الوحدة الرياضي

إنجازات الرماية.. “درة تاج” الرياضة الإماراتية في “عام الخمسين”

 تحتل الرماية مكانة مرموقة بين كل الرياضات في دولة الإمارات، لعدة أسباب في مقدمتها أنها صاحبة أكبر إنجاز في تاريخ الرياضة الإماراتية منذ تأسيس الدولة، وحتى اليوم ونحن نحتفل بعام الخمسين، وهو فوز الرامي الإماراتي الشيخ أحمد بن حشر بالميدالية الذهبية في أولمبياد سيدني عام 2004، كما ترتبط بتاريخ وتراث العرب والإمارات على وجه التحديد، وبالحضارة الإسلامية وثقافتها، وتتوارثها الأجيال، لارتباطها بقيم الشجاعة والإقدام والذكاء والمهارة والتركيز.

ومن الأسباب التي تعزز مكانة الرماية بين كل الرياضات الإماراتية أيضا قدرتها على استدامة النجاح، وتواجدها الدائم في المناسبات الكبرى، كونها الرياضة الوحيدة التي ضمنت التواجد في دورة الألعاب الأولمبية على مدار الـ 20 عاما الماضية، ودورة الألعاب الأولمبية هي أكبر وأضخم محفل رياضي يقام كل 4 سنوات ويجمع تحت لوائه نخبة الرياضيين في العالم، وتنظمه وتشرف عليه اللجنة الأولمبية الدولية أهم منظمة رياضية في العالم.

ومع احتفال الإمارات بعام الخمسين يحظى قطاع الرياضة في الدولة بجزء مهم من الاهتمام الشعبي والحكومي على ضوء ما حققه من إنجازات عززت مكانة الإمارات، وساهمت في صنع قوتها الناعمة خارج الحدود، من خلال أبطال وميداليات وأرقام تحدثت عنها كافة وسائل الإعلام، ونجوم رفعوا علم الدولة على كل المنصات، وعزف لهم النشيد الوطني.

وفي هذا السياق نتناول الرماية الإماراتية كمنظومة رائدة تبقى في مقدمة الرياضات التي صنعت مجد وتاريخ الرياضة الإماراتية، من خلال الإنجازات التي حققتها، والتي نرصدها على ضوء الأرقام الرسمية، جزء منها يتعلق بأبرز الإنجازات في التاريخ، والجزء الآخر يتضمن كل الإنجازات التي تحققت في عهد اتحاد اللعبة في دورته الأخيرة خلال الفترة من 2017، وحتى 2021.

وتؤكد الأرقام والإحصاءات الرسمية أن الرماية هي درة التاج في الرياضة الإماراتية من خلال أرقامها، كونها صاحبة الميدالية الذهبية الأولمبية الوحيدة، في سيدني عام 2004، كما حافظت على استدامة النجاحات في الدورات الأولمبية التالية على التوالي 2008، و2012، و2016، و2021، وحققت أرقاما مميزة على المستوى العالمي في تلك الدورات رغم عدم الصعود لمنصات التتويج، وكانت تلك الأرقام قريبة من تحقيق المزيد من الميداليات الأولمبية.

وعلى مستوى إنجازات الرماية في بطولات كأس العالم” المونديال”، أكدت الأرقام الرسمية الحصرية الصادرة عن اتحاد الإمارات للرماية لوكالة أنباء الإمارات ” وام” أن منتخب الإمارات للرماية حصد أكثر من 15 ميدالية عالمية متنوعة، وضمن التأهل بشكل دائم إلى نهائيات كأس العالم، حيث تواجد بقوة في هذا المحفل على مدار العقود الماضية.. وفيما يخص الإنجازات الآسيوية فإن الإمارات حققت أكثر من 30 ميدالية متنوعة خلال الفترة الماضية، منها ما هو على المستوى الفردي وما هو على المستوى الفرق.

وعن إنجازات الإمارات على المستوى العربي فقد حصد منتخب الإمارات الوطني أكثر من 70 ميدالية متنوعة في منافسات البندقية والمسدس والأطباق، بما يضعها في مكانة رائدة على المستوى العربي. وخليجيا تبقى الرماية فرس الرهان عند المشاركة في البطولات الخليجية، إلى الدرجة التي تجعل مهمة الدارسين والراصدين صعبة للغاية عند حصر عدد الميداليات التي تم تحقيقها على هذا المستوى.

وتتجلى قيمة رياضة الرماية الإماراتية في مشهد متكرر لواحد من أبرز الشخصيات الرياضية وأحد الشهود العيان على نشأة وتطور الرياضة الإماراتية في الخمسين عاما الماضية، وهو سعادة عبد المحسن الدوسري الأمين العام المساعد للهيئة العامة للرياضة، الذي كلما سئل عن الرياضات التي يمكن أن تتأهل للمشاركة في الدورة الأولمبية، كان يضع اتحاد الرماية دائما في المقدمة، اعتبارا من عام 2000، وحتى العام الجاري، كما أنه عندما يسأل عن الرياضة التي يمكن أن تحقق إنجازا أولمبيا كان ولا زال يقول إن الرماية مرشحة بقوة لذلك.

