بقلم/ أنور حمدان الزعابي
الأمثال والألغاز الشعبية مخزون شفوي قولي ينتمي إلى دائرة المأثورات الشعبية المتوارثة جيلاً بعد جيل ويمثل هذا المأثور مجالاً هاماً في الحياة الاجتماعية لأبناء الإمارات. والخليح العربي ومن الملاحظ أن هذه الأمثال والألغاز لم تكن في يوم من الأيام منسوبة لشخص معين .
ولم يقم أحد من الناس بادعاء تأليفها حتى الكتاب الذين اجتهدوا وقاموا بإعدادها لم يدعوا بأنهم مؤلفوها رغم أن بعضهم لم يذكر صفة الإعداد بجانب اسمه .
ربما أنه يسعى إلى خدعة القراء بأنه مؤلفها.
أن هذه الأمثال والألغاز الشعبية هي جزء من التراث الوطني الأصيل لأبناء
الإمارات والخليج العربي وظهرت فيما بينهم نظراً للعادات والتقاليد العربية الأصيلة والمتقاربة والحياة الاجتماعية المشتركة فيما بينهم .
ومن خلال هذه الدراسة المتواضعة نلقي الضوء على بعض الأمثال والألغاز الشعبية التي قام بإعدادها وجمعها من أفواه الحفاظ والرواة الكبار
السيد سعيد بن يافور الغفلي وهو أحد رجال إمارة راس الخيمة المعروفين ومن أبناء البادية المشهورين وله العديد من المأثورات الشعبية ويقطن في أمارة رأس الخيمة.
وذكر السيد سعيد بن يافور الغفلي أن هذه الأمثال والألغاز تعبر أصدق
تعبير عن الحياة في الزمن الماضي لأبناء الإمارات الذين عاصروا الوقت بحلوه ومره وأستقوا من مناهله الكثير من الدروس والعبر والشواهد الحية الملموسة في يومنا هذا مثل العادات والتقاليد في الزمن الغابر الذي لازال الإنسان يحن إليه بين فترة وأخرى.
وكذلك ذكر السيد سعيد بن يافور الغفلي أن هذه الأمثال والألغاز تعبر عن تجربة معينة خاضها أحد الأشخاص واستخلص منها العظة والمعرفة وضربت التجربة كمثل بين الناس. ولايوجد أحد في الوقت الحاضر يدعي ويقول بأنه مؤلفاً للأمثال والألغاز الشعبية في الإمارات وأنا أتحدى من يدعي هذا الادعاء.
جمع وإعداد الأمثال والألغاز
أن جمع وإعداد هذه الأمثال والألغاز الشعبية يعتبر بادرة طيبة ويشكر عليها كل من يقوم بجمع الشعر الشعبي أو الألغاز والأمثال الشعبية أو حتى كل مايتعلق بالتراث ومن المعروف بأن الأستاذ الشامسي هو أول من قام بجمع وإعداد كتابه حول الألعاب الشعبية والأمثال وكذلك، السيد محمد رجب النجار الذي أصدر معجم الأمثال والألغاز الشعبية .
وهذه الأمثال والألغاز المتداولة إرث قديم بين أبناء الوطن وهي تعبر عن تجاربهم في الحياة القديمة ومن هذه الأمثال: « مال عمك ما يهمك » وتعنى أن الشيء الذي لن تتعب عليه
فإنه لا يهمك إذا أصابه کسر أو تلف. « شوياك يالمسمار قال المطرقه » وهذا المثل ينطبق على الشخص الذي يجبر على تصرف معين تحت الحاح وضغط الآخرين.
« النار ما تخلف إلا الرماد » هذا المثل يردده الكثير من أبناء المنطقة على الشخص الذي يحظى بالمجد والعزة ويخلف ولداً لم يسمع أحد به ولم يحقق هدفاً في حياته . « الذي ماله أول ماله تالی » وهذا مثل عربی معروف بين أبناء الوطن العربي من الخليج إلى المحيط وينطبق على الشخص الذي ليس له ماض وتاريخ مذکور وليس له شيء في حاضره .
