القاهرة -وكالات
أكد وزير الخارجية الإثيوبي /ديميكي ميكونين/ على أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده، مضيفا أن مصر والسودان تمارسان ضغوطا على بلاده عبر تدويل وتسييس المسائل الفنية لملف السد.
بدورها أعربت القاهرة عن رفضها للخطوة الإثيوبية، واصفة إياها بالتصرف غير المسؤول
وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن إثيوبيا إذا ما أقدمت على الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق شامل تدخل مرحلة الخروج عن القانون الدولي، وتعتبر دولة خارجة عن القانون.
وأضاف شكري، خلال مداخلة هاتفية له، مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية” المذاع عبر فضائية “إم بي سي مصر”، أن “مصر لن تتهاون في الدفاع عن حصتها المائية، وهذا تم التأكيد عليه من خلال تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ووزير الري، وهناك وضوح كامل أن مصر لن تقبل بأي أضرار مائي يقع علينا، ولكن لابد أن نربط ذلك بالضرر الواقع”.
وأشار إلى أن هناك “ضررا يمكن أن تتحمله مصر وضررا لا يمكن أن نتعامل معه أو نستوعبه.. الضرر الذي يمكن تداركه يتمثل في الوصول إلى اتفاق بين الدول الثلاث “مصر، السودان، وإثيوبيا” أما الضرر الذي لا يمكن تداركه أو تتحمله مصر يتمثل في المضي قدما بإرادة منفردة من أحد الأطراف”.
ولفت إلى أن مضي إثيوبيا في إرادة منفردة سيخلق “علاقة فيها تشاحن بين الدول ومن شأنه أن يزعزع الأمن والاستقرار في إفريقيا وهناك أمر ثابت ولن نتنازل عن حقوقنا المائية”.
وأكد “نحن في مرحلة لتقييم الوضع من كل أجهزة الدولة ونرصد بشكل لحظي ما يتم في سد النهضة وتطورات البناء والتعرف علي النتائج التي قد تتولد بشأن اتخاذ إثيوبيا خطوات قادمة”.
وحذر المستشار القانوني في وزارة الخارجية الإثيوبية، إبراهيم إدريس، مصر والسودان من الصراع مع أديس أبابا على خلفية الخلاف حول سد النهضة.
وشدد إدريس، خلال المنتدى التشاوري مع ممثلي المؤسسات الدينية والجمعيات المدنية، على أن بناء سد النهضة ليس عملا منفردا بل إن مصر والسودان سبق أن وافقا بشكل تام على إنشاء هذا السد بالتوازي مع تطوير قواعد وأنظمة إعلان المبادئ بشأنه.
وقال المسؤول إن موقف أديس أبابا يستند إلى مبدأ “الاستخدام المعقول والمنصف المعترف به دوليا” لمياه النيل، لافتا إلى أن “التعاون هو الخيار الوحيد لفوائد الأجيال الحالية والمستقبلية للدول الثلاث”.
ووصف المستشار الإثيوبي سياسات السودان ومصر إزاء الموضوع بأنها “تتعارض مع مبادئ القانون والممارسات الدولية، أخلاقيا ودينيا، مضيفا: “الصراع لن يأخذ السودان ومصر إلى أي مكان، بل إنه في الواقع يؤدي إلى نتائج عكسية”.
وتصاعدت التوترات حول سد النهضة مجددا في الأشهر الماضية، على خلفية خطط إثيوبيا لإطلاق المرحلة الثانية من عملية ملئه في الصيف القادم دون التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص مع القاهرة والخرطوم.