو تشي مطلع هذا الشهر، أساليب الجيش المروعة.
وكان قد جرى إلقاء القبض على زاو ميات لين، وهو مدير مدرسة تدريب محلية وله أسرة في يانجون في 8 آذار/مارس الجاري. وتوفى في اليوم التالي.
ونٌشرت صور لجثته على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر آثار تعذيب قاسي. وبدا وجه زاي / 46 عاما/ منتفخا وأسنانه مفقودة، وجلده بدا محروقا، كما ظهر جرح كبير في معدته.
وقال الجيش إنه رفض فتح باب منزله من أجل” التفتيش” وبعد ذلك حاول الفرار.
وتعد هذه الأساليب غير جديدة. فجيش ميانمار، الذي يشتهر بقسوته، استخدمها بصورة دورية خلال الديكتاتورية التي استمرت نحو 50 عاما، والتي أفسحت الطريق فقط أمام إصلاحات ديمقراطية أولوية منذ 10 أعوام.
وقال ضابط استخبارات سابق، لم يرغب في كشف هويته، لوكالة (د.ب.ا) إن الهدف هو إرهاب المواطنين وكسر المقاومة، مضيفا” هذه هي المعاملة التي سوف يلقاها كل شخص يعارضنا”.