« الحر في البيضة يصر » ينطبق هذا المثل على الشخص الذي يأنف المذلة ولا يقبل بإهدار حقوقه ومكتسباته فهو يريد أن يتفكك من قيوده ويخرج من سيطرة أعدائه. « البعير لي من طاح كثرة سكاكينة » أي أن الشخص القادر والقوى ذا الصيت والسمعة إذا حلت عليه مصيبة تكاثر عليه الأشرار وشوهوا سمعته .
« الطويلة ماتنرقى والصغيرة فيها شوك » بمعنى أن هناك العديد من الأمور المتداخلة بعضها البعض ويقف أحدهم محتاراً لا يعرف أين يستقر رأيه.
« شنيوب غرق جمل » الشنيوب هو فصيلة من فصائل سرطانات اليد والأوجان فالمستمع أي معقول وهو بمعنى أن الولد الصغير يخدع الرجل الكبير .
« كثر الدق يفك اللحام » بمعنى أن كثر المهاترات والمشاحنات بين الأصدقاء تفرق بينهم . « كل يهيل الجمر صوب قرصه » هذا المثل يقصد به أن كل شخص يريد أن يحصل على مصالحه الشخصية قبل غيرة من الناس .
هذه هي الأمثال الشعبية والحكم المتداولة قديماً وهي جزء يسير من الأمثال والحكم الشعبية المتداولة في الوطن وسوف نلقي الضوء على البقية منها في دراسة أخرى .
« الألغاز الشعبية »
ومنها:« خمس وخمستين وخمسة عشرة مرتين » وتعني 45 خمسة وأربعين .
« طير طار في الابحار لاله ريش ولا منقار » هو الزبد الأبيض الذي يتكون على شاطىء البحر . « قبه خضراء وداخلها عبید » « قفلها من الله ومفتاحه حديد » هي الجح أي البطيخ الأخضر .« شيئاً ما بعد العصر ما ينباع » هو الليمون
« طويل ولا له ظله » هو الطريق. « شجرة ولا تحت أوراقها »: النخلة.
« ظلته في بطنه » البئر – الطوی .« خايف ولا هو مخالف سیره على الاوجان »
« الدموع أو الدمع » .« من صار المتحدث مجنون فالمستمع عاقل »
أي أن الشخص إذا سمع حديثاً غير معقول من أحدهم فانه يجب عليه أن کون عاقلاً وأن لا يساير هذا المتحدث أو ذاك.
كذلك فأن هناك الكثير من الأمثال التي تتحدث عن السلوكيات في الحياة.
مثل: (اللي ما يعرف الصقر يشويه) يقال هذا المثل للشخص الذي يفعل شيئاً لا يعرفه أو للشخص الذي يقوم بفعل شيء غريب في حرفة أو عمل لا يدري عنه شيئاً. (الفرس من خيالها ، والحرمة من ريّالها)،يقال هذا المثل للرجل الذي ترك الحبل على الغارب لزوجته تفعل ما تشاء ، أو للمرأة المتسلطة المتعجرفة التي يكون زوجها طيباً ووديعاً لا يوقفها عند حدها وهو يشابه المثل الإنجليزي القائل : الأزواج الأكثر هدوءاً يصنعون زوجات أكثر جلبة.(سيل ما يبلك ، ما يهمك)،
أي أن المطر الذي ينزل على بلد ناس آخرين لا تستفيد أنت منه شيئاً. والمقصود منه أن المواضيع والمشاكل التي يعاني منها غيرك لا تعني لك شيئاً ولذلك اهتم بشؤونك فقط ولا تتدخل في شؤون غيرك.(لو كان فيه خير .. ما رماه الطير)،
يقال هذا المثل للذي يريد أن يأخذ شيئاً قد تركه أحد قبله فالشيء المتروك لا خير فيه وإلا لما تركه صاحبه.