أكد معالي عبد الله البسطي، الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، نائب رئيس اللجنة التوجيهية لشبكة المدن الأربعين القيادية C40 لدول جنوب وغرب آسيا، حرص دبي على تسريع وتيرة تطبيق خططها نحو التعافي من جائحة “كوفيد-19″، بتوفير أعلى مستويات الأمان والوقاية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان صحة وسلامة جميع أفراد المجتمع، وفق توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والمتابعة الحثيثة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والرامية إلى سرعة السيطرة على انتشار الفيروس بإستراتيجية متكاملة من الخدمات والإجراءات الصحية والوقائية.
وأشار معاليه إلى أن جهود إمارة دبي، المتوائمة مع التوجهات الاتحادية في هذا الخصوص، ضمنت توفير أفضل الخدمات للتطعيم والرعاية الوقائية، وتوفير اللقاح لجميع السكان المؤهلين لتلقي اللقاح وفق المعايير الطبية المعلنة من المواطنين والمقيمين.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في لقاء ضم عمد شبكة المدن القيادية C40، لتبادل المعارف والخبرات بشأن الجهود العالمية لتوفير اللقاحات للحد من الإصابة بـ ” كوفيد-19″، بحضور الدكتور تيدروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى جانب عمداء مدن لوس أنجلوس، وجاكرتا، وأكرا، وميلانو وفينيكس وديربان، ودكار، ولشبونة، وسياتل وجوهانسبرج، بالإضافة إلى ممثلي 16 مدينة أخرى حول العالم.
وفي كلمته خلال اللقاء، أوضح معالي البسطي أهم معالم الإستراتيجية التي تبنتها دبي خلال فترة الجائحة والتي وضعت أولوية رئيسة منذ البداية تمثلت في توفير اللقاح المجاني للجميع، ومنذ بدء حملة التطعيم الوطنية التي تم إطلاقها بنهاية شهر ديسمبر 2020، إذ عملت الجهات الصحية على توفير ثلاثة أنواع من اللقاحات وهي ” فايزر-بيونتك “، و” أسترازينيكا أوكسفورد، وساينوفارم، حرصا منها على تأمين خيارات متعددة أمام المستهدفين من التطعيم.
واستعرض معاليه جهود حكومة دبي لتبسيط إجراءات الحصول على اللقاح، وتوفير كل السبل التي تكفل المناخ الصحي الآمن في جميع المراكز المخصصة للتطعيم، وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة من خطة التطعيم، حيث شجعت جميع أفراد المجتمع على تلقي اللقاح وتعزيز الجهود المبذولة للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع، والانخراط في حملة التطعيم الشاملة التي تستهدف تطعيم 100% من السكان المؤهلين في دبي، بالإضافة إلى إنشاء أكثر من 120 مركزا للتطعيم بالتنسيق مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، ووزارة الصحة ووقاية المجتمع، وبالشراكة مع القطاع الخاص، كما توسعت حكومة دبي في نطاق خدماتها، وبدأت في تنفيذ زيارات طبية منزلية لتطعيم كبار المواطنين وكبار السن من المقيمين، الذين تحول ظروفهم دون الوصول إلى المراكز الصحية للتيسير لتلك الفئة الحصول على اللقاح بأسهل الطرق الممكنة.
وشدد معالي البسطي على أن وتيرة حملة التطعيم في دولة الإمارات العربية المتحدة تتقدم بوتيرة إيجابية متسارعة ووفقا للمسار المحدد، مؤكدا أنه تم إعطاء أكثر من 7.9 مليون جرعة تطعيم حتى الآن في جميع أنحاء الدولة مع تغطية تجاوزت أكثر من نصف السكان المستهدفين، وهو ما يعد من أعلى المعدلات العالمية فيما يخص توفير اللقاحات بالنسبة لعدد السكان.
كما أكد معالي الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي المسؤولية العالمية التي تبنتها الإمارة بتقديم الدعم الكامل والمساهمة الفاعلة في مبادرة “كوفاكس” التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية بهدف التوزيع العادل لنحو ملياري جرعة من لقاحات “كوفيد-19” خلال العام الجاري، حيث أطلقت دبي بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مبادرة عالمية حشدت من خلالها خبرات وقدرات كل من “طيران الإمارات” و”شبكة موانئ دبي العالمية” و”مطارات دبي” و”المدينة العالمية للخدمات الإنسانية”، لنقل وتخزين وتسريع توزيع اللقاحات حول العالم، مع التركيز بشكل خاص على البلدان النامية، التي أضير سكانها بشدة من الوباء وتواجه تحديات في نقل وتوزيع المستحضرات الطبية، وذلك من خلال تسخير المزايا اللوجستية والبنية التحتية القوية لدبي كمركز رئيسي لدعم الجهود الدولية في هذا الشأن.
وفي ختام كلمته، نوه معالي عبدالله البسطي إلى أن دبي ودولة الإمارات كانت من الأوائل حول العالم التي تبنت، وفي وقت مبكر من الجائحة، إجراءات استباقية لاحتواء تفشي الفيروس بدءا من الجهود العملية لاحتواء انتشار الفيروس بالفحوصات وتقصي الحالات، وتطوير الطاقة الاستيعابية للرعاية الصحية، وتبني البحوث العلمية والبيانات لمراقبة الوضع ومعالجة الحالات، بالإضافة إلى إعداد السياسات والأدلة الإرشادية والبروتوكولات الكفيلة باستمرارية الأعمال في ظل وجود البنية التحتية التكنولوجية المتقدمة في الإمارة.
وكانت دبي قد انضمت إلى عضوية شبكة المدن الأربعين القيادية في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ “C40” العالمية في العام 2015 لتصبح ضمن مجموعة النخبة لمدن العالم المنضمة إلى الشبكة.
وفي عام 2017، انتخبت دبي ممثلة في الأمانة العامة للمجلس التنفيذي لإمارة دبي لعضوية اللجنة التوجيهية للشبكة والتي تتألف من 17 عضوا يمثلون المناطق الجغرافية، فيما تعتبر سلطة اتخاذ القرار النهائية ضمن الشبكة، وتعنى بالتوجيه الإستراتيجي للمدن الأعضاء، حيث تمثل دبي إقليم جنوب وغرب آسيا، بما فيها 11 مدينة، لتقود المواجهة مع التحديات التي تعتري عالمنا اليوم وتؤثر على التغير المناخي.
المصدر-وام