خلايا جلد الضفادع تحول نفسها إلى آلات حية

برلين-(د ب أ):
باستخدام قطرات من خلايا جلود أجنة الضفادع، تمكن العلماء من إنتاج مخلوقات لا مثيل لها على وجه الأرض، بحسب دراسة جديدة. ويمكن لتلك “الآلات الحية” الميكروسكوبية السباحة وإزالة الحطام وعلاج نفسها بعد تعرضها لجروح.

وتأتي الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة “ساينس روبوتكس”، ونقلها موقع “ساينس نيوز”، في إطار “لحظة تحررية في تاريخ العلم”، بحسب جاكوب فوستر، وهو باحث في مجال الذكاء الجمعي في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس.

وبطريقة ما تصنع الروبوتات نفسها بنفسها. وأزال العلماء أجزاء صغيرة من الخلايا الجذعية للجلد من أجنة الضفادع ليروا ما الذي سوف تفعله تلك الخلايا بمفردها. وبعد فصلها عن مواقعها المعتادة في أجنة الضفادع النامية، نظمت هذه الخلايا نفسها على شكل كرات، ثم نمت. وبعد ثلاثة أيام لاحقة، بدأت المجموعة المسماة “شينوبوت” السباحة.

وعادة ما تطرد الهياكل الشبيهة بالشعر التي تسمى أهداب على جلد الضفادع، مسببات، وتنشر المخاط حولها. ولكن في حالة الشينوبوت، سمحت الأهداب لها بالتحرك. وهذا التطور المفاجئ “مثال عظيم على حياة تعيد توظيف المتاح”، بحسب الباحث المشارك في الدراسة، مايكل ليفين، وهو عالم أحياء في جامعة تافتس بميدفورد، في ولاية ماساتشوستس.

وتحدث العملية بسرعة، ويقول ليفين ” يحدث هذا أمام عينيك خلال يومين أو ثلاثة أيام”.

لا تمتلك الشينوبوت خلايا عصبية أو أدمغة، إلا أنه يمكن للشينوبوت التي يبلغ عرضها نصف مليمتر تقريبا، السباحة عبر أنابيب رفيعة واجتياز متاهات متعرجة. وعندما توضع في أرض مليئة بالجزيئات الصغيرة من أكسيد الحديد، يمكن لها أن تجمع الحطام في أكوام. ويمكن حتى للشينوبوت أن تعالج نفسها بنفسها إذا تعرضت لجرح، وتعيد الروبوتات نفسها إلى أشكال كروية.

ولا يزال العلماء يحاولون استكشاف أساسيات حياة الشينوبوت. ويمكن لهذه المخلوقات أن تعيش حتى عشرة أيام دون طعام. وعند إطعامها السكر، يمكن للشينوبوت العيش فترة أطول، رغم أنها لا تستمر في النمو.

وليس من الواضح بعد ما هي أنواع الوظائف التي يمكن أن تقوم بها الشينوبوت، إذا ما كانت فعلا تستطيع فعل أي شيء على الاطلاق. ويقول الباحثون إن تنظيف الممرات المائية أو الشرايين أو غيرها من المساحات الصغيرة أمور تتبادر إلى الذهن في هذا الشأن.