بعد أسبوع آلام … المصريون يتنفسون الصعداء بعودة الملاحة لقناة السويس
القاهرة-(د ب أ):
سعادة غامرة وتعليقات مليئة بالتفاؤل والثناء والتأكيد على قدرة المصريين على إنجاز المستحيل … كان هذا حال معظم وسائل الإعلام في مصر ومنصات التواصل الاجتماعي الليلة الماضية.
وقد بدا واضحا أن المصريين تنفسوا الصعداء بعد أيام عجاف شهدت فيها البلاد عددا من الحوادث المؤلمة سقط فيها العشرات من الضحايا، كان من بينها حادث تصادم قطارين بمحافظة سوهاج وانهيار مبنى سكني كبير في القاهرة، فضلا عن العديد من الحرائق والحوادث الأخرى.
وجاء هذا قبل أيام قليلة من حدث تستعد له البلاد ومن المتوقع أن يحظى بمتابعة عالمية واسعة، حيث من المقرر نقل “موكب المومياوات الملكية” في الثالث من نيسان/أبريل القادم من المتحف المصري، الذي سيتم افتتاح أعمال تطويره، إلى متحف الحضارة في الفسطاط، ما أثار الكثير من الجدل من أن “لعنة الفرعنة” ربما ألمّت بالبلاد، وهو الأمر الذي جعل الكثير من وسائل الإعلام تستضيف في تغطياتها علماء في المصريات لتفنيد ما يقال عن مثل هذه اللعنة.
وجاء تعويم السفينة العملاقة “إيفر جيفين”، التي ظلت جانحة لنحو أسبوع في قناة السويس وعرقلت الملاحة عبر الممر الملاحي الحيوي للتجارة العالمية، ليثلج القلوب. ويبلغ طول السفينة 400 متر، وعرضها 59 مترا، فيما تبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن.
وانطلقت الاحتفالات الافتراضية الليلة الماضية مع إعلان هيئة قناة السويس استئناف حركة الملاحة، وجرى تداول الكثير من المقاطع التي تصور احتفال عمال القطع البحرية المصرية التي شاركت في جهود تعويم السفينة، فضلا عن عدد من الـ”كوميكس” المضحكة.
ومن بين الكوميكس التي جرى تداولها :”عامت … عامت خااالص” و”العالم: تعويم السفينة سيستغرق أسابيع … مصر: ولو قمت وعومتهالك!” و”لما السفينة تيجي تعدي تاني من القناة … قولولها تاخد طريق رأس الرجاء الصالح” و”لما حد يقولك روح ربنا يخلي طريقك /إيفر جرين/ (أخضر للأبد) … يبقى ده فأل وحش”. وإيفر جرين هي الشركة المشغلة للسفينة.
وكما أن المصائب لا تأتي فرادى، يبدو أن المسرّات قد لا تأتي فرادى أيضا، فقد اختتم منتخب مصر مشواره في المجموعة السابعة بتصفيات أمم أفريقيا لكرة القدم المقرر إقامتها في الكاميرون مطلع العام المقبل، بالفوز 4 / صفر على منتخب جزر القمر.
ورغم أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت لاحتواء تداعيات حادثة الجنوح بصورة كاملة، فإن هناك إجماعا على أن التعامل مع الأزمة امتاز بالحكمة وعدم الاندفاع، رغم الضغوط والتشكيك في الإمكانيات، وحتى محاولات التسويق لطرق ملاحة بديلة.
وقد هنأت الولايات المتحدة مصر على استئناف العمل بقناة السويس، وكتبت السفارة الأمريكية في القاهرة على موقع فيسبوك :”مبروك لمصر تحرير سفينة إيفر جيفين وفتح قناة السويس! تفخر الولايات المتحدة بشراكتها مع مصر في العديد من المجالات، بما في ذلك تأمين الممرات المائية في العالم والموارد العالمية المشتركة، وهو جهد تعاوني لنفع العالم كله”.
وأثنى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع في مؤتمره الصحفي أمس بعد استئناف الملاحة بإخلاص عمال قناة السويس، وشدد على أن هذه هي المرة الأولى في العالم التي يتم فيها تعويم سفينة حاويات جانحة دون تخفيف حمولتها، ودون إصابات أو وفيات أو تسريب مواد بترولية.
وتعهد في الوقت نفسه بالعمل على تطوير القدرات والتزود بأحدث المعدات.
وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هيئة قناة السويس اليوم وهنأ العمال على الجهد الذي بذلوه.
وقال السيسي :”لم نرد حصول حادثة مماثلة … لكن رب ضارة نافعة … وما حدث يؤكد أن قناة السويس قادرة ومنافسة قوية ولها تأثير قوي في حركة التجارة العالمية.”
كما لفت إلى أن حادث السفينة أكد ورسخ أهمية القناة في ظل الحديث الدائر عن بدائل لها.
وأكد أن ردود الفعل السعيدة على وسائل التواصل الاجتماعي الليلة الماضية كانت لافتة، وأشاد بدعم المصريين لبلادهم في أوقات الأزمات.