بيروت-( د ب أ):
أكد وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل اليوم الخميس أن ” تكديس حزب الله للأسلحة الخطرة والتهريب والأنشطة غير المشروعة والفاسدة الأخرى يقوّض مؤسسات الدولة الشرعية” في لبنان .
وقال هيل، في بيان عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم، إنه( حزب الله) “يسلب من اللبنانيين القدرة على بناء بلد مسالم ومزدهر، وإيران هي التي تغذّي وتموّل هذا التحدي للدولة وهذا التشويه للحياة السياسية اللبنانية”.
وأضاف “أن أمريكا تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات”.
ورأى أن ” هذه المفاوضات لديها إمكانية فتح الأبواب أمام فوائد اقتصادية كبيرة للبنان، وهذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد، ويمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة في اطلاعنا جميعاً”.
وأشار إلى أن زيارته إلى لبنان جاءت ” بناءً على طلب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتأكيد على التزام إدارة الرئيس جو بايدن المستمر تجاه الشعب اللبناني ورغبتنا المشتركة في الاستقرار والازدهار في لبنان”.
وأعلن أنه التقى على مدى الأيام الثلاثة الماضية،” العديد من القادة اللبنانيين لمناقشة الأزمة السياسية التي طال أمدها وتدهور الأوضاع الاقتصادية”.
ولفت إلى أن الشعب اللبناني يعاني ” لأن القادة اللبنانيين فشلوا في الاضطلاع بمسؤوليتهم في وضع مصلحة البلد في المقام الأول ومعالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية المتصاعدة، فالناس فقدوا جنى عمرهم، ولم يعد بإمكانهم الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، وهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم”.
وتابع هيل :” لطالما طالبنا قادة لبنان بإبداء مرونة كافية وتشكيل حكومة مستعدّة، وقادرة على العمل على عكس مسار الانهيار الجاري، لقد حان الوقت الآن لتشكيل حكومة وليس عرقلة قيامها، الآن هو وقت الإصلاح الشامل، فأمريكا والمجتمع الدولي هم على استعداد للمساعدة، لكن لا يمكن المساعدة دون الشريك اللبناني”.
ورأى أن ” الذين يواصلون عرقلة تقدّم أجندة الإصلاح، يغامرون بعلاقتهم مع الولايات المتحدة وشركائها ويعرّضون أنفسهم للإجراءات العقابية، أما الذين يعملون على تسهيل التقدّم، فيمكنهم الاطمئنان لدعمنا القوي”.
وعن موضوع تجدد المفاوضات الأمريكية حول برنامج إيران النووي، قال هيل” إن العودة المتبادلة إلى الامتثال للاتفاق النووي مع إيران تصبّ في مصلحتنا وفي مصلحة الاستقرار الإقليمي، لكنها لن تكون سوى بداية عملنا، فيما نتطرّق إلى العناصر الأخرى لسلوك إيران المزعزع للاستقرار، لن تتخلى أمريكا عن مصالحها وأصدقائها في لبنان”.
بدوره ، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون على أهميّة الاستمرار في مفاوضات ترسيم الحدود واستكمال الدور الأمريكي من موقع الوسيط النزيه والعادل.
وقال عون، خلال المحادثات مع الوفد الأمريكي ، إنّه “مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح ولن يفرّط بها، وعلى تجنيب لبنان أي تداعيات سلبيّة قد تتأتى عن أي موقف غير متأنٍ”.
وشدد على بذل كل الجهود ليكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين وليس موضع انقسام بهدف تعزيز موقف لبنان في المفاوضات.
وطالب باعتماد خبراء دوليين لترسيم الخط وفقًا للقانون الدولي، والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطيّة أو غازيّة وعدم البدء بأي أعمال تنقيب في حقل كاريش وفي المياه المحاذية.
وأكد الرئيس عون على أسس انطلاق مفاوضات ترسيم الحدود، مشددا على أنّه يحق للبنان أن يطوّر موقفه وفقًا لمصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقًا للأصول الدستوريّة.
يذكر أن لبنان يواجه نزاعاً حول ترسيم منطقته الاقتصادية الخالصة، مع إسرائيل ، وتبلغ مساحة المنطقة المتنازع عليها حوالي 860 كيلومترا مربعا.
وكانت الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قد انطلقت في 14 تشرين أول/أكتوبر الماضي بوساطة الولايات المتحدة الأمريكية ورعاية الأمم المتحدة.
وبعد أربع جولات من المفاوضات تأجلت الجولة الخامسة، بعد تقديم الوفد اللبناني مستندات ووثائق وخرائط تثبت حق لبنان في حدود مياهه البحرية، وفقا لقانون البحار المعترف بها البالغة 1430 كيلومتراً مربعاً.
وكان هيل ، الذي يزور لبنان حالياً ، أجرى محادثات أمس الأربعاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، المكلّف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، ورئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبه وقائد الجيش العماد جوزف عون.