وام / حظي الطفل الإماراتي منذ بداية الاتحاد برعاية واهتمام كبيرين من قيادة الدولة، حتى أصبحت الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في رعاية الطفولة وحمايتها وذلك إيمانا منها بأن الطفل هو طاقة المستقبل وثروة الوطن، فعملت على تمكين الطفل ووفرت له بنية تحتية قوية من العلم والمعرفة وسخرت له كافة الامكانيات المساهمة في النهوض به وتنمية أفكاره ومهاراته، وعززت طموحه للمستقبل من خلال تنفيذ المشاريع التعليمية والترفيهية وتبني أفضل المبادرات المساهمة في تهيئة المناخ السليم والبيئة الصحية لإسعاد الطفل.
ومن المشاريع الخاصة بالطفل والأسرة التي نفذتها الدولة وكانت مواكبة لكل ما هو جديد في عالم الترفيه والتعليم هي “مدينة الطفل في دبي” الرائدة محلياً وإقليماً في مجال التعليم باللعب في الشرق الأوسط، حيث تتلخص رسالتها في تقديم خدمات تعليمية ترفيهية لطلبة المدارس والأطفال بصوره عامة وذويهم من خلال أقسام المدينة المختلفة والأنشطة والبرامج العديدة التي يتم تنفيذها على مدار العام.
وكعادة إمارة دبي الحاضنة للعالم والعائلة بتقديم كل ما هو جميل وجديد ومبتكر لقاطنيها و زوارها كان لموقع مقر مدينة الطفل في حديقة الخور دورا في استقطاب الأطفال والأسر إذ يعتبر موقعا استراتيجيا في قلب مدينة دبي يمكن الوصول إليه بكل يسر.
واستطاعت مدينة الطفل في دبي خلال 20 عاما من إنشائها أن تحقق أهدافها في تنمية مهارات زوارها من الأطفال من عمر الخامسة و حتى سن الـ 15 والعمل على تطوير مداركهم العلمية والمعرفية وجوانب الابتكار والإبداع لديهم بما يتناسب مع أعمارهم عن طريق البحث والتسلية والترفيه وتقديم برامج علمية وترفيهية منوعة طبقت وفق أفضل الممارسات العالمية، ساهمت في تنمية وتدعيم الخيال الفكري لديهم وتسخير اللعب كوسيلة للاكتشاف والتعليم باستعمال الحواس الخمس في اكتشاف قوانين الطبيعة والعلوم والتكنولوجيا، وتشجيعهم على التفاعل مع المجتمع و كل ما هو جديد .
والزائر إلى مدينة الطفل ينجذب إلى ألوانها التي تدخل البهجة والسرور في النفس و تساهم على تنشيط العقل والتفكير الإيجابي وتحفيز الإبداع والابتكار، إذ تحتوي المدينة على العديد من الأقسام الترفيهية التعليمية منها “مركز المعلومات” الذي يشتمل على أكثر من ركن منها ركن الطبيعة الذي يتعرف الأطفال فيه على الحياة في بيئات مختلفة بحرية و برية و صحراوية و ما تتميز به كل بيئة ويكتشف أسرارها وسبب وجودها، حيث يلقى الأطفال إجابات وافية على التساؤلات التي تدور في ذهنهم من خلال التفاعل مع المعروض .
ومن الجزء الخاص بالطبيعة ينتقل الزائر إلى قسم حياتنا كما نعيشها وهو من الأقسام التي تعرف الطفل على الحياة في دبي من خلال عرض المجسمات المصغرة لمعالم دبي التي تجعل الطفل يكتشف التطور الذي شهدته الإمارة ويقارن بين الحياة في الماضي والحاضر لتتعزز لديه رغبة التحدي والعمل بجد للوصول إلى كل ما هو جديد و متطور.
أما قسم الثقافات العالمية في مركز المعلومات فيعرض فلكور الشعوب المختلفة وبعض عاداتهم وتقاليدهم ويعرف الأطفال بحياة الشعوب المنوعة ليكتشفوا الإختلافات بين عاداتهم ويطلعون على ما تتميز به بيئات العالم من حيث الملبس و الأكلات و حكايات العالم و فلكلور كل دولة وما تتميز به .
