مرئيات

الليخ واستخداماته..(شباك الصيد )

أنور حمدان الزعابي

 

عرفت شباك الصيد على مدار التاريخ الإنساني في كل دول العالم وهي الوسيلة الوحيدة الأكثر شهرة في عملية صيد السمك رغم وجود الكثير من الوسائل القديمة والحديثة لصيد السمك
ولكن يبقى الليخ او شباك الصيد هي الاقدم والاحدث على مر العصور في صيد السمك.

*يحدثنا السيد ناصر حسن الكاس، رئيس جمعية ابن ماجد للفنون الشعبية والتجديف بإمارة رأس الخيمة،
أن «الروابة»، وهي حرفة خياطة وحياكة شباك الصيد، ما زالت محافظة على حضورها في المجتمع الإماراتي، رغم ما يعيشه من حداثة وتطور، سواء في جانب استخدام الأدوات الحديثة، ودخول الأيدي الحرفية الوافدة على الصناعة. ويقول: «يعرف القائم على هذه الحرفة باسم (روابة) مهنته الأساسية إصلاح خيوط الليخ، والليخ هو عبارة عن نوع من الشباك ينصب في عرض البحر، حيث يقوم الصيادين بمد الأنير ثم بعد ذلك يتم رمي الشباك، ويظل الليخ في عرض البحر فترة من الزمن بعدها يتم رفعه وتخليص الأسماك المعلقة فيه ثم يعاد مرة أخرى إلى البحر ويترك فيه حتى يتسخ بالطحالب، وبعد ذلك يرفع للبر ويتم تنظيفه ثم يعاد بعد ذلك استخدامه في عرض البحر لصيد الأسماك مرة أخرى وكذلك
تستخدم بشكل واسع وتعرف بأسماء عديدة منها “الهيال” و”المنصب” والضغوة” و”التحويط و”الغل”
.. صناعة تقليدية مارسها الصياد الخليجي منذ سنوات طويلة
* طول شباك الليخ تتراوح ما بين 22متر إلى 15 وفترة إنجازها تحتاج إلى 15 يوماً للشبك الواحد

صناعة الشباك البحرية (غزل الليخ) من الحرف اليدوية التقليدية في الامارات والخليج ونشأت منذ سنوات طويلة لصيد الأسماك وما زالت تمارس حتى الآن في مختلف دول الخليج
*
و”الليخ” يعتبر من الأدوات الأساسية التي يستخدمها الصياد الحرفي في صيد الأسماك، وهو عبارة عن شبكة متعددة الفتحات تصنع بواسطة خيوط من النايلون أو القطنية مقواة بحبل يؤطرها وتختلف سعة هذه الفتحات (العيون) وسمك الخيط تبعا لنوع وطريقة الصيد ونوعية الأسماك المراد صيدها،
وتستخدم شباك (الليخ) في جميع دول الخليج بشكل واسع وتعرف بأسماء عديدة حسب استخدامها في الصيد منها: (شباك الهيال ـ شباك المنصب ـ شباك الضغوة ـ شباك الحوي أو التحويط ـ شباك الغل)، حيث تتم طريقة الصيد بشباك الليخ عن طريق قوارب الصيد الساحلي او الحرفي الذي طرأت عليه في الآونة الأخيرة تطورات حديثة.
وصناعة هذه الشباك لها شروط ومواصفات يكون الصانع صيادًا ولديه خبرة كافية وقياس محدد بأصناف الأسماك والمهارة في صنع فتحات الشباك التي تستلزم أن تكون ذات قياس متساو بكيفية وضع في أسفله الرصاص او المساو (وهو الوزن المثبت أسفل الشبك ويصنع بمادة اسمنتية مخلطة برمال البحر).
ومن أهم مكونات الليخ (مادة الفلين) يساعد الشباك على أن تطفو على سطح البحر ويطلق عليه ” الكرب” نسبة إلى كرب النخلة وهو الجزء المتين من جذع النخلة ويطلق على الحبل المستخدم في أسفل الشبك وفي أعلاه ” البرامة” وعندما يتمزق الليخ يحتاج إلى إعادة غزل يطلق على العملية “معاير”.
ومن أنواع الشباك البحرية التي تستخدم في صيد الأسماك في السلطنة والتي تختلف كل نوعية حسب استخدامها وأحجامها، بالإضافة إلى طريقة استخدامها وتكون وفق مواصفات ومسافات معينة ومنها “شباك الهيال” واستخدم الصيادون هذه الطريقة بعد تطور قوارب الصيد في السبعينيات وهي عبارة عن مجموعة من الشباك الخيشومية الموصولة في بعضها البعض وممدوده بشكل طولي وتستخدم في اصطياد الأسماك السطحية بكافة أنواعها وأحجامها المختلفة, ويتراوح طولها في قوارب الصيد المتعددة
وتتم عملية الصيد بهذه النوعية ليلا حيث يربط طرف من الليخ بالقارب والطرف الآخر يترك لتحركه التيارات البحرية (الماية) حسب حركة الرياح وهناك طريقة أخرى وهي ترك الشباك في عرض البحر دون ربطها بالقارب تتحرك مع حركة التيارات البحرية وتنصب عليها سارية حديدية بطول ثلاثة امتار وعليها علم ومصباح ليلي لتمكن الصياد من رؤية الشباك في الصباح الباكر وتطلق محليا (الغيوبي) ويتم جمع حصيلتها في الصباح .
أما “شباك الضغوة” وهي طريقة جماعية تتم بالقرب من الشاطئ ويساهم في إنجازها مجموعة من الأشخاص ويتم التحويط على كمية الاسماك المراد اصطيادها بشكل هلالي ويتم سحبها باليدين فيظل السمك حبيس الشباك حتى يلتقطه الصيادون ويمتد طول الليخ “الضغوة” إلى نحو 600 باع وعرضه 12 باعا، والباع يساوي نحو مترين ويعتبر وحدة القياس الأكثر استخداما بين أهالي البحر منذ قديم الزمان ومعظم عمليات الصيد بهذه الطريقة هي لأسماك السردين (العومة).
وتختلف بعض مسميات طرق صيد الأسماك بين سكان أهالي البحر وتتفق في بعضها في مختلف المناطق ومن أنواع الشباك البحرية “شباك المنصب او السب “وهذا النوع من الشباك الخيشومية أيضا وتكون بشكل مستطيل يوازي الساحل كما يتم تثبيتها بالعناير (الأناير) ويبلغ عددها 2 تكون أمام الشباك والأخر في الخلف عند نهاية الشباك ومن الأسماك التي يتم حصدها في هذه الطريقة من الصيد الجيذر والسهوة و الكنعد وأنواع أخرى من اسماك السطح.
وشباك “التحويط” (التدوير ـ الحوي) وهي عبارة عن شباك خيشومية تقوم فكرتها بالاحاطة على الأسماك ومنعها من الهروب في دائرة وتستخدم في صيد الأسماك السطحية الصغيرة مثل العومة والضلعة والأسماك الكبيرة مثل الكنعد ـ السهوة.
و”شباك المخروطية” (الغل) عبارة عن صيد الأسماك من الساحل مثل أسماك السردين أو البرية أو الروبيان، حيث تلف الشبكة على يد الصياد ثم ترمى بسرعة على الأسماك وبعد ذلك يغوص الصياد ليجمع الشبكة من القاع وبداخلها الأسماك. الحية والطازجة التي تعتبر الغذاء الأساسي لسكان دول الخليج العربي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى