التوتر في غزة يتواصل لليوم العاشر وارتفاع عدد قتلى القطاع إلى 219
القاهرة/رام الله (د ب أ) –
ارتفع إجمالي عدد القتلى في قطاع غزة إلى 219 يوم الأربعاء مع تواصل موجة التوتر بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لليوم العاشر.
وذكرت وزارة الصحة في غزة، في أحدث حصيلة، أن عدد القتلى ارتفع إلى 219 من بينهم 63 طفلا و36 سيدة و16 مسنا، إضافة إلى 1530 إصابة بجراح مختلفة.
وفي آخر تطور ميداني، ذكرت مصادر فلسطينية أن صحفيا قتل وأصيب آخران في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في حي الشيخ رضوان المكتظ شمال غزة.
وقبل ذلك قتلت سيدة فلسطينية وأصيب ثمانية آخرون في غارة إسرائيلية أخرى على مدينة رفح في جنوب القطاع، بحسب المصادر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلات حربية شنت عشرات الغارات على المرحلة الخامسة من الأنفاق الأرضية لحركة حماس في جنوب قطاع غزة.
وذكر الجيش أن 52 طائرة ضربت خلال نحو 25 دقيقة نحو 40 هدفًا تحت أرضي تابع لحماس من خلال نحو 120 صاروخًا دقيقًا، فيما تم تكثيف الضربات على أهداف حماس في رفح وخانيونس وطالت أهدافا تحت الأرض ومقار قيادة وسيطرة ومواقع للحركة.
من جهتها، واصلت جماعات مسلحة في غزة إطلاق رشقات صاروخية من القطاع على إسرائيل، التي أعلنت رصد 50 صاروخا سقطت على البلدات والمدن الإسرائيلية الليلة الماضية وصباح اليوم
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء إن “القدس عاصمتنا الأبدية ولا يمكن أن نرضى عنها بديلاً، وبدونها لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار ولا اتفاق، في منطقتنا والعالم”.
وأضاف عباس ، في كلمة مسجلة أمام الجلسة الطارئة للبرلمان العربي بالقاهرة اليوم أوردتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية(وفا) ، أن “القدس أثبتت مرةً أخرى أنها الأساس الذي يجتمع عليه شعبنا وتلتف حوله جماهير أمتنا العربية والإسلامية، فلا قيمة لشيء بدونها”.
وأكد أن “ما تقوم به دولة الاحتلال الآن في قطاع غزة ، إرهاب دولة منظم، وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، وأنه لن يتهاون في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية”.
وشدد على أن “العمل منصبّ حاليا على وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، ومن ثم الدخول في عملية سياسية جدية، وبمرجعية دولية واضحة، تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بما فيها القدس الشرقية عاصمتنا المقدسة”.
وجدد الرئيس عباس “تمسكه بمبادرة السلام العربية التي أقرتها القمم العربية المتعاقبة منذ قمة بيروت عام 2002، نصاً وروحاً، أي تطبيق المبادرة من الألف إلى الياء، وليس العكس، أي الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967 أولاً، ثم البحث في أية قضايا تخص العلاقة مع إسرائيل بعد ذلك، وليس العكس”.
وقال: “نحن طلاب سلام لا طلاب حرب، لكننا في الوقت نفسه لا يمكن أن نفرط بأي من حقوق شعبنا وأمتنا، وبالذات في مدينة القدس”.
وأكد عباس أن “الجهود من أجل إجراء الانتخابات العامة ستستمر، وسنجريها فور إزالة الأسباب التي أدت إلى تأجيلها، أي عندما نتأكد أننا سنجريها في كل أرض دولة فلسطين وفي المقدمة منها بالطبع مدينة القدس”.
وجدد عباس التأكيد على اســـــتعداده لتشكيل حكومة وفاق وطني تلتزم بالشرعية الدولية وتكون مقبولةً دولياً.
بدوره ، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط للعمل الحثيث لـ “فضح فظائع الاحتلال ولدعوة العالم للتضامن مع الحق الفلسطيني”.
وقال أبو الغيط ، في كلمته خلال جلسة البرلمان ، إن “جهودنا من أجل كسب معركة الرأي العام، قد تفوق في أهميتها معركة السلاح، وهي أقل ما نقدمه لإخوتنا الصامدين في فلسطين”.
وأضاف :”من واجبنا جميعا أن نوصل الصوت الفلسطيني للعالم في هذه اللحظة النادرة التي تهيأت فيها الآذان لسماع صوت الحق، ومن واجبنا أن نذكر بأن هذه الأحداث الدامية قد بدأت في شهر رمضان المبارك… أقدس الشهور لدى المسلمين عندما سعت سلطات الاحتلال –في استفزاز متعمد- إلى التضييق على المقدسيين في ممارستهم لشعائرهم، ولحقهم في التجمع حول البلدة القديمة، والدخول إلى المسجد الأقصى الذي تهفو إليها قلوب المسلمين جميعا، لا الفلسطينيين وحدهم”.
وأشار أبو الغيط إلى أن “نصف الشهداء في غزة هم من النساء والأطفال، بما يكشف عن نوعية المعايير الأخلاقية والقانونية التي يتبناها الجيش الإسرائيلي الذي طالما أشاع في العالم أنه من أكثر جيوش العالم التزاما بالقانون الإنساني وأخلاقيات الحرب”.
وأعرب عن فخره بـ “أبناء الشعب الفلسطيني، الذين أظهروا للعالم، بالعمل لا بالكلام وبالنضال لا بالهتاف، أن صمودهم على أرضه وتشبثه بتراب الوطن أغلى عندهم من الحياة نفسها”.
وقال:”من واجبنا أن نذكر أصحاب الضمائر بأن هذه الأحداث التي تتصاعد اليوم في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة، قد بدأت في القدس، لأن القدس تحت الاحتلال، ومن الخطأ أن نقول إن الاحتلال يُمارس الجرائم… لأن الاحتلال في حد ذاته هو أبشع جريمة”.
وأضاف أبو الغيط أن “ما حدث في الشيخ جراح يحدث في أحياء أخرى في القدس منذ سنوات بل وعقود، وهو ليس نهجا عشوائيا بل خطة متواصلة لعزل المقدسيين عن القدس، وإحاطة البلدة القديمة بحزام متصل من الوجود اليهودي، إرضاء لنزعات يمينية متطرفة ونبوءات دينية قوامها الكراهية والشعور بالاستعلاء، وللأسف فإن هذه النزعات اليمينية لم تعد على الهامش بل صارت جزءا أصيلا من الحكم القائم في إسرائيل، وأجندة الحكم الحالي هي ذاتها أجندة أقصى اليمين المتطرف مهما تظاهر بغير ذلك”.
وشدد على “ضرورة العمل بشكل حثيث من أجل التواصل مع كافة الفعاليات الدولية، بما فيها المجالس المنتخبة في كافة الدول، بهدف كشف فظائع الاحتلال ومخططاته، ودعوة العالم للتضامن مع الحق الفلسطيني”.
وانطلقت الجلسة الطارئة للبرلمان العربي، برئاسة رئيس البرلمان عادل العسومي في القاهرة اليوم لمناقشة “جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.