أكد أطباء ومختصون أن كافة لقاحات فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” المعتمدة من قبل الجهات الصحية في الدولة آمنة وذات فعالية عالية، محذرين من خطورة تردد البعض في تلقي اللقاح.
وقالوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الإمارات “وام”.. إن الامتناع عن تطعيمات كوفيد-19 دون أسباب تستدعي ذلك يعد تصرفا غير مسؤولاً بالنظر إلى حجم التأثير الذي يمثله استمرار الفيروس في التفشي في المجتمع.
وقالت الدكتورة فريدة الحوسني المتحدث الرسمي باسم القطاع الطبي في الدولة.. إن الأشخاص المترددين في اتخاذ قرار التطعيم ضد كوفيد-19 يعرضون أنفسهم ومن حولهم للخطر، لافتة إلى أن أغلب الدراسات الطبية تشير إلى أن الأشخاص غير الحاصلين على اللقاح يكونون أكثر عرضة لمضاعفات الإصابة.
وشددت الدكتورة فريدة على أن توافر أغلب اللقاحات المعتمدة عالمياً في الدولة يقطع الطريق أمام فئة كبيرة من المترددين بسبب تفضليهم للقاح على آخر، مشيرة إلى أن ضريبة التأخير في الحصول على اللقاح تتضاعف بشكل يومي سواء على مستوى الجهود المبذولة أو على المستوى الفردي الذي قد ينتج عنه فقد أحد الأقارب من الكبار أو أصحاب الأمراض المزمنة وحينها لن ينفع الندم.
من جانبه أكد الدكتور عمر الحمادي استشاري الأمراض الباطنية.. أن الحصول على اللقاح يعد الخيار الأفضل والأكثر أماناً، مشيراً إلى أن طريق الوصول للمناعة المجتمعية التي تعني حصانة الناس في مجتمع واحد ضد مرض ما، يأتي من خلال اكتساب العدوى الناجمة عن الإصابة وهي خيار صعب في الأغلب بسبب عدم القدرة على التنبؤ بخطورة الفيروس على الجسم، وتأثير انتشاره على كبار السن أو المرضى، علاوة على ذلك قد يعجز بعض المرضى عن اكتساب الحصانة بعد الإصابة كما حصل مع مرض كوفيد-19 في الحالات الخفيفة والمتوسطة.
وأوضح أن الطريقة الثانية في الوصول للمناعة المجتمعية تتأتى عبر حصول فئة لا تقل عن 60 % من المجتمع على لقاح مضاد للفيروس وتعد هذه الطريقة الأمثل والأكثر أمانا.
وجدد الحمادي تأكيده أهمية رفع مستوى المسؤولية المجتمعية، دون استثناء الحاصلين على اللقاح من تلك المسؤولية، محذراً من التراخي في هذا الفترة المفصلية والتي قد تتسبب في هدم كل ما تم بناؤه في لحظة.
وقال إن الحذر يجب أن يكون مضاعفاً في فترة شهر رمضان المبارك وفترة العيد، حيث تكثر التجمعات واللقاءات، مشيراً إلى أن الجهود الجبارة التي بذلتها الجهات المعنية في الدولة بدأت تؤتي ثمارها وأن المحافظة على النجاحات المحققة يعتبر مسؤولية الجميع.
وفي سياق متصل أكد الدكتور عادل سجواني أخصائي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع.. أن النسبة المئوية للوصول إلى المناعة المجتمعية تختلف بحسب المرض وتاريخ المرض، ولكن على الأغلب تقاس المناعة بوصول عدد المحصنين بين 60 و 90 % في المجتمع الواحد.
وأوضح سجواني أن المناعة المجتمعية تسهم في إبطاء معدل انتقال الفيروس في المجتمع بشكل تدريجي وتخفيف معدلات العودى والأعراض وصولاً للقضاء عليه.
واستعرض تجربة البشرية في مواجهة جائحة شلل الأطفال عندما وصلت نسبة التحصين إلى 80 % للوصول إلى مناعة مجتمعية، بينما احتجنا إلى 90 % للوصول للمناعة مع فيروس الحصبة، وفيما يتعلق بفيروس كوفيد-19 فإن إسرائيل أعلنت إلغاء قرار ارتداء الكمامات في الأماكن العامة بمجرد تطعيم ما يقرب من 60 % من المجتمع، لذا فإن العديد من العوامل يمكن أن تسهم في رفع أو خفض النسبة الخاصة بالوصول إلى المناعة المجتمعية كنسب الانتشار، ووضع المنظومة الطبية وقدرتها، إضافة إلى مسائل مرتبطة بالوضع الاقتصادي وحركة الطيران وغيرها من العوامل كمتغيرات التحور.
وشدد الدكتور عادل على أن التأخر في الحصول على التطعيم يؤخر عملية التعافي والإلغاء التدريجي للإجراءات الاحترازية والعودة للحياة الطبيعية، ولكن الأمر الأكثر قسوة وفقاً لسجواني هو المساهمة في انتشار الفيروس وزيادة الخطر على الأرواح وارتفاع حالات الوفاة.
المصدر-وام