وتضم المدينة أيضا قسم “علوم الأرض” الأول من نوعه في الشرق الأوسط ويتيح الفرصة لزواره للإطلاع على أحدث علوم الأرض والتعرف على مجسم الكرة الأرضية بطريقة مبتكرة، بالإضافة إلى التعرف على التسلسل الزمني للكون والتسلسل الزمني للأرض وتجربة العالم.
وتنقل مدينة الطفل زوارها من علوم الأرض إلى عالم الفضاء من خلال القبة السماوية التي تأخذ الطفل بعروضها إلى أعماق الفضاء ليرى مالا يستطيع أن يراه بعينه المجردة حيث يتم من خلال غرفة القبة عرض صور متحركة ثلاثية الأبعاد تحيط بالمشاهد من جميع الجهات لتضفي تأثيرا مرئيا فريدا من نوعه يتم عن طريقه نقل المعلومات العلمية وترسيخها في ذهن الطفل .. كما يستكشف الطفل طريقة حياة رواد الفضاء وبعض أسرار الطبيعة في الكون مثل الأعاصير.
ويقضي الأطفال وذووهم خلال زيارتهم لمدينة الطفل أجمل الأوقات في الاستكشاف والتعلم في قاعة جسم الإنسان التي تتيح الفرصة لهم التعرف على وظائف بعض أعضاء الجسم والهيكل العظمي ويتعلمون كيف تعمل أعضاء جسم الإنسان، حيث يستطيع الطفل من خلال هذا القسم تنفيذ عدد من التجارب التفاعلية السمعية والبصرية والحسية التي تتوافق مع قدراته الاستيعابية .
وفي قسم علوم الطيران يتعرف الطفل عبر مجموعة من الأجهزة التفاعلية الاستكشافية على كيفية ارتفاع الطائرات في الجو ويتمكن من الاطلاع على أجهزة الإرشاد المختلفة في الطائرة بالاضافة إلى ما يقوم به قائد الطائرة.
وتشمل المدينة إلى جانب أقسامها التعلمية الترفيهية أقساما أخرى للأطفال دون سن الخامسة بينها مسرح وصالة رياضية وغيرها من الأقسام الخدمية .
وأكدت أمينة الطواش مرشد زوار رئيسي في مدينة الطفل لـ “وكالة أنباء الامارات” سعي مدينة الطفل باستمرار لتقديم خدمات تعليمية ترفيهية نوعية هادفة ومميزة لفئة الأطفال معتمدة في ذلك على استخدام التكنولوجيا، مشيرة إلى أن المدينة استطاعت أن تحقق أهدافها الاستراتيجية، من خلال توفير ألعاب تفاعلية تركز على تنمية مدارك الطلاب الحسية وتقوية بنيتهم الجسدية .
وقالت إن المدينة صممت بمعايير عالمية تشجع الأطفال على التعلم والبحث والاستكشاف عن طريق اللعب والحصول على معلومات علمية منوعة ومفيدة لهم، مشيرة إلى أن مدينة الطفل تحرص طوال العام ضمن برامجها على توفير بيئة وأجواء استثنائية لزوارها تقدم فيها ورشا علمية تعليمية للمجموعات المدرسية بالتعاون مع بلدية دبي تنفذ في قسم العروض أو في القاعات المخصصة بالإضافة إلى تنفيذ برامج ترفيهية في مناسبات منوعة منها الأعياد ويوم الطفل العالمي، وتنظيم فعاليات صيفية و شتوية ومن أنشطتها المستمرة مهرجان العلوم و مهرجان الأفلام العلمية، بالإضافة إلى فعاليات تعليمية وفعالية رواد الفضاء وفعالية عالم الرياضيات، وأكدت أن الفعاليات التي يتم تنفيذها تلقى اهتماما و مشاركة كبيرة من قبل مدارس الدولة والأطفال وذويهم.