أما عن إنجازات الرماية خلال السنوات الأربع الماضية .. قال عبد الله سالم بن يعقوب الأمين العام لاتحاد الرماية الأمين العام للجنة التنظيمية الخليجية، عضو مجلس إدارة الاتحاد العربي للرماية، عضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي إن استراتيجية اتحاد الرماية تقوم في الأساس على البحث عن الإنجاز، وتوفير أفضل بيئة لنجوم وأبطال الإمارات للتميز وصعود منصات التتويج، ورياضة الإمارات محظوظة بدعم القيادة الرشيدة، ومن هذا الدعم يستلهم مجلس إدارة الاتحاد برئاسة اللواء راشد خميس راشد بن عابر الهاملي حماسه وتصميمه لتحقيق الإنجازات بشكل مستدام، وانتهاج البرامج الرائدة التي تحافظ على تميز رماية الإمارات وتضعها في المكانة التي تستحقها.

وأضاف أنه على ضوء الاستراتيجية المدروسة التي يطبقها مجلس إدارة الاتحاد فقد شهد عام 2017 تحقيق 5 ذهبيات في البطولات الدولية، و5 فضيات، و6 برونزيات. وفي عام 2018 حصدت الرماية الإماراتية 6 ذهبيات، و8 فضيات، و7 برونزيات بمجموع 21 ميدالية بين العربية والآسيوية والعالمية.

وفي عام 2019 تواصلت الإنجازات وكان لدينا أعلى رصيد من الذهب بواقع 9 ذهبيات دولية، و7 فضية، و7 برونزية بمجموع 23 ميدالية.. وفي عام 2020، ونظرا لتأثر الرياضة بجائحة كورونا وتجميد معظم الأنشطة والبطولات الدولية فقد حصدت رماية الإمارات 4 ذهبيات، و4 فضيات، و6 برونزيات.

وتابع أنه في عام 2021، ومع بداية عودة النشاط في الشهور الثلاثة الأخيرة نجحت رياضة الإمارات في حصد 4 ميداليات ذهبية، و9 فضيات، و4 برونزيات، بإجمالي 17 ميدالية دولية بين العربية والآسيوية والعالمية، معربا عن سعادته بالتواجد في المحفل الأولمبي الكبير في طوكيو من خلال بطلنا العالمي سيف بن فطيس الذي سنوفر له بالتعاون مع الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية أفضل مرحلة إعداد لتأهيله لدخول هذا المعترك العالمي بأمل المنافسة وصعود منصات التتويج.

وأضاف ابن يعقوب:” يشرفنا في اتحاد الإمارات للرياضة أن نكون جزءا من تاريخ وإنجازات الدولة وهي تحتفل بعامها الخمسين، ونفخر بأن رياضة الرماية في مقدمة الرياضات التي تعبر عن قوة وريادة وتميز دولة الإمارات، وقدرتها على تأهيل الأبطال والنجوم القادرين على تمثيل الدولة في كل المحافل العالمية، كما نعتز بعلاقة الاتحاد القوية مع الاتحادين الدولي والآسيوي ونجاح الإمارات في تنظيم واستضافة كبرى البطولات العالمية والآسيوية على مدار العقدين الماضيين بما يضاعف من ثقة المنظمات الدولية في اتحاد الإمارات للرماية، ويجعله واحدا من أنجح الاتحادات في آسيا والعالم”.

من جهته أكد بطلنا العالمي سيف بن فطيس – الذي حصد 4 ميداليات دولية ملونة اعتبارا من مارس 2021، وحتى يونيو الجاري وضمن التأهل إلى أولمبياد طوكيو – فخره بإنجازاته، وأنه لن يدخر أي جهد في تمثيل الدولة بشكل مميز في أولمبياد طوكيو، مشيرا إلى أن مسيرته مع الرماية شهدت تحقيق العديد من الإنجازات العالمية والآسيوية والعربية، ولكنها ما زالت تنتظر تحقيق إنجاز أولمبي.

ووجه سيف بن فطيس – الموجود حاليا في معسكر بكرواتيا – الشكر لكل من يسانده ويدعمه، في اتحاد الإمارات للرماية، والهيئة العامة للرياضة، واللجنة الأولمبية الوطنية، مؤكدا أن دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة التي توفر كل الدعم لأبنائها تستحق كل التضحيات، وهنأ كل الرياضيين في الإمارات على إنجازاتهم في الخمسين عاما الماضية، ويتمنى أن تتضاعف تلك الإنجازات في الخمسين عاما المقبلة.

تجدر الإشارة إلى أن اتحاد الإمارات للرماية تأسس عام 1992، وتزخر مسيرته الممتدة لأكثر من ربع قرن بالعديد من الإنجازات التي تمثلت في تسجيل انتصارات كثيرة على المستويات المحلية والإقليمية والقارية والعالمية.

ويسهم الاتحاد في تعزيز مكانة الإمارات وإعلاء رايتها في كافة المحافل، ويتولى رعاية المواهب الشابة وتعزيز قدراتها وإمكاناتها الرياضية، من خلال التدريب على أيدي مدربين متخصصين في هذا المجال، وإيجاد الفرص المناسبة لهم للمشاركة في المنافسات لصقل مهاراتهم.

أبوظبي-وام:

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى